مشاكلي مع العمر - جزء ثاني-
أعتقد أنني حكمت العالم لفترة، طفولتي كانت مميزة من كل النواحي، وأعتقد غني عن التعريف أن كلمة “مميزة” لا تعني بالضرورة شئ جيد.
أحب الذكريات بشكل عام، لكن ما عندي هوس العودة لها والعيش فيها، أعتبرها جزء مقدس وثمين من حياتي فقط.
أحب امتياز أنني عشت تجارب خاصة في ذكرياتي غير عن كل الناس، ودايم أذكر مواقفي في الطفولة لأنها غريبة وما تحصل لأغلب الأطفال.
أرجع لفكرة حكمي للعالم، في طفولتي كنت آخر العنقود -قبل حصول مصيبة أخوي الصغير- ! وُلدت بنت بين عائلة تكتظ أولاد، فكنت أحظى بملعقة زيادة من الحب، انكسرت هالملعقة على راسي يوم بلغت:). عالعموم أهم جزء خلاب في ذيك الفترة هي المدرسة!
لو كنت أحس أنني نجمة في البيت فأنا كوكب دري في المدرسة! أنا تحت فضل هذيك الفترة إلى هذا اليوم!
مدرستي كانت حكومية و تدريسها جيد، بس مو هذي العوامل الوحيدة اللي تخليها فترتي الذهبية،الشئ الرائع اللي كنت أتغذى عليه بجانب وجبة الفطور اللي بثلاثة ريال هو المدح! ويا ساتر من هذا الإدمان!
هذا الإدمان اللي أعاني و أنتشي من آثاره إلى هذا الحرف، كنت شاطرة وذكية ومرتبة وأهم شئ بالنسبة للإدارة أنني كنت مؤدبة و هادية، وكل هذي أسباب تخليهم يزودوني بالمدح! في الابتدائي في ارتباط حنون بين الطالبات ومعلماتهم، ارتباط ينشئ بمجرد غدر الأم في الانسحاب من الحضور معك للمدرسة بعد ثالث يوم :)، فلذلك كان تأثير ووقع آراء هذي النماذج الأموية الرائعة لا يوصف على طالبة محبة ومجتهدة مثلي.
كنت ملكة الإملاء، و فنانة حصة الفنية، و “ رائعة” مادة التعبير، أُكرم في كل مجال تكريمي، ويُدعى لأمي في يوم الأمهات على هذا الإنتاج الطيب !
على الجانب الآخر من العلاقات مع الطالبات، كنت أحظى بصديقات رائعات و سمعتي الدراسية تخول أنني أصادق الجميع لكن عندي ذوق صعب بالصداقة من صغري:)
يمكن ما كنت أعرف أنني كنت أحكم العالم من وجهة نظري وقتها، لكن أكيد كنت سعيدة ومبسوطة بهذا العالم اللي يجعلني محوره.
كل شئ جيد وين المشكلة مع العمر طيب؟
الحقيقة هذي المشكلة كل المشكلة تقريبًا، يعني هل كنت أعرف أنني بأقدر روعة مجريات حياتي ذات العشر سنوات في سن العشرين؟
هل هذا الفترة اللي أعيشها الآن بتكون من أجمل ما عشت؟
هل بتضيع بعض من أروع سنوات حياتي وأنا أنتظر حصول أروع سنوات حياتي ؟
والله مشاكلي مع العمر لا تحصى..
أخيرًا: أحب أختم تساؤلاتي بهذي الأمنية الرائعة للغالي أندي من مسلسل ذا اوفيس.