في عشية ميلادي

في عشية ميلادي الثامن والعشرون من نوفمبر 2018.


ها أنا أكتب وقد نفضتُ عن قلبي كل الذي كان، تلك الأصوات المحشوة في رئتي.. تلك المشاعر التي امتزجت بأوردتي..

لأنزفها كلماتٍ ونوايا وأمنيات..

أكتب وقد اجتثثتُ جذور ذكرياتك مني، من كل شيء كان لي، وكنت فيه..


كان لزامًا علي أن أتوقف برهةً من الزمن؛ فقد سئمت من محاولات الهروب والركض من كل شيء.. وكأن الأشياء تدور حولي أو أنا التي ربما علقت في دولابها الذي لا يكف عن الدوران..


سئمت من فكرة البحث عني، واكتفيت بمشاهدتي أعيش الحياة لحظةً بلحظة..


كان لا بد من أن أقف دون اتكاء على شيء ما أو أحدٍ ما؛ لأحدّق في السماء، أمدُّ ذراعيَّ، وأفرد أجنحتي.. أرتق أوجاعي وأنا أدعو النجاة..!!


كان كفيلاً بالهدوء أن يؤانسني، أن يلثم بثغره أشجاني، أن يلعق بأصابعه الدمع الذي ما انكفّ ينهمر على وجهي؛ ليرتبني ويربت عليّ، يهذب أغصاني، ويشحذ الحياة بقلبي..

أنا لم أخبرك من قبل أنني في غيابك لم أتوقف يومًا عن افتعال الحياة، وانتشاء الحُب..

ها أنا أكتب لأخبرك أنني برغم كل العقبات والندبات لم أتوقف يومًا عن افتعال الحياة..

استخلاص الأمل..

وانتشاء الحُب.. لأُعيدني إليّ..


لقد كنت دائبة السعي لأعيدني لقلبي الأوفى..

لأحلامي الجذلى..

لقصائدي الظمئى، لأغنياتي الأبهى،

لضحكاتي الأدهى، لسلامي الذي اضطرب مذ ألقيت بظلالك وصار كل منّا بمنأى..!!


ها أنا أعيدني لحياتي، لوهجي، لإشراقة روحي، ولأعيد لحياتي الحياة..

سأشعل النور وسأحتضن العتمة في حنايا فؤادي..

سأضحك وأبكي في آن.. ففي قلبي كل المشاعر سيّان..

سأفرح وأنا أعلم أن الأحزان لا تموت، بل تتحد مع كينونتنا لتصير منَّا، من تركيبتنا الإنسانية، فتصبغنا بلونٍ من الرحمة والإحسان والحُبّ المطلق لكل شيء..


نحن لم نخترْ الحياة، بل الحياة اختارتنا، ونحن مجبولون على تعلم فن الحياة..

وبالنسبة لي فقد تعلمت كيف انغمس بعمق قلبي لأحيا..!!

في عشية ميلادي، رأيت كيف يكون الحُب هو اختيار، ولكنه عزيز لا ينبغي لغير الشجعان.. وأنا اخترت  الحُبّ نهجي وصوتي..


إذا كان لديك شيءٌ تود قوله..

Join