كيف تستثمر في نفسك ؟

قررت أن أعمل إطار عمل لانجاز الأشياء والعيش بشكل أسعد.

هذه الطريقة ليست بالهراء الموجود بكثرة من قبيل: “ تستطيع فعل ما تود إذا اعتقدت ذلك” أو ما شابه من مقالات, هذا المقال لا يشبهها.

هذا المقال يدور حول كيفية الاستثمار في نفسك بشكل حقيقي وعملي بطريقة سوف تؤتي ثمارًا حقيقية.

كيف يمكن أن تتخذ خطوات عاجلة من شأنها أن تجعلك شخص أفضل، شخص مبدع،مطور أو رجل أعمال أحسن.
وكيف يمكن أن تفعل أشياء رائعة في حياتك.

هذه الطريقة تحتوي على ٤ خطوات غير معقدة.
وهي هيكل عمل لي أنا للأستثمار في نفسي ودائمًا ما أنصح أي شخص يسألني عنها بأنه يجب أن يعمل نفس الشيء.
هذه الطريقة سهلة التطبيق ولها تأثير كبير جدًا.

عملت هذه الطريقة لأني آعلم أن هناك ناس يعيشون حياتهم بدون هدى أو طريقة يتبعونه، تجد الشخص مهم يتخرج من المدرسة يحصل على وظيفة ومن ثم يعيش باقي حياته في نمط غير واضح. تجده لا يسعى للتطوير نفسه في المهارات والمعارف والبحث عنها إلا ما صادفه في حياته مصادفة فقط. هؤلاء الناس يطيرون مع الريح أين ما توجهت إليه. لذا تجد أن ليس لحياتهم عنوان واضح.

يعتبر أناس كثيرون أن اتباع أي خطة أو إطار عمل مثل هذا الإطار مضيعة للوقت لا يمكن أن يتماشوا معه، وهذا لابأس به.

لكن هناك أناس آخرون مثلي يحتاجون لقاعدة وخطة يتبعونها أو سيتجمدون في مكانهم.
نشعر بالمعاناة والفشل وفقدان الأتجاهات بدونها.

إذا كنت تعتقد أنك من نفس هذه الفئة، فهذه المقالة تهمك.

هنا ما ستحتاجه من أدوات:

  • تطبيق في الجوال لأخذ الملاحظات.

  • تطبيق لعمل جداول (Airtable) جيد بهذا الخصوص.

  • متصفح أنترنت.

  • تطبيق تقويم (calendar).


١. أكتب قائمة بـ ١٠٠ شيء تريد تحقيقه

حدد أين تريد أن تذهب، بغض النظر عن مكانه.

عندي قائمة بـ ١٠٠ شيء سوف أفعله في حياتي. هي ليست أحلام أو أمنيات أريد تحقيقها فقط، هي أشياء يجب أن أفعلها.

هذه القائمة أخذت مني ٣ ساعات لكتابتها، وغطت كل ما أردت تحقيقه منذ أن عرفت الحياة.

هنا بعض منها:

  1. إنهاء سباق مارثون

  2. نشر قصص مصورة للاطفال

  3. تعلم الرسم

  4. تعلم عمل تطبيقات على الجوال

  5. نشر كتاب في مجالك

  6. مستشار في اختصاصك

  7. إعطاء دورة تعليمية عن طريق الأنترنت في مجال تعرفه جيدًا

  8. الحفاظ على مستوى عالٍ من اللياقة البدنية

  9. إنشاء منظمة تطوعية

  10. الكتابة لمجلة مرموقة

  11. … وأشياء أخرى كثيرة.

إذا استطعت تحقيق ٤ منها كل سنة فهذا يعني أنه خلال ٢٥ سنة سأكون قد حققت كل ما أريد تحقيقه في القائمة. وسأكون قد عشت حياة أفخر بها، حياة ذات هدف واضح وقوي.

لذا يجب عليك أنت تعمل قائمة خاصة بك، يمكن أن تملؤها بآي شيء تريد تحقيقه، على سبيل المثال:هل أردت في يوم من الأيام أن تبرمج تطبيق على الجوال؟ هل أردت في يوم من الأيام أن تشارك في مسابقة ما؟ تمتلك مزرعة؟ تتعلم كيف تطبخ الأكلة المفضلة التي كانت تعدها جدتك؟

ضع كل هذه الأشياء والمهمات في القائمة

قم بتقسيم القائمة الى ٣ أقسام:
  • أشياء أحتاج لها مهارات

  • أشياء يمكنني فعلها الآن

  • أشياء أحتاج لها وقت أطول

احتفظ بهذه القائمة معك لمدة أسبوعين، حللها، أضف عليها، أحذف منها. ستحبها مرة وستكرهها مرة، وببطء ستعتاد عليها. قم بدراستها وأعرف إذا ما كانت تعكس من أنت وما تريد تحقيقه. أسأل شخص قريب منك لقراءتها وإبداء الملاحظات عليها.

هذه القائمة هي من تغذي لدي الحافز والدافع خلال يومي. قراءتها باستمرار تعني أنني لن أنسى أي شيء منها.

عندما تشعر بأن القائمة اكتملت والتي تعتقد أنها ستجعل منك شخص أسعد؛ الآن ابدأ بالخطوة الثانية.


٢. قم بإنشاء جدول للمهارات

باستخدام هذا الجدول تستطيع معرفة مستواك ومدى تطورك

إذا أردت تحقيق كل الأشياء في القائمة، تحتاج أن تطور مهاراتك ومعارفك. تحتاج أن تحدد المهارات المطلوبة في للأشياء التي تحتاج لها مهارات والتي تم تحديدها في التقسيم أعلاه.

كن واقعيًا، ولا تهول من حجم مهاراتك أو تقلل منها، أكتب بدقة المهارات التي لا تملكها أو أنك قد تملكها ولكنها ضعيفة وتحتاج لتطوير. هذه المهارات هي ما تحتاجه لتحقيق الأشياء في القائمة.

انشئ جدول ذَا أربعة أعمدة:

  • عمود تضع فيه كل المهارات التي ستتعلمها

  • عمود للبحث

  • عمود للأحداث

  • عمود لمتابعة التطورات

في عمود الأحداث، اكتب كل خطوة أنت بحاجة لها لتحقيق المهارة.

في عمود البحث، اكتب ما تحتاج البحث عنه لتحقيق هذه الخطوة : التسجيل في دورة تدريبية، قراءة كتاب، عمل مشروع بسيط… الخ. في عالم الأنترنت ستجد أي معلومة تحتاج تعلمها خطوة بخطوة.

في عمود متابعة التطورات، دون ما حققته من إنجاز ومدى قرب وبعد تحقيق الهدف الكلي.

هذا الجدول هو طريقك لتحقيق كل المهارات المطلوبة. إقراءه وراجعه بشكل أسبوعي. قرر مالذي تريد تحقيقه خلال هذا الأسبوع . اعمل على هذه المهارات، طور وحدث الجدول باستمرار.


٣. تحرك الآن

اعمل الأشياء التي يمكن فعلها الآن بعد ذلك أزلها من القائمة، وهذا ما يعطيك دافع وحافز قوي من البداية.

نحن الآن في قائمة الأشياء التي من الممكن فعلها الآن، هنا هي الأشياء التي تريد تحقيقها حالًا.

لا يوجد شيء يمنعك من تحقيقها، ولكنك لا تفعلها لسبب ما.

تحتاج لأن تضع خطة الآن، لا يوجد جدول في هذه القائمة.

قم بفتح تطبيق الملاحظات حالا وسجل كل ما يمكنك تحقيقه من هذه الأشياء خلال الشهر القادم. تذكر بأنه من الممكن أن تكون هذه الأشياء صغيرة ولا تأخذ مجهود في تحقيقها.

قائمتي أنا احتوت على بعض الأشياء القابلة للتطبيق العملي الحالي من قبيل “البدء بقراءة كتاب The Infinite jest، الحصول على وشم جديد”

لماذا نحن بحاجة الى البدء بشكل مباشر؟

لأن هذا يعطينا دافع وحافز فعلي.

فعل الأشياء التي يمكن تطبيقها حاليًا يمكنك من إزالتها من القائمة ويجعلها أخف وأسهل للتطبيق ويمكنك من التركيز على باقي المهمات.

بعد إزالة المهمات التي يمكنك تحقيقها حالا من القائمة، ابدأ بالمهمات التي تحتاج منك الوقت لتحقيقها، ضعها في التقويم وأبدأ بتحقيقها واحدًا تلو الآخر، وهذا ما يفسح المجال للمهمات الأخرى لتحقيقها.

مع الوقت ستبدأ بتضييق الخناق وتقليص الفوهة الى أن تنتهي من التأشير على كل المهمات في قائمة الأشياء التي يمكنك فعلها حاليًا.


٤. الأشياء التي تحتاج وقت

الأشياء التي تريد تحقيقها تستحق أن تبذل لها الغالي والنفيس.

بالنسبة لي، كتابة رواية، وعمل بودكاست هي أحد هذه الأشياء.

هذه من الأشياء التي امتلك لها المهارات اللازمة والقدرات والمصادر المطلوبة،ولكني احتاج لها الوقت الكافي لإنجازها.

إذا لم تحقق أي إنجاز من هذه القائمة، ومضيت قدمًا في حياتك ستنظر لها لاحقًا وستعض أصابع الندم على عدم تحقيق أيًّا منها.

…وبدلاً من السعي لتحقيقها، جلست تشاهد مقاطع الفيديو التافهة!


كلنا عندنا أعمال وأشغال نشعر معها باستحالة أن نجد وقت متبقي لإتمام هذه المهام. ولكني أعدك بأن ذلك ممكن إذا أردت ذلك. ستجد أن هناك أشياء تفعلها في حياتك تافهة أو غير ذات أهمية، استغلها في فعل ما تريد تحقيقه من هذه القائمة.


قبل عدة أسابيع أدركت أنني أضيع ما بين ٣٠ – ٤٥ دقيقة كل صباح قبل أن أذهب للاستحمام على جهازي الآيفون في قراءة أشياء تافهة.

استبدلت ذلك بالعمل على كتابي، أنا الآن أقضي كل يوم نصف ساعة في ذلك.

إنه شيء رائع.


أفضل طريقة لمعرفة أين يضيع وقتك في أشياء غير مفيدة هي بأخذ ملاحظات تفصيلية عن حياتك اليومية. اكتب هذه الملاحظات في تطبيق الملاحظات، ولمدة أسبوع كامل محص الوقت الذي تفعل فيه أشياء غير مفيدة واستبدلها بأشياء مفيدة.

كرر هذه العملية كل شهر، لاحظ عاداتك، والطريقة التي تقضي فيها وقتك، هل تغير شيء، ولماذا؟ بهذه الطريقة ستطور من عملية استغلالك للوقت.


ملاحظة: أنا لا أقول أن تكون عملي ومثالي طوال الوقت وعلى مدار اليوم، فأنا أشاهد نتفليكس، وأقراء الكتب المصورة، وألعب ألعاب الفيديو كأي شخص آخر. ما أقوله هو: كل شخص منا يقوم بأشياء تافهة وقد تكون غير ممتعة حتى، ولكنّا نفعلها بحكم العادة، نقوم بها بشكل متكرر، إذا ما أستطعنا أن نتخلص منها فإننا نكون قد وفرنا على أنفسنا وقت كافي للقيام بأشياء أكثر أهمية.


الآن هناك قائمة مهمات، فيها أربعة أقسام، هناك جدول مكتوب فيه المهارات التي ستقوم بتعلمها، وهناك دليل تفصيلي لكيفية الاستفادة القصوى من وقتك، وهناك تقويم مملؤ بالمهمات التي تستطيع فعلها حالًا.

أفضل جزء بالنسبة لي هو كالتالي:

ضع كل ما تم ذكره كروتين يومي لك، إبدأ صباحك كل يوم بقراءة القائمة. إقراء جدول المهارات التي تحتاجها، وأعرف إذا ما حققت تقدم يذكر أم لا. قيّم ما تم إنجازه من مهمات ومهارات وهل هي موافقة لتوقيت الجدول أم لا.

عند الفطور أقوم بقراءة قائمتي وبهذا أعرف ما إذا حققت تقدم أم لا.

عندما تكون قراءة القائمة روتينًا صباحيًا لك فلن تفقد الدافع لتحقيق ما تم ذكره فيها.


كلمة أخيرة

بالنسبة لي فإن إطار العمل هذا رائع جدًا، أصبحتُ الآن يقض ومتنبه أكثر من أي وقت مضى، أصبح عندي خط سير واضح في الحياة وأعرف إلى أين أنا ذاهب.

كان لهذا الإطار فضلُ كبير على حياتي، فلقد عرفت كيف هي شكل حياتي عندما لم أقم بالاستثمار فيها؛ فقدت بولصة حياتي ووقعت في حالة اكتئاب.

عندما تريد تحقيق أي شيء، فأفضل طريقة لتحقيقه هو بأن تتوقف عن الحلم به. ركز؛ وعامله على أنه مشروع إذا ما تم أنجزته فستأخذ أجرًا مدفوعًا عليه. مشروع مُعتمد عليه في وظيفتك. مشروع لأجل أكبر أحمق قد عملت عنده؛ أنه أنت.

هذا الإطار مرن جدًا ومفتوح المصدر ويمكنك أن تعدل عليه أو تضيف أو تحذف منه ما تريد، انشره، أعد كتابته، أحب أن تعلمني به وإذا ما كان عندك أي إضافة قيمة فأود سماعها بالتأكيد.

أرجو أن تنال هذه المقالة على إعجابك وعلى وأتمنى أن تقوم بنشرها لشخص واحد على الأقل، سيكون ذلك رائع بالتأكيد.


تمت ترجمة هذة المقالة من قبلي
وهي للكاتب BY 
JON WESTENBERG

وهنا رابط للمقالة الأصل:

 https://medium.com/the-mission/how-to-invest-in-yourself-417fab1bc665