عثْرة..
أكمل المسير، تخطى عثراتِك
تسير في طريق ما، فتتفحص تفاصيله كلها، وتستمتع بأدق ملاحظاتك عنه.. فتتحسس الجدران بأطراف أناملك، وترسم خطاً بإصبعك يحاول وصل الغيوم ببعضها، عيناك تدوران بين لون جدارٍ ولمحة طفل بريء، قدماك تنحتان خطواتك على الأرض فتعانقها في كل خطوة..
هنيئاً.. لقد تشكّلت لك في هذا الطريق حياة..
فأنت الآن تسير في الطريق طولاً وعرضا، تتفحص كل شيء، ولا تريد أن تُفوّت شيئاً، هنا نقشٌ ما، وهنا رائحةٌ ما، وهناك دكانٌ ما..
لقد ربطتك بهذا الطريق حياة، وما الحياة إلا جمعٌ من الذكريات!؟
وفجأة! بينما تسير باستقامة وهيبة.. إذا ترتطم قدمك بحجرٍ فتتعثر وتسقط أرضاً!
حسناً.. ما الذي ستفعله الآن؟ هل تشتم الحجر؟ أم تضربه بالطريق الذي آذاك؟ بالتأكيد لا هذا ولا ذاك..
ستعتمد بيديك، تضع كفيك على الأرض وتدفع الأرض بقوة لتقوم على قدميك، وبعدها تُنحي هذا الحجر عن الطريق.. آسف بل عن حياتك!
وما الحياة إلا جمع ذكريات نجاحاتٍ وعثرات؟!
إذاً لا تهجر الطريق! فقط أبعد الحجر عنك، واستمتع بهذه الحياة.. أما العثرات فواحدة، وثانية، وثالثة وأكثر.. ستجعلك أكثر احتراساً واحتراماً لهذا الطريق!
فما من طريقٍ يخلو من (عثرة)..
هل وصلتك الفكرة؟ أتمنى.