أظهِر شيئًا من قوَّة!
راقب الكبار وهم يتحاورون، وانظر إلى الصغار وقت اللعب، التفت إلى الباعة في السوق، وتذكر الطلاب في الفصل.. أتدري ما المشتَرك بين هذه كلها؟ نعم.. يفوز فيها من يُظهرُ قوّة!
إن كنت تُؤمن بأمرٍ اجتمع عليه قلبك، ورسمه عقلُك، وبدأتْ تتحرك وفقاً له جوارحُك.. فلا تتنازل عنه، وأظهر قوّة!
إن كنت تحلُم بشيءٍ كبير، تراه في يقظتك ومنامك، تتحدث به مع الناس أمامك.. فلا تدع السعي إليه، وأظهر قوة!
إن كنت ترى أنّك تبني شيئاً، وتأسس عملاً، تخطط له وتُعد.. ترتّب الأوراق وتستعد بجِدّ .. فلا تتوقف..
أظهِر قوَّة!
لما ضاقت حُنين بالنبي ﷺ وأصحابه، واجتمع العدو من أعلى وأسفل.. لم يستسلم، ولم ينهزم.. نادى فجمع الصحابة فالتفّوا حوله، وأخذ الحصى فرمى وجوه القوم فانعموا عنه.. فنصره الله ومن معه..
لقد ثبت رسول الله، وأظهَرَ شيئاً من قوة!
لنأخذها من جانب آخر.. انظر إلى المثبطين، وإلى المتكاسلين والمنهزمين، وإلى كل من قعد على جانب الطريق.. هل ترى بينهم قوياً في نفسه؟ دعهم.. ثم التفت إلى أهل العلم، ثم أهل المال، إلى أهل النجاح وأصحاب الهمم، تذكر أسماءهم، وشيئاً من قصصهم ، هل ترى بينهم من أظهر ضعفه؟
القوة تكون في إيمانك، وتكون في يقينك بهذا الإيمان.. القوة تجدها في عزيمتك، وصبرك عليها ، وتكون في محاولاتك، ونهوضك بعد السقوط.
لا تدع خطوة تؤدي إلى طريقك إلا خطوتها.. ولا علماً يوصلك لمطلوبك إلا تعلمته.. ولا شيئاً يقربك من مرادك إلا حققته.. فهنا تكون القوة..
وإن كنت قوياً..فقل على الضعفاء السلام.. لا تكسرهم، ولا تنهرهم.. لا تطردهم ولا تستصغرهم.. وأمش نحو طريقك بقوة وإن استطعت فاحملهم معك على هذا الطريق..
ومهما طال طريقك، وتعدد عثراتك، وتفرّق الناس من حولك.. تذكّر أن القوة في أن تمضي وأن تصبر.. قد يطير النوم من عينيك، وقد يتفرق القوم من جنبك، وربما يهمزك أحدهم من خلفك..
فلا تيأس أبداً.. وأظهر شيئاً من قوة!