شريط الحياة
في الآونة الأخيرة، كثيراً ما تمر علي لحظات أوقف فيها سير حياتي وأتأمل في هذا الشريط..
شريط الحياة..
طويل بعدد الأيام، وقصير بقدر ما نحمله منها..
لما تأملته أدركت أن جمال الحياة ليس في أجمل لحظاتها.. بل يكون بها مجتمعة على بعضها.. الحلو والمر، النصر والخسارة، النجاح والفشل..
فكل لحظة تعطي لمحة عن اللحظة التي تليها..
وكل نهاية تعطي قصةً عن البداية التي تسبقها..
فالفشل مع الإصرار، يعني لاحقاً نجاحاً بلا فشل..
والنصر بلا خسارة، يعني هزيمة كبرى قريباً..
والعمل مع الأمل، يعني الوصول قبل نهاية الأجَل..
والحياة لا تعطي أحداً حلاوتها حتى تستخرجَ منه أمرّ ما فيه.. والدنيا لا تُقبل على أحدٍ حتى ترى قفاه وهو مدبرٌ عنها.. والأيام لا تنقلب نعيماً حتى تذيق الإنسان شيئاً من جحيم..
فإن طال الألم، فداوهِ بالأمل.. وإن مللت المسير، فتذكر المصير.. وإن بعدت الغاية، فتذكر حلاوة الوصول إليها..
وإنّ أيّ شيءٍ لا يمل من صبر الإنسان؛ حتى يمل هو في الأول .. فإن تراخى وأدبر.. أصبحت الغاية أبعد وغَدَا الوصول إليها أثقل..
ألم تر كيف أن مغفرة الله عزّ وجل وثوابه لا يحصلان إلا لغير المَلول!؟ “إنّ الله لا يملُّ حتى تملّوا”
وكذا كل غاية دونهما، وكل نتيجة أقل منهما..
الصبر مفتاح الفرج.. ومن عرّف المصير جَدّ في المسير.. والكّل سائرٌ لغاية إما في وادٍ أو على سفح جبل.. فارفع الكُمّ.. وشُدّ المئزر.. واتلُ سورة الشرح، وإذا انتهيت فاقرأ سورة النّصر..