“آراء حول أنسنة المدن“
ماهي أنسنة المدن، وكيف نصل إليها؟ وهل هو مصطلح تسويقي أم نظرية علمية وفلسفة فكرية؟ وماهي علاقة وارتباط مفهوم "أنسنة المدن“ مع مفهوم "جودة الحياة“؟
حديث رائع وماتع عن مصطلح حيوي مهم لمستقبلنا الحضري مع نخبة من المفكرين من الأكاديميين والممارسين في حلقة “اثنينية الرياض” على القناة الثقافية. أكثر ماشدّني في هذا اللقاء هو تباين وجهات النظر بين المعماريين والمخططين تجاه المفهوم في كيفية تعريف الانسنة وطريقة الوصول لها. استمتعت كثيرا باللقاء وقمت بتلخيصه، و أشارككم هنا أبرز ماجاء فيه..
نبذة عن المشاركين:
أ.د.مشاري النعيم
أستاذ النقد المعماري بجامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل
د. وليد الزامل
استاذ مشارك في قسم التخطيط العمراني في جامعة الملك سعود و مدير مركز البحوث
د.محمد المحمود
المدير التنفيذي لشركة walkscapes للاستشارات العمرانية
م.عبدالرحمن المدالله
مدير مركز تخطيط وتصميم المدن السعودية | مركز دعم الهيئات
جوانب اللقاء:
تعريف الانسنة
المحمود: أنسنة المدن هي منهجية عمل عمرانية تسعى بالأساس الى فهم وتفكيك الظواهر الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في المدينة، وإعادة تقديمها كمنتجات عمرانية صديقة للإنسان.
الزامل: فكرة الانسنة بمفهومها الشمولي تتعدى الجانب المظهري كالتشجير والأرصفة، وإنما هناك جانب إجرائي تشريعي قانوني للأنسنة، فالاجراءات الصحية وتكامل الخدمات جزء من منظومة أنسنة المدن وليس فقط أنسنة الفراغات.
النعيم: أنسنة المدينة هي الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية المادية، والتي تنعكس على صحة الانسان وعلى حيويته ونشاطه الذهني وعلاقته اليومية البينية.
جوانب الانسنة
أكد الزامل على تجربة رائد الأنسنة الأمير د.عبدالعزيز بن عياف أن الأنسنة لاتنحصر على الجانب المادي، وإنما تشمل جوانب أخرى كمراقبة الأسواق والمشاركة المجتمعية والفعاليات والاحتفالات الى جانب أبعاد تهيئة الفراغات العمرانية
المحمود: أنسنة المدينة تشمل الفضاءات العمرانية التي بين المباني فقط، ونشأ المصطلح مع نشأة تخصص التصميم العمراني. ولا يحتمل المصطلح جوانب أوسع كجوانب إدارة المدينة.
جودة الحياة VS أنسنة المدينة
النعيم: هناك لبس بين فكرة جودة الحياة وفكرة أنسنة المدينة
المحمود: قابلية العيش في المدينة هو أحد عوامل جودة الحياة، ومن أهم جوانب قابلية العيش أن تكون الفضاءات العامة مشجعة لممارسة أنشطة تساهم ايجابيا في الصحة، وأن تكون الفضاءات محفزة للطفل والمرأة ولجميع فئات المجتمع بما فيهم ذوي الهمم وفاقدين البصر لممارسة أنشطة ثقافية واجتماعية. وأنسنة المدينة هي أحد الردائف التي تصب في جودة الحياة الذي هو أوسع وأشمل من أنسنة المدينة حتى لانحملها أكثر مما تحتمل.
هل نخطط للأنسنة من أعلى الى أسفل أم العكس؟
الزامل: نستطيع الحكم على الأنماط العمرانية على أنها جيدة أو غير جيدة ومؤنسنة أو لا، إذا كانت تتماشى وتعكس أبعاد الجانب الوطني والجانب الاقليمي والجانب الاستراتيجي على مستوى المدينة
المحمود: الحدائق، والارصفة وممرات المشاة والتشجير والفضاءات المفتوحة هي منتجات عمرانية، ولكن لايتم تقديمها الا بعد منهجية لقراءة ورصد الظواهر العمرانية وتفاعل الانسان مع محيطه.
النعيم: الأنسنة موضوع معقد، يصعُب التخطيط له، كما يصعُب الاعتماد فقط على تفاعلات المجتمع في توليده.
استيراد الأنماط العمرانية الغربية
المحمود: أصبح هناك قطيعة معرفية مابين المكون الثقافي والاجتماعي في صناعة المدينة وأصبحنا نعتمد على نماذج جاهزة وأفكار مسافرة، ونظريات عمرانية نشأت خارج السياق الثقافي والاجتماعي للمدينة السعودية. والمهم في الأنسنة أن تقرأ هذه الظواهر من خلال أدوات مختلفة كالملاحظة والفحص
المدالله: لايوجد مانع من استيراد أفكار عمرانية نشأت في سياقات غربية، ولكن لابد من التحقق في أنها تتماشى مع مبادئ وقيم المجتمع المحلي