مدينة الملائكة
لو وضعت قائمة بالبلدان التي أرغب في زيارتها، قبل هذه الرحلة، ستكون تايلند من ضمن العشر الأواخر، وبلدان جنوب آسيا عمومًا لأن الصورة المتخيّلة بنية تحتية سيئة للغاية، وحشرات في كل مكان، وطعام غير مستساغ، ورطوبة تستنزف كل السوائل في جسدك. الخضرة موجودة لكن الوجه الحسن موضع خلاف!
للتنويه أفكار هذه التدوينة جاهزة من الأيام الأخيرة في الرحلة، ولكن تأجلت نتيجة النزلة المعوية أو التسمم في آخر يومين هناك، واستمرت لمدة أسبوع تقريبًا، والسؤال هل كرهت تايلند؟ أكيد طبعًا، ولكن عادت الأمور إلى مسارها الطبيعي ووجدت أن الأفكار عنها تخمّرت بشكل جيّد، ويمكنني الآن القول بأن تايلند بلد فاتن جدًا.
بانكوك العاصمة لديها تسمية طويلة قديمًا وهي: "مدينة الملائكة، المدينة العظيمة، الجوهرة الساطعة إلى الأبد، مدينة إندرا المنيعة، العاصمة الكبيرة للعالم المزينة بتسع جواهر. مدينة السعادة، المتوجة بقصر ملكي يجسّد سكن السماء حيث الإله المتجسد، هدية الإله إندرا بأيدي فيشنوكارما." ضاع الوقت وأنا أحاول معرفة إندرا وفيشنوكارما، ولكن ما يهم من كل هذا أن التسمية المختصرة المحلية لبانكوك هي مدينة الملائكة. تضم المدينة مئات المعابد التي تتراوح ما بين الأحجام الصغيرة لعموم الشعب والمستضعفين إلى المعابد الشاهقة التي كانت في وقت من الأوقات تبدو وكأنها بلغت عنان السماء لرماد الملوك والطبقات المخملية، والمعابد لا تستعمل للصلاة بالصورة الدراجة لدينا بقدر ما يمكن تقريبها إلى فكرة الامتنان. الامتنان للأسلاف والتعبير عن الاحترام والتقدير، وطبعًا النهاية المأمولة من هذه التصرفات الحظ الطيّب والرعاية الكريمة.
شوارع بانكوك وأزقتها أشبه بشرايين لا تتوقف عنها الحركة، مزيّنة بآلاف الإضاءات من النيون بمختلف ألوانها، والأحمر بشكل خاص في بعض المناطق. ممتلئة بالنوادي الليلة المتنقلة أو التكتوك، وذباب الشوارع/الدراجات النارية التي تجد ثغرة مهما بدا لك الأمر مستحيلًا، والعديد العديد من عربات الأطعمة، ويمكن القول إن التايلنديين يأكلون أي كائن يتحرك أو يصدر صوت، أي كائن يطير يسبح يتسلق يقفز، ولنختصر ونقول أي كائن فيه حياة. كل ما يتطلبه الأمر تجهيز التغميسة المناسبة التي بالعادة تكون تنويعًا بين أربعة مكونات رئيسية الحموضة الحلاوة المرارة والحرارة، تضاف إلى قدر اختفت معالمه من اللهيب المشتعل والزيوت المتطايرة، يُرمى الكائن المغلوب على أمره في هذه المعمعة. أقول للأصدقاء لكل مدينة رائحة، وهذا مجازًا لأني قضيت معظم عمري، وما زلت، بجيوب أنفية ملتهبة، ولكن بانكوك لديها روائح حادة وواضحة، رائحة الزيت المقلي، جوز الهند، النبتة الخضراء، والرغبة.
من التعليمات المتكررة التي صادفتها قبل السفر هي عدم الحديث مع التايلنديين عن الأسرة الملكية. يطلق على الملك لقب راما قبل التعريف باسمه، وتعني في الهندوسية تعني آلهة، والملك الحالي يُعرف بـ راما العاشر، وإلى وقت قريب يمنع النظر إلى صورته بشكل مباشر. يجب على الجميع احترام مكانتهم وعدم النظر إليهم، وكنت أتساءل كيف يمكن تجنب النظر إلى راما التاسع بعينه الصناعية. صورهم منتشرة حتّى تحل البركة في المكان، ويكثر وجودهم في الأماكن التي تعاني من سيول الأمطار، وتحت كيابل الكهرباء المقطوعة معظم الوقت، والأماكن التي يعدم فيها المرء كفاف يومه! في عام 2016 توفي راما التاسع، الذي حكم البلاد لمدة سبعين عامًا، وتفصله عن عجيّز بريطانيا أشهر قليلة للحصول على لقب أطول فترة حكم في العصر الحديث، أُعلن الحداد في البلد لمدة سنة كاملة، سنة كاملة بدون أي أنشطة ليلية، وارتدى الجميع الملابس الداكنة، وفي المسيرة اصطفت الجموع التي يجمعها الحزن الرهيب جلوسًا على جنبات الطريق، ورجال الأمن على ركبهم وأيديهم مثبتة بالتحية العسكرية لأنه لا شيء يعلو الملك حتى لو كان ميتًا. بقي الجثمان في الهواء الطليق لمدة مئة يوم ليتمكن الزوار من كل مكان لإرسال التحايا الأخيرة.
في كل بحث عن تايلند تجد عشرات المنتجات الغريبة التي يمكن تجربتها هناك، ومعظمها يدور في فلك سلسلة متاجر سيفين إيليفن. المتجر يعمل على مدار الساعة، ويمكن اعتباره سوبر ماركت مصغّر: صيدلية، مقهى، مطعم صغير، كحوليات، وغيرها من التصنيفات. في الأيام الأولى أصابني الأرق نتيجة اختلاف المنطقة الزمنية، وبعد بحث سريع وجدت حلوى تساعد على النوم، ذهبت إلى المتجر، وقررت تقليب الأشياء في رف الصيدلية أو الأدوية وانتبهت إلى وجود علبة بنفسجية مكتوب عليها Feminize وبالأسفل عبارة Become your true self، ويمكن اقتناءها بدون أي وصفة. وتخيلت ما الذي سيحدث لو قررت عمل مفاجأة من العيار الثقيل، العودة بصوت أنعم، ومعالم تبرز على استحياء لتتفجر لاحقًا، وبدل النوم بشكل سريع، مضت عدة ساعات في التقلب بين أفكار من هذا النوع، وفكرة الذات الحقيقية.
عند كتابة هذه التدوينة ترددت في التسمية التي تليق بالذوق العام، ولكن بدا لي أن التسمية المحلية أسلم خيارًا، لنتفق على مصطلح "كاثوي" والتي تعني الجنس الثالث. الجنس الثالث تسمية تحرّض الحنين إلى أيام البلوتوث، مكتّف النملة، وأصبع هشام الراشد على براطمه الممتلئة! أتخيل أننا دائمًا نتساءل عن نعومة الفلبينيين، ونمتلك إجابة شائعة لا أعرف مصدرها أن لديهم نبوءة عن ولادة نبي مخلّص من الكاثوي، ولا أستطيع نسيان الدهشة التي أصابتني من عامل فلبيني، أيام الثانوي، سلمني الفكّة ولمس أطراف أصابعي بطريقة مُريبة، دهشة وليست صدمة لأنني تساءلت حينها: من يدري ربما أكون جذابًا بطريقة أو بأخرى!
لا أعرف إن كانت النبوءة صحيحة أم لا، ولكن تايلند لا تنفك عن لمسك بكل الطرق الممكنة. شعب يجعلك تشعر بأنك مرغوب، تجد الابتسامة في كل مكان مصحوبة بانحناءة بسيطة ويدين مضمومتين وعبارة: "كا-بون-كاب" أو "سا-وا-ديكا". أتصوّر يمكن بناء قاموس كامل من الابتسامات التايلندية. كل ردات الفعل والمواقف الممكن تخيلها ترافقها الابتسامة. امتنان البائع، كذب المسوّق، غواية العابر، استلطاف المسؤول، امتعاض السائق، دعوة المساج. أحد الأشخاص حاولوا التحايل عليه في جولة ما، رأيت ما يمكن تسميته بالابتسامة الصفراء -واقعًا ومجازًا-.
وجدت هناك كتاب بعنوان “Ladyboys of Thailand”وبالأسفل يضع تساؤلان بخط بارز: لماذا تايلند؟ ولماذا الكثير منهم؟ فكرة الكتاب بدأت مع مصوّر يرغب في مشروع جديد، ولكن توسّع الأمر لتغطية ثلاثة جوانب رئيسية، شهادة شخص يعشق الكاثوي يدعى روبرت، وشهادة مجموعة منهم مع صور متفرقة من حياتهم، والقسم الأخير دكتورة أنثروبولوجيا لرسم معالم السياقات الدينية والتاريخية.
روبرت مسن ثري سويسري، أتخيله بشعر أبيض طويل وجايز سكسوكة. يلبس بدلة رسمية فاقعة الألوان يشبه أي شخصية ثرية في فيلم مصري. بنى قصر بين بانكوك وباتايا، باتايا التي يُقال عنها: "الأخيار يذهبون إلى الجنة أما الآخرون إلى باتايا". بعد التقاعد هرب من العائلة، وقرر البقاء في تايلند. يسأله الكاتب: "لماذا الكاثوي؟"، تلمع عيون المسن بعد جرعة البيرة، ويقول: "لم تفقد النساء سحرهم، لكن الجنس الثالث من عالم الحكايات السحرية... الوهم/الخدعة الأجمل في الكون... يمتلكون أسلحة دمار شامل... فضائيون من عالم موازٍ... أحبهم لأنهم بلغوا حدود الأنوثة القصوى!". بدأ يحكي بعدها عن أشياء لا يليق ذكرها عن النشوة والتفاصيل الأخرى الدقيقة. في الوقت الذي كنت أقسّم وقتي بين قراءة هذا الكتاب، ورواية صديقتي المذهلة، صادفت ليلا تقول لإيلينا: "حسنًا، قلت له، سنصبح صديقين، ولكن انزع من رأسك الرغبة في أن تصبح أنثى مثلي، فكلّ ما ستستطيع فعله في هذا الخصوص أن تصير أنثىً وفقًا لرأيكم أنتم الذكور."، ويبدو لي لا توجد فكرة أبلغ تحكي عن صورة الأنوثة القصوى التي يحكي عنها الخرتيت الوردي من هذه، الكاثوي في نهاية المطاف إناث على الصورة الشاعرية الجامحة والحادة في مخيلة الذكور.
جميع الشهادات تقريبًا لديها خطوط مشتركة مثل ابتعاد الأب، والنشأة في عائلة أغلبها من الإناث، ورؤية النماذج المشابهة في الحي/المدرسة، والشعور الأولي بالميل إلى التصرفات الأنثوية. يكبر الفرد ويتعلم الكلمات التي يمكن أن تفسر حياته أو تخلق له المعنى مثل: "محبوس في جسد مختلف"، ومع وجود عشرات المرجعيات على الواقع وعالم الإنترنت لميسوري الحال، يبدأ الارتباط بهذا المجتمع مبكرًا، وعشرات الملفات التي تشرح عملية التحول من أبسطها والتي يمكن إيصالها لطفل صغير إلى المراحل الطبية بمسمياتها المعقدة، تشرح التغيرات التي ستحدثها الهرمونات بالخط الزمني. تنتهي المرحلة الأولى بعد أن تؤدي الهرمونات عملها الأساسي، ويجد صاحبها أن الوصول إلى الذات الحقيقية تواجهه تحديات كبيرة لكسب لقمة العيش.
الحصول على وظيفة في مجال آخر غير الترفيه صعب وبالعادة غير مجز لتحمّل تكاليف الإجراءات اللاحقة وحتّى إعالة الأسرة الفقيرة. مجال الترفيه واسع ومتعدد الخيارات، من الفنون الأدائية على المسرح إلى عصا الرقص، وخيالات السياح الأوروبيين وغيرهم لا تنتهي. أمس سمعت نكتة شايب لبناني يشرح الأمر بشكل مختلف: "شربل قرر يترك زوجته في لبنان بعد ما ساءت الأوضاع، والهجرة إلى أوغندا للعمل، بدأ يشتغل في المعادن ويبيع قد ما يقدر. يجمع دولار ورا الثاني، ويبتسم أن حياته وحياة عائلته راح تتسهل قريبًا وقريبًا جدًا. تركض السنين وفجأة عدّت خمس سنوات. يرجع شربل لزوجته مبسوط وفرحان. تسأله زوجته: هاه كيف الأحوال؟ يجاوب: الحمدلله هلّا صار معي عشرة آلاف دولار. ترد: يا عيب الشوم هيْ أعمُلها بأسبوع." تنتهي معظم الشهادات بأن الدخول في هذا المجال ليس بالمهمة السهلة لأن المنافسة عليها مرتفعة، ولا تبدو الأمور على ظاهرها في تقبل بعضهم البعض، الفقر أعظم محفز، وعنده تسيح معظم المبادئ، يصل الأمر بينهم إلى الاقتتال لكسب المال، المال الذي يساهم في إيجاد الذات الحقيقية، ونيل الحلم الوردي بتأسيس أسرة، وتبني أطفال بدل القطط، ومشاركة العالم قصة الكفاح التي تهدف إلى نشر الحب والسلام، والأهم من كل هذا إعالة الأسرة التي سيجعلها تتقبل الأمر إن كانت ممانعة في البدايات، يأتيهم المال من المدن الكبيرة والبعيدة، من الأبناء المجتهدين، وبقية الكليشيه المعروفة عن أنهم يخبرون أهاليهم بأنهم يعملون في مجال الأزياء وعروض أحدث الموضات، وليس الوقوف على شارع جهنم في الليالي الممطرة، حيث ظلالهم تنافس إضاءات النيون الحمراء على لمس الأرض.
يختتم الكتاب شهادة من دكتورة أنثروبولوجيا/علم الإنسان عن وجود هذه الفئة من عدة قرون، وكان الإيمان السائد بأنهم نتاج الكارما. الشخص الذي يرتكب اعتداءً جنسيًا في حياته السابقة، سيولد لخمسمئة حياة كـ كاثوي. ويُذكر في التعاليم البوذية عن وجود جنس آخر غير الذكر والأنثى، في بدايات الكون، ولكن قُتل من الغيرة. أحكي مع صديق قبل أيام عن الظاهرة في تايلند، وسألني إن كان يعتبر الكاثوي رمز الكمال في الثقافة التايلندية لأنها كذلك عند الإغريق، وامتداد هذه الفكرة وصلت إلى تحليلات فرويد عن أن ميل الجنسين بعضهم إلى الآخر نتيجة شعور مُلح بشيء مفقود، ويحدث التكامل عند التواصل الجسدي. أتصوّر الكاثوي في تايلند تحت مظلة البوذية التي تبشّر بالتعاطف والتسامح مع الآخرين نظرة أقرب إلى الشفقة من الكمال، وهذا واضح من آراء التايلنديين أنفسهم، حتى في الجنوب عند المسلمين، تكون الإجابة بشكل مباشر وبدون أي تعقيدات: "موب على كيفهم، مولودين بجسد مختلف عن أرواحهم ".
دائمًا تدهشني أفكار الإنسان وخيالاته، وتبدو بشكل أو بآخر عائلة كبيرة تتشابه قصصها إلى حدٍ ما. يؤمن التايلنديون بالأرواح الشريرة وأن الكارثة لا تحل على المنزل أو الفرد إلا من فعل هذه الأرواح، ويمكن القول تشبه فكرة العين إلى حد كبير، ولأنه لا يمكن أخذ "غسال" روحًا شريرة، يمكن بناء صرح صغير أمام المنزل أو المجمع أو حتى المستشفى، والانحناء عند العبور بجانبها، تستكين الروح الشريرة في هذا الصرح، وتعبر عن امتنانها بحماية أصحاب المنزل. نشرب فنجان ضيوفنا، وهم يضيفون الأرواح بالفناجين. نتحصن قبل الخروج، ويتحصنون بعد الخروج. أحيانًا يسهبون في تقديم أشكال الامتنان قبل الإقدام على مقابلة عمل، رحلة طويلة، وحتى عند المشاركة في اليانصيب، بالماء والخبز وعصير جوز الهند أحيانًا. رأيت أحد هذه الصروح موضوع أمامها بيرة تايلندية، ولم أستطع تخيّل ما يمكن أن تفعله روح شريرة مخمورة!
قلت في البداية أن تايلند فتنتني، ولا أتصور أن هذا الانطباع عند جميع من زارها. في المطار وجد الكثير من المنزعجين. وتتفاوت أسبابهم، بعضهم الطعام، وآخرين الشعب، وأفكر ماذا يمكن توقّع من بلد مثل تايلند. لم أزر دول جنوب آسيا من قبل، ولكن تبدو لي مثل القاهرة في جنوب القارة، لا يمكن زيارتها بتوقعات مرتفعة عن البنية التحتية، والأسواق العشوائية. ودائمًا أستمتع بنصائح -ربعنا- عند الإلتقاء بهم في الخارج. هذا مثلًا قرر إنهاء رحلته في المنتصف لأنه لم يحتمل الانحطاط الذي شاهده: "يولد الديرة خايسة، ويقولون رخيصة، والله العظيم أنها مثل السعودية إذا ما كانت أغلى. تبي نصيحتي رح المغرب، بس الله حق راح تدفع واجد...". بدأ يسهب في تفاصيل طويلة إلى أن صمت قليلًا، وسأل: "أنت كويتي؟".. "لا".. "الله يلعنمهم يشيخ. أمس في الديسكو أعاينهم يا ولد معهم أوادم ما تدري بنات ولا حريم. الله يلعن ذا الديرة ما تفرق بينهم. ضاق صدري وطلعت. وين عايشين فيه... المهم غير المغرب لا تدوّر".
فتنة تايلند في أنها بلد مليء بالأساطير والحكايات الساحرة، والأرواح الشريرة، ويعبّر عن الامتنان بطرق فاتنة مثل الابتسامة والانحناء، ويشعرك أنه مرحب بك دائمًا، ومساج الأقدام تجربة لا يمكن وصفها، لأنني كنت أنام بعد الدقيقة الثالثة في كل مرة، ولا أعرف ما الذي يحدث! الأزقة الضيقة وأنوار النيون، العمران المخروطي المدهش، الفسيفساء التي تزيّن مجسمات الآلهة والقردة والشياطين، الدراجات والتكتوك، وعربات الأطعمة التي يتطاير منها الزيت والنار، وحتى الأطعمة نفسها لذيذة جدًا، الكاري الأخضر دخل من ضمن قائمة ألذ خمس وجبات، ووجدت متعة هائلة في التسدّح أمام البحر بدون أي مشتتات، وإن كانت تأتي إليك -ولكن هذه سالفة تليق بجلسة شاي-، والاستمتاع بصوت المحيط، والإحساس بأن الدنيا لا تركض، بل تسير على مهلها، لكننا نحن المجانين، وللمرة الأولى في حياتي استطعت تخيّل العيش في جزيرة نائية على أطراف الدنيا نائمة بين زرقة السماء ولازورد البحر!
الوليد
Alwaleed@hey.com