- الطقوس والشعائر -

نحن نولد من دون اختيار، ومع مرور الوقت تتسلل الخيارات إلى حياتنا رويدا رويدا، وتتبع الخيارات في سلسلة التسلسل المسؤولية حتى يلتيقيان معا على ضفاف مرحلة البلوغ في كل إنسان.

السابق حقيقة لا مفر منها لكل إنسان عاش على سطح الأرض، كلنا نتاج اختيارات تمت، نعيش اليوم مع تبعاتها وهذا مما لا شك فيه، ولكن السؤال يدور اليوم عن ماهية التواصل التي نتعامل بها مع الخالق عز وجل، وبالأدق نتحرى في الوسائط والوسائل التي تعلمناها في المدارس أو في حلقات المدارس.

مثلا، الصلاة. بسيط أمرها صحيح؟ نراجع التقويم، متى مواعيد الصلاة؟ أو ننتظر نسمع الآذان ونقوم نصلي. هذا ما يفعل الغالبية العظمى من الناس وهذا ليس العجيب في الموضوع.

العجب العجاب أننا نسلخ الصلاة تماما عن جزء لا يتجزأ من أجزائها وهو المواقيت، وليس المغزى من المواقيت وذكرها هنا هو الوقت بل ما يعنيه الوقت، ولمعرفة سبب هذا التقصي فلنستعرض بعضا من الأمثلة على المواقيت في الصلاة بعيدا عن الصلوات الخمسة. 

فهناك صلاة القيام، صلاة الميت، صلاة الكسوف والخسوف، صلاة الخوف، صلاة الاستسقاء وأخيرا صلاة الاستخارة، وغيرها من الصلوات.

لو نعمل مقارنة بين الصلوات للوحظ أن الأغلبية العظمى منهم مرتبطة بوقت. و القلة غير المرتبطة بوقت تكون مرتبطة باستخدام ويكون هذا الاستخدام مشروط بوقت. 


مثلا:
صلاة الميت: مرتبطة بوقت مكاني مشروط ( ((ثلاثُ ساعاتٍ كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ينهانا أنْ نُصلِّيَ فيهنَّ، أو أنْ نَقبُرَ فيهنَّ موتانا: حين تَطلُعُ الشمسُ بازغةً حتى ترتفعَ، وحين يقومُ قائمُ الظَّهيرةِ حتى تميلَ الشمسُ، وحين تَضيَّفُ الشمسُ للغروبِ حتى تغرُبَ)).


السؤال هو لماذا ؟ 

قد لا يفهم السؤال لو تم توجيهه ونحن ننظر للصلاة في نطاقها الضيق المذكور أعلاه، ولكن ما سيجلي الحقيقة هو النظر للجانب الذي قلما ننظر إليه، البعد الكوني للصلاة.

المقصود بالبعد الكوني للصلاة هو أثر وارتباط وموضوع الصلاة وفعلها من الكون، ودلالة كل هذا موجود في فعل الصلاة ذاته وفي الأوامر المحيطة به، ويكون الأمر حينها نظرة شمولية تراعي الصلاة وما ارتبط بها من حقائق. 

كيف؟

متى نصلي الصلوات الخمسة؟ تخيلوا أننا في صحراء لا تقويم أم القرى ولا تطبيق صلاتي موجود، لا يبقى لدينا إلا الشمس والسماء كدليل. وصحيح أننا نستدل بالشمس ولكن ما علاقة الشمس بالصلاة؟ 

الشمس كوكب والأرض كوكب، وكلاهما جزء من المجموعة الشمسية. ولأننا على الأرض فنحن لا ننظر للموضوع غالبا إلا من موقعنا من الأرض ولكن تخيل لو أن لك جناحا يصل بك حيث تريد وارتفعت أفقيا فوق المجموعة الشمسية وأصبحت المجموعة الشمسية مثل الحلقات تحتك. 

و جاءك من أقصى الكواكب سيار يسأل، هل أذن المغرب؟ إلى ما ستنظر حينها؟ صحيح إلى الأرض والشمس ومنها ستدرك أن ما تنظر إليه ليس موعد دخول الصلاة بل هو اصطفاف مجموعة من الكواكب في نظام متكرر مستمر. 

إن الكون المتحرك المتقلب له أوضاع ثابتة تحكم دخول موعد الصلاة فنحن نصلي ليس لأن الشمس في هذا الموقع من سمائنا بل لأن الشمس والأرض وباقي الكواكب تعامدا على ذلك الشكل ومن هذا المنطلق فمن المستحيل فصل الصلاة عن الكون الذي يعمل كموقت ومنظم لأدائها. 

قد يبدو الأمر لحد ما سطحي، لكن عند دخول وقت الصلاة القادمة تذكر أن كوكبا في السماء في كل يوم يتحرك لهذا المكان ليقول لك الآن و أن هذا الكوكب لا يتحرك دون أثر وتأثير على مجموعة كبيرة جدا من الأجرام السماوية. وهذه الأجرام مرتبطة أيضا بكون كامل. 

كون كامل يتحرك ليخبرنا أن موعد الصلاة قد حان؟ 

هل من مزيد؟ 

صلاة الاستسقاء، قد تكون من أعجب الصلوات التي تعلمناها وقد تكون حقيقة الأمر أقرب العبادات للخيال العلمي عند اصتقصاء أمرها.

ماهي؟ 
ركعتين. 

لماذا؟
تصلى حين انقطاع الماء.


متى؟
صلاها الرسول في نفس وقت صلاة العيد حين بدا حاجب الشمس 

معلوم أنها مرتبطة بوقت أو على أقل تقدير أن لها وقت استحباب، ولكن ما الربط بين الصلاة ووجود الماء أو عدمه؟ ما دخل الصلاة في عملية كونية مثل دورة الماء في الطبيعة؟ 

فكرة أننا لو صلينا صلاة الاستسقاء يأتي المطر، مقلقة نوعا ما لأنها ترسم علاقة مباشرة بين فعل لا يبدو من ظاهره أن له أي تأثير على المحيط ناهيك عن من يصلي ولا تحرك الصلاة فيه شيء.

فهل أثرت الصلاة على الجو والمناخ وتسببت بنزول المطر؟ 

نفترض أن جوابك لا.
ستقول مثلا بأن الصلاة هي ما شرعه الله لنا كوسيلة نطلبه هو بها.

ولا أحد يخالف ذلك وقد قيل أنه يجوز الدعاء للاستسقاء في أي وقت، ولكن الأمر هنا مختلف فهو مرتبط بوقت. وحتى مسألة أن الأمر بيننا وبين الله وليس للكون دور فيه، وهذا الأمر يخالف كل الدلالات الظاهرة, فالله يوجهنا بالدلالات للتفاعل مع هذا الكون.

يالدلالات نقصد أنها مرتبطة بوقت محدد وتصلى بصفة محددة ويقرأ فيها آيات محددة ولها أدعية محددة. كل ذلك يقول أن صلاتنا بأمر الله أولا وآخرا لكن مسرحها هو الكون الذي تريد الصلاة إجراء تغيير عليه وهذا التغيير حكر بمشيئة الله يفعل ما يريد. 

نعم صلاة الاستسقاء, تحرك الرياح وتثير السحاب وتجلب المطر. 
وصلاة الخسوف والكسوف؟ 

أمرها أشد, ولو أردت أن تعلم حجمها انظر لتفاعل سيد الخلق عليه الصلاة والسلام معها ففي الأثر أنه خرج صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الكسوف فزعا خائفا حتى أنه أخذ لباس زوجته بدلا من ردائه خطأً لانشغال ذهنه حتى أدركه شخص خلفه بردائه. 

تخيل من الخوف تلبس ملابس زوجتك وتجري لأي سباب ولأي مكان، ليس أمرا صغيرا ولا أمرا يسيرا أبدا. 

بعد البحث اتضح أن نسبة الزلازل والكوارث الأرضية بسبب تعامد الثلاثة كواكب وتبعات هذا التعامد على مجالاتهم المغنيطيسية تزيد بثلاثة أضعاف. 

فليس ضربا من الخيال أن نفترض أن كما كانت صلاة الاستسقاء لها علاقة بالسماء فإن صلاة الخسوف والكسوف لها علاقة بالأرض وثباتها ومغنطيسيتها.

لم نتطرق لكل الصلوات بعد ولم نتعمق في البحث، لم نتشاور ولم ندقق ونختبر ولكن ما ظهر للسطح حتى أن يقول وبصراحة أننا بحق لم نحط بالأمر خبرا.

إننا بأمانة نقوم ونفعل أشياء غريبة تسبب ظواهر أغرب وتفسيرنا لو تم سؤالنا عن لماذا نصلي يكاد لا يقنع أحدا بأن ينتهج نهجنا.

مع أننا نصلي…
صلاة تغير المناخ 
و صلاة تثبت الأرض 
….وصلاة تغير القدر ( الاستخارة ) 


الصلوات الخمسة أهم من كل ما سبق من الصلوات صحيح؟
ما دورها؟ 
ماذا يحدث لو غدا لم يصلي أحد؟
ماذا يحدث لو لم يصلي أحد لثلاث أجيال؟
ما علاقة استمرار الصلاة بنهاية العالم؟ 


وصلت؟ 

 - كنز لمن كان عنده صبر -

Join