زوايا الظل
تأطير لخيال الواقع
عزيزي القارئ : هذا المكان مزرعة للتساؤلات وليس صيدلية النهدي لإجابات بدون وصفات
لكل زمن لغة, لكل لغة قواعد, لكل قاعدة شواذ. في هذا الزمن المقدمة السابقة سلبت من معانيها. تسارع إنتاج المعلومات وعمليات النسخ والتدقيق والحذف حولت الأمر لكوم من "الكراكيب" الفكرية الغير متصلة. ومن وسائل التواصل الاجتماعي نحقن يوميا بجرعات منتظمة تحتم بقائنا في حالة "الكركبة".
فلا لغة باقية ولا قواعد بل كثير من الشواذ.
فهمت شيء ؟
تَفَكُّــرُ سَــاعَـةٍ خَيْــرٌ مِنْ قِيَــامِ لَيْلَـةٍ
رسول الله - محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام
اَلْحُبّ بناء يختلف في الأطوال والأبعاد والعمق والجودة على اختلاف المحبوب. هناك حُب ظاهري مبهرج جميل كجمال القلاع الرملية على الشاطئ، تزيله أول مقابلة مع تيار الموج الواقعي ولا يبقى منه أثر، هو حب عابر سلس ممتع (قد يكون) سريع البناء وسريع الزوال ولو طال البناء.
وهناك حُب آخر، أساسه عميق في الأرض، بنائه تجاوز حدود السماء إن واجهته لا ترى شيء سواه، إن ولجت فيه احتواك مهما بلغ مداك. أمثال ذلك الحب لا تولد في لحظة ولا نظرة، أمثاله هي أعمال بنيت على مرٍّ من الزمن، بنيت بعناية وفكر وتخطيط ليس ذلك فقط بل بنيت أيضا بنوايا وأهداف مرتبطة بأحلام ومعايير، ولا عجب أن بناء مثل ذلك يواجه تحديات و ليس موجة واحدة بل موجات من الهجوم والتعديات فلا يوجد قلب خالي من المنافسة وبناء مثل هذا ينافس كل على موارد البناء التي قسمت بطريقة تجعل من المستحيل لأي إنسان كائنا من كان أن يجعل كل بناء مثل هذا البناء في عظمته.
الأمر متعلق بخيار واعي خيار يقدم حساب على حساب ويقدم أمر على آخر وفي ذلك اختلفت البنيان والعمران على مر الأزمان في كل المسجل من تاريخ الإنسان.
عودة للبناء، ولنصب تركيزنا على اَلْبَنَّاء، لو سألته عن هذا البناء ترى في وصفه ما يعكس حالة فهم بأبعاد وأعماق ما عُمِرَ من البناء، ترى أيضا فيه ذكريات في صفحات و صفحات من سجل الذكريات لكل غرفة ولكل شرفة وإطلالة بل لكل ضربة مطرقة وحتى كل مسمار. لأنه بناء بني على فهم وعلم وفي الغالب لو بحثنا جيدا سنجد خارطة لهذا البناء أخذت شكلا من الأشكال و قد أثبت التاريخ أنه لاتقوم قائمة إلا بخارطة طريق في مثل هذه المبادرات.
فاصل بسيط مع الفيديو التالي ونكمل الحديث….ما سبق ما هو إلا مقدمة لما هو آت.