تعبيراً عن الجمال
في منتصف العشرينات، لا تشكل له فكرة الزواج شيئا بل لا يهتم بها، بمعنى آخر هو ليس كبقية الشباب يفكر بالزواج لكن يريد تأخيره لالا هو يريده بتاتاً، لماذا؟ هو بذاته لا يعلم! ليس للنظرة السيئة للزواج في المجتمع ولا لأنه يريد تكون نفسه وجمع المال وغيرها من الأسباب.
سُلطان
له معاييره الخاصة بالجمال وقد نقول معيارٌ واحد فإذا استمع إلى شيء ثم قال "اللـــــه" فاعلم أنه جميل، إذا شاهد شيء ثم أشخص بصره إليه مطولاً فاعلم أن المُشاهَدَ قد تملّك جواره كلها حتى نَفسُه يُصبح أبطئ، لا تستطيع أبداً أن تحدد أُطُراً للأشياء التي يعتبرها جميلة، المعيار الأساسي أن يرتاح له قلبه.
يُعبر عن الجمال مباشرة لمن بجانبه أو على مواقع التواصل، يمدح ويثني وأحيان يتلعثم ولا يجد عباراتٍ تصف جمال الشيء الذي أمامه حسبما يقول ويكتفي بقول "يا جماعة جميل جميل" ولا يجادل من يقول عكس ذلك بل لا يهتم بقوله ولديه قناعة حتى إن سأله شخص وأراد نصيحته في أمر فيقول: "بالنسبة لي جميل ومدري عنك"
إذا علم أن الشخص الذي أمامه مهتمٌ لما يهتم، فكان الله في عون ذلك الرجل لأن سلطان سيكب عليه الصور والقصص والمقاطع والأغاني كباً، نُشرت أغنية جديدة فكان هو من أوائل من استمع إليها وهو إن أعجبته الأغنية من الوهلة الأولى فإنه يُعيد سماعها ٥ مرات، الأولى الأغنية ككل، الثانية التركيز في صوت المغني وتنقلاته، الثالثة التركيز في العزف والآلات، الرابعة في الكلمات، الخامسة في تركيبة الكلمات مع أداء المغني مع الآلات.
يُصدم الجميع من التفاصيل الدقيقة التي يذكرها في أي شيء جميل، تفاصيل كثيرة وكأنه يعلم بالشيء منذ سنوات، مرة سأله صديقه "ياخي أنت كيف كذا تركز وتطلع هذه الاشياء؟" فقال "الصدق مدري، لكن اي شيء جميل أشوفه أو أسمعه كل ما فيني يتحرك بشكل غريب ما أقدر أسيطر عليه وبشكل سريع"
دخل سلطان لأحد المقاهي، طلب وجلس، دعاه الموظف لأخذ قهوته، أمسك الكوب بيمينه وسحبه ببطئ، أدار برأسه لليمين، لمح أجمل ما يكون في النساء، نظرة واحدة وفي ثواني سريعة استطاع أن يعرف كل تفاصيل وجهها، الحاجبان الكثيفان الفارغان من المنتصف، العينين الناعستين، الأنف المستقيم، الشفتان الوردية بثنية متوسطة، الشعر المنسدل على كتفيها وكأنه خيوط الحرير، حنطية بشرتها، كل تفاصيلها.
لم يرتشف شيئاً من قهوته، صورتها في عقله، ليس لأنها أسرت قلبه لا، بل لأنه اعتاد أن يعبر عن الجمال لمن يفعله أو يقوله، شاهد رسمة عبر لراسمها عن اعجابه بها ويشكره عليها، لكن الآن هو شاهد الجمال في هذه الامرأة ماذا يصنع؟ أيذهب ويعبر لها؟ رُبما يُفهم خطأ، ساعتين من الحرب العقلية بينه وبين نفسه، أخيراً قرر أن يذهب ويعبر لها، أرجع كرسيه ليقوم ثم التفت ولم يراها،
فقد رحلت!
في عمر ٢٩ جاءته فكرة الزواج، ذهب لأمه وأخبرها كيف يُريد زوجته وطلباته بسيطة، أن تكون البنت عارفةً لقدر الزواج والارتباط أما الباقي فمقدورٌ عليه بمنظوره! اختارت البنت وأخبرت ولدها وهم من قرابتهم لكن "من بعيد" تقدموا وجاءت الموافقة وحدد موعد النظرة، دخلت البنت وقام سلطان وقلبه يخفق وقال لها: "أنتي جميلة، أنتي جميلة، الأولى تعبيراً عن رؤيتك في المقهى والثانية تعبيرٌ حالي، والحمد الذي قدر ذلك" هذه البنت هي ذاتها نورة التي شاهدها في المقهى ولم يكن يعلم أنها من قرابته ولم يتخيل أنه سيأتي يومٌ ليعبر لها عن جمالها فكيف أنه سيتزوجها.
الثلاثاء
2022/06/21 – 1443/11/22
09:00 PM
مقهى سلام – الطاولة الكبيرة للزجاج أقصى اليمين قرب الباب
شكراً على وقتك اللي خذيته في قراءة المدونة
أسعد جداً بتعليقك ومشاعرك على مواقع التواصل الاجتماعي
وما تنسى تشارك النص مع من تحب