لماذا الكتابة؟ لماذا التدوين؟

أن أكتب، هذا الشيء الوحيد الذي عمّر حياتي وفَتَنَها، وقد فعلته! إن الكتابة لم تُغادرني قطّ!

مارغريت دوراس

وجدت في الكتابة ملجأً ووسيلة من وسائل التنفيس الإنفعالي والتداعي الحرّ.

تُساعدني على الإستبصار بمشاعري وتوثيق لحظاتي باختلافها، على الشفاء والتعافي الذاتي.

تُذكرني بأنّ أكبر وأكثر مخاوفي لن تحصل، وبحتمية وصولي أيًا كانت الوجهة التي أُولّي وجهي شطرها.

تُقرّبني من الإنسان الذي أكونه وأخشى جانبه المظلم وأتحاشاه ما استطعت لذلك سبيلًا.

إنّ الكتابة تُكمّلني، بل أصبحت جُزءًا لا يتجزّأ منّي! تخطيتُ بها ما لم أستطِع تخطّيه بدونها. صِرتُ أَعرِف وأُعرّف نفسي بها. كما أدين لها لإعطائي منظورًا أعمق وأصفى للعالم وكلّ ما يمرّ بي.

أحيا في عالم الكتابة أكثر مما أفعل في عالم الواقع، ذلك أنّي المُتحكمة، الآمرة الناهية في عالمي هذا!

أحب الكتابة وتُحبني، كصديقين لا نفترق فتكاد لا تمرّ عليّ ساعات دون أن أخطّ في دفتري جملةً واحدة!

إن الحديث عن الكتابة وما تُمثّله لي من صُحبةٍ وملاذٍ وشفاءٍ، لهو حديثٌ ذو شجون، وأخشى أن أُطيل الحديث إلى ما يجلب الملل والسأم لقلب القارئ. لكنّي أستسمحهُ كما استسمح ”جبران خليل جبران“ من”ميّ زيادة“ بقوله:

لقد طالت رسالتي، ومن يجد لذّةً في شيءٍ أطاله

بدأت رحلتي في التدوين -حسب ما تُسعفني به الذاكرة- عام 2016 وانتهت أواخر عام 2018 إذ قمت بإغلاق مدونتي لظروفٍ عِدّة.

رافقتني الحيرة حول عنونة التدوينة ساعاتٍ طوال، كنت في مُستهلّ الكتابة عن حبّي للكتابة والأثر الذي تُحدِثُهُ فيّ، ليخرج العنوان ببساطةٍ وعفوية.

باعتقادي -وهذا الاعتقاد وليد لحظة كتابة هذه السطور- أنّ الكتابة والتدوين وجهان لعملة واحدة، فنحن نكتب لغاياتٍ شتّى ولكننا نُدوّن لغرضٍ وحيد: توثيق ومشاركة ما نكتبه.

أعتقد أيضًا أن التدوين سيفتح لي أبواب آفاق جديدة وسيكون غايتي لتحقيق أهدافٍ جمّة أصبو إليها. رغبتي بتوثيق المعلومات التي أقرأها أو أترجمها، إثراء المحتوى العربي في تخصصي الأحبّ. وكون تويتر لا يُعدّ ميدانًا مُناسبًا لمناقشة بعض المواضيع والاستطراد فيها رغم استخدامي له وتواجدي فيه بكثرة. كلها أسباب جعلتني أفكر بأنه من الأفضل والأجدر لي التدوين مجددًا!


بسم الله الرحمن الرحيم أستهلّ بدايتي الجديدة، كلّي أمل ورجاء أن تكون تجربة ممتعة ورحلة مُثرية لي ولقراء هذه المدونة.

راجيةً تحقيق الفائدة والإسهام في نشر العلم والمعرفة وأن أكون كشجرةٍ طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.


والله وليّ التوفيق وهو القادرُ عليه.

Join