لماذا لا يُفترض بنا الخوف من الفشل؟
فيليب ج. روزنباوم
قبول الفشل بصفته جزء من التعلم يمكنه تخفيف حديث الذات السلبي وأننا على نحوٍ ما “سيئون” لفشلنا. قد يعني الفشل محاولتنا القيام بالفعل بشيء جديد، تقبلنا مغامرة جديدة. وقد يكون تهيئة للنجاح مستقبلًا.
سمعة الفشل السيئة:
يمكن أن تكون هناك عواقب حقيقية للفشل. عدم النجاح مؤلم ومخيّب للآمال. بصورة مستمرّة في مجتمعنا،نحتفل فقط بالفوز والنجاح لا لمثابرتنا طول الطريق!
هناك أيضًا عواقب خفيّة للفشل. يمكن أن تكون أكثر ضررًا وثقلًا من عواقب الحياة الحقيقية، لكيفية تأثيرها على جهودنا المستقبلية وشعورنا حيال أنفسنا.
شيئان يحدثان عندما نفشل:
ننغلق، الخجل من الفشل يمكن أن يضربنا بقسوة، عندئذٍ نتوقف عن الانفتاح للتحديات. وهكذا،نتوقف عن التعلم.
نشعر أن الفشل شيء يجب تجنّبه بأيّ ثمن. لا نفكر به بصفته جزء حتميّ من التعلم. وهكذا،نتوقف عن المحاولة.
عند حدوث ذلك،يمكن القول أننا استدمجنا الخوف من الفشل.
دورة الفشل المفرغة:
يُنتج خوفنا من الفشل حلقة مفرغة من التسويف: لا نريد أن نفشل،لذا نتجنّب حتى المحاولة.
كانت “ليسا” مرعوبة من أنها لن تحصل على وظيفة بعد التخرج. خوفها من الفشل: عدم الحصول على الوظيفة “الصحيحة” قادها إلى تأخير عملية التقديم. ونتيجة لذلك،فاتتها عدّة وظائف تُريدها.
شعرت بتخلّفها عن أقرانها الذين حصلوا بالفعل على وظائف. أحسّت بالخجل لفشلها البدء في “الوقت المناسب”. أدّى هذا إلى مزيد من التسويف.
عندما سألتها إذا كانت قد استخدمت المركز المهني،وهو مورد مفيد متاح للطلاب،أجابت بذهول: “لم أفكر حتى في ذلك!” لقد أبقاها خوفها محاصرة وعاجزة عن الوصول إلى كل مواردها.
عندما نقرر أخيرًا تجربة شيء جديد،فإن خوفنا من أن نخطئ قد يكون معيقًا. ربما يحدّ من قدرتنا على التعلم،وحضورنا وبذل قصارى جهدنا.
بدلًا من ذلك،مشغولي البال بما سيحدث عندما نفشل،ننتظر الظروف المثالية!
لقد أنشأنا نبوءة ذاتية التحقق: خوفنا من الفشل يقودنا إلى تأجيل الممارسة أو الحصول على المساعدة،وبالتالي نزيد من احتمال فشلنا. في الحالات الأكثر تطرّفًا، نُعمّم ونعتبر أنفسنا “فاشلين”. نشعر باليأس والإكتئاب أحيانًا.
الخبر السار أن الأمر يتطلّب تغيير شيء واحد فقط لكسر هذه الدورة.
بالنسبة لـ”ليسا” فإن الحديث عن خوفها وقلقها من أنها فشلت بالفعل ساعدها على رؤية أنه لم يفُت الأوان بعد للحصول على عمل،وهو ما فعلته مع حسّ متجدد بالغاية والطاقة.
طرق للإستفادة من الفشل:
إذا استطعنا تغيير اتجاهنا حوله،فسنرى أن للفشل فوائد عديدة على المدى البعيد. فيما يلي بعض منها:
عندما نجرب شيئًا جديدًا،نتعلم شيئًا جديدًا. إذا إلتزمنا بذلك،يمكن أن يؤدي الفشل في نهاية المطاف إلى حلول جديدة وإبداعية لمشكلةٍ ما. العثور على طرق جديدة وغير متوقعة يمكن أن يُغيّر العدسة التي ننظر من خلالها للعالم،هذا مشوّق!
يمكن أن يساعدنا الفشل في تطوير الشجاعة لمواصلة المحاولة. عندما لا نستسلم للخجل،نُنمّي القناعة بجدوى ما نقوم به،هذا مهم!
يمكن أن تقودنا الإخفاقات للتشكيك في طريقنا الحالي. قد يؤدي بنا اكتشاف سبب فشلنا إلى استيعاب قيامنا بشيءٍ ما للأسباب الخاطئة. على سبيل المثال: عالقين بعملٍ ما لأنه بدا مثل الشيء الصحيح لفعله،ليس لاهتمامنا بفعله.
عندما يُفهم بصفته جزء من العملية الطبيعية للنمو والتطوّر،قد يصبح الفشل شيئًا مقبولًا — مرحبًا به حتى. إنّه يمنحنا الحريّة لتجربة أشياء جديدة والتخلص من حدودنا المفروضة ذاتيًا.
عن الكاتب: فيليب ج. روزنباوم، حاصل على درجة الدكتوراه، أخصائي نفسي عياديّ ومحلل نفسي ومدير الخدمات الإستشارية والنفسية (CAPS) في كلية هافرفورد. محرر للكتاب المنشور مؤخرًا “توضيح أفكارنا: البراغماتية والتحليل النفسي”
موقعه الإلكتروني: http://philiprosenbaumphd.com/
المقالة الأصلية: هنا