توصيات فتاة عيد الميلاد

تحيّة لمواليد الثامن عشر من أبريل!

بمناسبة هذا اليوم المميّز الذي أحتفل فيه بعيد ميلادي أحببت التوصية بعدّة روايات قرأتها وأعجبتني. أسترق الساعات والدقائق لأكتب هذه التدوينة قبل حلول يوم جديد.

  • زرياب، مقبول العلوي

    تتبع القصة حياة أبو الحسن علي بن نافع المُلقّب بـ”زرياب” ورغم احتجاجه على هذا اللقب الذي يعني: الطائر الأسود ذو الصوت الجميل إلّا أنه تقبّله في نهاية المطاف وبات يتعامل معه مثل اسمه الحقيقي. هو مغني عاش في العصر العباسي تعلّم الغناء على يد معلمه إسحاق الموصلي، ويمتد سير الأحداث إلى نهاية حياته.

مع استمراري في القراءة وجدتني أعوّل عليها الكثير،لأتيقّن في نهاية المطاف أنها فاقت سقف توقعاتي بمراحل.

كان لـ”زرياب” أثر بالغ الأهمية في حياتنا،فأمور كثيرة تبدو لنا بديهية الآن لم يكن يعرفها العالم قبله! مثل: اختيار أنواع الأقمشة المناسبة لكل فصل من فصول السنة،فن التجميل وتسريح الشعر،النظافة الشخصية وغيرها. لم يتوقف عطاءه عند هذا الحدّ بل كانت له جهود وابتكارات في عالم الغناء والموسيقى. 

  • لا تقولي أنك خائفة، جوزيبه كاتونسيلا

    هي سيرة ذاتية للعداءة الصومالية “سامية يوسف عمر” كيف عاشت في بلدها بين ظل الفقر والحروب، بين الطموح والألم، حتى وصولها إلى أولمبياد بكين عام 2008. ولا تتوقف الأحداث عند هذا الحدّ! بل تستمر لما هو أبعد من ذلك.

بعد قراءتي لها أدركت بحقّ أنّ “سامية" إنسانة رائعة ومُلهمة،وأن مُتابعة المرء لأحلامه كما فعلت يتطلّب شجاعة، عزم وقوّة إرادة كبيرة.

  • العطر: قصة قاتل، باتريك زوسكيند

    هي رواية عن الروائح طفل بإمكانه شمّ مختلف أنواع الروائح على بُعد مسافات وتفكيكها إلى جُزيئات. المفارقة أنها وُلد بلا رائحة! فيُجدّ السعي ليحظى بطريقة لصنع رائحته الخاصة حتى لو عنى هذا اتخاذ تدابير مُتطرّفة.

فكرة الرواية جديدة تمامًا عليّ إذ لم أقرأ لها شبيهًا حتى الآن. أبهرني أسلوب الكاتب وكنت مأخوذة بسير النهاية، فشلت جُلّ محاولاتي في إفلات الكتاب من يديّ، وما إن أنهيتها حتى تنفّست الصعداء!

كانت تجربة لذيذة، استمتعت بقراءتها.

  • الكونت دي مونت كريستو، ألكسندر دوما

    رجل يُسجن ظلماً لسنوات طويلة فيقرر الهرب من السجن عازمًا على الانتقام ممن كان السبب في معاناته وعذابه،فهل سيصل إلى مُبتغاه؟

كانت توقعاتي قبل قراءة الرواية عالية جداً، والشكر لمؤلفها فلم يُخيّب ظنّي.

أحببتها! والحقيقة أنه مع معرفتي بمجمل القصة إلّا أن ذلك لم يؤثر على حماستي وفضولي تجاهها، تفرّغت لها تمامًا أثناء قرائتي لها،رغم أني عادةً ما أقرأ أكثر من كتاب بتصنيفات مختلفة في آنٍ واحد.

  • الكمنجة السوداء، ماكسنس فرمين

    عن عازف كمان يطمح لكتابة أروع معزوفة موسيقية،يتخلى عن حلمه مجبرًا ليلتحق بالجيش الفرنسي ويعيش في البندقية مع رجل عجوز يشاركه حب الكمان بل هو صانع أروع كمان في العالم، فهل سيتمكن من تحقيق حلمه؟ بين الحرب المحيطة به والموسيقى التي يعزفها قلبه؟

الرواية لطيفة جدًا تناسب أجواء الشتاء والصباحات الجميلة، كتبت بأسلوب عذب وساحر بكلّ المقاييس ابتداءاً من  اللغة والأسلوب مرورًا بأحداث تُلامس القلب وأخيرًا النهاية! بساطة وسلاسة في السرد لم يمر علي حتى هذه اللحظة،وأعدّها تجربة واعدة للغاية كونها أولى قراءاتي لفرمين، أؤمن أن جمال الرواية لم يكن ليصل إلى هذا الحدّ بترجمة ركيكة! فلأيف كادوري وحازم عبيدو كل الشكر على هذه الترجمة البديعة.

  • ابنة الضابط، ألكسندر بوشكين

    مذكرات لضابط شاب انضمّ للجيش الروسي تبعاً لرغبة والده ويقاتل ضدّ ثورة “بوجاتشيف” إبّان عهد الإمبراطورة “كاترين الثانية” في الحصن الذي يجتمع فيه المقاتلون نشأت قصة حب بينه وابنة رئيسه، من هنا تبدأ سلسلة من المغامرات التي يخوضها بطلنا ضدّ المتمردين مرورًا بأحداث كثيرة ومصاعب جمّة. رائعة وممتعة،خالية من الحشو والتفاصيل الزائدة، كل ما فيها وصف غير ممل ولا مُخلّ للأحداث.

    عند انتصافي لها وجدتني أتلكأ عن قراءتها وأحاول قضاء أطول وقتٍ ممكن معها لكن حماسي لإكمال الأحداث غلبني! فأنهيتها سعيدة ومُكرهة في آنٍ واحد.

  • كل شيء هادئ في الميدان الغربي، إريك ماريا ريمارك

تصف الرواية مختلف أنواع الضغوط التي تعرض لها الجنود الألمان أثناء الحرب العالمية الأولى على لسان “بول بومر” طالب في التاسعة عشرة من عمره تطوّع هو وأربعة من أصدقائه في صفوف الجيش. لمن يتساءل عن طبيعة حياة الجنود في الحروب والمعارك،كيف يفكرون؟وكيف يعيشون؟ما شعور الأغلبية الساحقة من الجنود العائدين؟ أنصحه بقراءتها.


تحوي الرواية اقتباس عالق بذاكرتي إلى هذه اللحظة:

أنا في نضارة الشباب، أنا في العشرين من عمري لكني لا أعرف من الحياة غير اليأس، والموت، والخوف، والأحزان.

إنّي أرى كيف توغر الشعوب بعضها ضد بعض وتتطاحن في صمت 

وجهالة وغباوة واستسلام وسذاجة.

ويشاركني في هذا الرأي الشباب المعاصر في وطني وفي البلاد الأخرى في كافة أنحاء العالم.

إن الجيل الحاضر يرى هذه الأشياء بجلاء ويلمسها معي، ماذا يقول أسلافنا إذا وقفنا أمامهم فجأة وقدّمنا إليهم حسابًا عمّا فعلنا؟

وماذا يترقبون منّا إذا قُدّر للحرب أن تضع أوزارها؟

كانت مهمتنا طوال السنين هي القتل والتذبيح.

كانت مهنتنا الأولى في الحياة!

إن علمنا بالحياة لم يتجاوز حدود الموت.

فماذا يكون من أمر الغد؟ 

و إلى أي مصير نحن مسوقون؟

  • ساق البامبو، سعود السنعوسي

    تدور أحداث الرواية حول عاملة منزلية تعمل لدى عائلة كويتية تتزوج بالخفاء من الابن الوحيد لهذه العائلة، وعندما تعلم والدته بذلك تُجبر العاملة على العودة لبلادها وتنجب هناك ابنًا أسمته “هوزيه” أو “عيسى”، فيعود هذا الأخير إلى الكويت بعد مرور سنوات رغبةً منه في التعرف على عائلته ووطنه اللذان تشرّب حبهما منذ الصغر وكبر عليه.

أسرني أسلوب الكاتب السلس وأحببت إضافته الغنيّة للمعلومات على اختلاف أنواعها ما أضفى عليها شعورًا بالواقعية،ناقشت الرواية مشاكل وقضايا كثيرة وإن كان بعضها بطريقة غير مباشرة: (البدون،العنصرية،مشاركة المرأة في الحياة السياسية،حقوق العمالة والأجانب وغيرها).

حاز “عيسى" على تعاطفي الكامل ذرفت الكثير من الدموع معه ولأجله،لذلك تمنيت له نهاية مثالية يستحقها لكن هذه النهاية كانت مرضية لي إلى حدّ كبير كوننا نقتات في مجتمعاتنا على العنصرية وهي تجري مجرى الدم في أوردتنا وشرايينا رضينا أم أبينا،فنهاية غيرها كانت ستكون تلميعًا لواقع بشع،مظلم وكريه للغاية.

  • عشق، أحمد عبدالمجيد

    تحكي الرواية باختصار رحلة الكاتب “نادر" مع الصوفية وكيف غيرت حياته.

أعترف أنني عند بداية قرائتي لها توقعت أن أتخلص منها بعد 10 صفحات بالضبط وأبدأ بقراءة كتاب آخر، لكن العكس هو ما حصل! كلما قرأت تعطّشت للمزيد.

عكس بعض الروايات التي ما إن تقرأ بدايتها حتى تشعر بالإكتفاء وكأنه لا حاجة لك بإكمال القراءة كونك توقعت النهاية سلفًا! وكم تكون ردّة فعلك باردة حين تُصيب. الأحداث ككل كانت صادمة إلى حدّ كبير ولم أملك القدرة على التنبؤ بأي منها، الانسيابية في الانتقال بين الماضي والحاضر، وبين المواقف والفترات المختلفة كان موفق وممتاز جدًا.

كان أول كتاب أقرأه عن الصوفية صحح لي مفاهيم وأفكار نمطية كانت لديّ بهذا الخصوص، غمرني إحساس هائل بالسلام وقتذاك.


تنتهي الرواية بهذا الإقتباس الذي أحببته كثيرًا:

أكره نفسي لكننّي أُحبّني أنا.

وأكره كلّ من يسقي بذور الكِبر بداخلي أو يوقظ مكامن الشر الخاملة، وأحب من يرعى أشجاري الموجودة سلفًا ولا يُغطّيها بالظلّ.

  • مزرعة الحيوانات، جورج أورويل

    مجموعة حيوانات تعيش في مزرعة تثور على صاحبها وتطرده، كيف ستتغير حياتهم؟ ماهي التغيرات التي ستطرأ على أنظمة المزرعة؟على الحيوانات أنفسهم وعلاقاتهم مع بعضهم البعض. من الجدير بالذكر أن أحداثها إسقاط على الأحداث السابقة لعهد ستالين وخلاله قبل الحرب العالمية الثانية. 

فوجئت بجمالها! اندمجت معها وكنت مأخوذة بسير القصة، والنهاية كانت رائعة للغاية.

من الروايات التي تقف عندها طويلًا! 

  • لا قديسون ولا ملائكة، إيفان كليما

    يسرد لنا المؤلف بأسلوب المتكلم مواقف يومية في فترة من فترات حياة ثلاث شخصيات رئيسية تأثرت حياتهم بطريقة أو بأخرى بـ”ربيع براغ” وهي فترة تحرر سياسي مرّت بها تشيكوسلوفاكيا بدأت عام 1968م.

تفاديًا للإلتباس، فإن السرد يتناوب بين هذه الشخصيات فنرى الأحداث من منظورهم الشخصي،نواجه صراعاتهم  معهم، نتفهم أو -قد لا نفعل- دوافعهم ونعلم نواياهم وأفكارهم.

أكثر ما أحببته كان السرد من وجهة نظر “كريستيانا” وهي بطلة الرواية، لربما لأنها أكثر من تفهّمته وتعاطفت معه. ولنظرتها الواقعية لحياتها بشكل عام عكس الشخصيتين الأخريتين.


بعيدًا عن رتابة الواقع وضغوط الحياة أرغب أحيانًا بالتغيير وقراءة روايات تكون بمثابة مساج للدماغ، هنا بعض منها:

  • مرحبًا هل من أحد هناك؟ جوستاين غاردر 

    “ميكا” فضائي يهبط على الأرض في حديقة بيت طفلٍ ما، يتحاوران معًا عن الأرض والكون بطابع فلسفي. ولا نستغرب ذلك إذا ما علمنا أن مؤلفها هو مؤلف الرواية الأشهر عن تاريخ الفلسفة “عالم صوفي”.

هي قصة تُثير اهتمام الصغار والكبار -على حدّ سواء- لا تجب الموافقة على كل ما جاء بها من معلومات وآراء المهم أن نُعمِل عقولنا على التفكير وتقبّل وجهات النظر المختلفة في مختلف الأمور.

ممتعة حدّ أنك تستطيع إنهائها في جلسة واحدة.

Join