قلبي بئه خرده ناديله:


بيكيا !! بيكيا !! بيكيا !!

السبت ، ٢٥ مارس ٢٠٢٣ م

الساعة: ١٠:١٤ م

المكان: مضمار المشي

حرف موسيقي:

ثمة أناس لهم تلك القدرة الخرافية على المشي فوق قلوب الآخرين دون شعور بالذنب.

أحلام مستغانمي 

يقول هنري ديفيد ثورو مقولتان أفضلهما جداً :

الأولى تصحبني كلما حركت قدماي للمشي

والأخرى حينما تتحرك قدما الحياة للمشي علي !


"اللحظة التي تبدأ قدماي بالمشي تبدأ الأفكار في رأسي بالتحليق".


"مهما كانت حياتك قاسية تعايش معها , لا تلعنها أو تسبها .. فالأشياء لا تتغير بل نحن من يتغير".


وفي مضمار المشي ..

لم تكن أفكاري طليقة تتطاير في كل حدب وصوب كعادتها ..

بل كانت مقيدة بآخر محادثة تبادلت طرفها مع صديقة عزيزة ..

الوعكات العاطفية يا أصدقاء .. وإن صح التعبير

الأعراض الانسحابية للحب ..

اللحظات التي تعقب توقف تدفق هذا الإدمان اللذيذ الذي يحقن في أجسادنا

كمية عالية ومتدفقة من السعادة والابتهاج والسرور ..

حتى وإن مضت ليال دون تواصل مع من يحقن أجسادنا بتلك الجرعات

يكفينا أنه قريب .. بمسافة تعرف قياسها تماماً

"بمقدار رسالة قصيرة يوافيها الرد سريعاً"..

هذا الاطمئنان والثقة يجعل أصبعك يحدث الصفحة مراراً وتكراراً

لثقتك ومعرفتك التامة بمقياس المسافة ..

وذاتها تجعل ليالي الخالية من التواصل خفيفة لطيفة حالمة بإعادة الذكريات المحببة

قرب وقتها أو ابتعد ..

وتجعلني أتساءل لِمَ لا تكون تلك الليالي تشابه ليال الأعراض الانسحابية من الحب؟

كلها خالية من ممن نحب ..

ويعزى ذلك مؤكداً إلى تلك المسافة ..

حسناً ..

علينا أن تدرك مجموعة حقائق ليمكنني التخلص من صوت الذي يتردد :

بيكيا .. بيكيا .. بيكيا !!
  • الحقيقة الأولى والنابعة من خبرتي في الادارة و التخطيط، هناك قاعدة تقول:

ما لايمكن وصفه لا يمكنني قياسه

وما لا يمكنني قياسه لا يمكنني إدارته

وما لا يمكنني إدارته لا يمكنني تطويره.

  • والحقيقة الثانية :

لابد لي بأنني أعي بأنني أحب بدماغي لا بقلبي ..

  • الحقيقة الثالثة :

“Fake it till you make it “

يمكنك خداع دماغك لو عاملته بذكاء وبأسئلة

فماذا لو .. حتى أصل لمبتغاي..

فماذا لو أوهمت دماغي أنه على قريب بمقدار " رسالة "!

فالوقوع بالحب يوظف دي جيه لتلاعب بكميات الهرمونات المفرزة في دماغك

وينقلك سريعاً بين مراحل الحب الثلاث:

الشهوة

الانجذاب

والتعلق..

عليك التعامل مع هذا المجنون الذي يبدء عمله بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً ليضع يده على

الأسطوانة ويقوم برفع وخفض العديد من الهرمونات ..

لتجد نفسك ترقص منتشياً مع لذائذ المشاعر..

منسجماً مع قائمة الأغاني المشتركة..

متناغماً مع ذوبان التوافق المتبادل ..

لا تطرده ولا تخفض صوت صخبه وفوضاه .. بل ألفه!

اعتاد وجوده وأفهم طبيعة عمله و لا تتفاعل معه ..

إن جر قدماك لبعث رسالة أو مبادرة لا تذهب ..

كن واعياً بما يفعل ولا تفعل!

ستشعر مع الوقت بأن الموسيقا عالية وصاخبة تسمعها .. لكن لا تتراقص معها ..

تسافر بدماغك للبدائل ..

مهما على صوت هرمون السعادة لذكريات المحببة

أرفعه ببديل .. لن تشعر بذات المفعول لكن مع الوقت سيضاهيه ..

طور بدائلك و نوع بكمياتها ..

ثم أجعل دماغك يثق بأنك ترسل لكنك لن تفعل بحجة

" سأفعل برهان مشروط "

عدد الاشتراطات و أرفع مستواه ..

سأرسل بعد مرور ٢٤ ساعة ..

بعدما أنجز ثلاث مهام مهنية ..

بعدما أكسب مبلغاً وحدده في عملي ..

درج الاشتراطات وطورها .. وحينما تنتهي من اشتراط باغته بآخر ..

وسع مدارك دماغك أكثر وصادقه أفهمه لكي تستطيع التأثير عليه ..

حينها ستفهمه ستصفه ..

ستقيس تقدمك و تطور ادائه وسيحبك ويحب طريقتك الجديدة في اكتشافه ..


في الختام ..

ستمر ليال الأعراض الانسحابية رغم ثقلها وطولها ..

فلدي قناعة تخفف من وطأة قسوة الحياة

أعلمي فالليل يزداد حلكة في ساعاته الأخيرة ..

أنت على موعد مع الفجر يا عزيزتي .