الأضواء القطبية

Polar light

الشفق

هل رأت عيناك يوماً أجمل من هكذا مشهد ؟

الشفق ظاهرة طبيعية تمتزج فيها الألوان وتتوهج بها السماء في عروض ضوئية راقصة ساحرة في قطبي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.

يمكن رؤية هذه الأضواء شبه يوميا في القطب الشمالي للأرض والمناطق القريبة له وفي الأجزاء الجنوبية وما يقاربها، كما يشاهد أحياناً بالقرب من خط الاستواء.

وتختلف تسمية الشفق حسب مناطق ظهوره فيعرف بالشفق القطبي والأضواء

الشمالية شمالاً والشفق الأسترالي والأضواء الجنوبية جنوبا.


وتعود تسميته بالشفق لعالمي الفلك جاليليو جاليلي وبيير جاسندي وذلك نسبة لآلهة الفجر الإغريقية.


الأساطير المرتبطة بالشفق

هذه الظاهرة ليست وليدة البارحة فقد رصد الشفق منذ العصور القديمة وقبل حوالي 03 ألف عام ودونه الناس على جدران الكهوف وارتبطت الكثير من الأساطير في مختلف الثقافات به، فاعتقد البعض أنها أرواح الأطفال الذين ولدو أمواتا، وكان آخرون يحذرون أطفالهم أن الأضواء ستختطفهم أو تقطع رؤوسهم.


وآمن شعب التلينغيت في شمال غرب أمريكا الشمالية أن الأضواء نذير شؤم وهي تمثل الأرواح الوحيدة للأجداد الذين ماتوا بطرق سيئة والتي تريد خطف أشخاص لمرافقتهم وحذر الآباء أطفالهم من النظر إليها أو الصفير لها.


وفي حين اعتقد الفايكنغ أنه من مظاهر الآلهة الذين يحاولون الوصول للبشر، يصفه الفولكلور القديم في الصين وأوروبا بتنانين كبيرة أو ثعابين في السماء.

ولا ننسى أساطير طقطقة أو هسهسة الأضواء التي يفسرها البعض بمحاولة الأرواح التواصل مع البشر، أو أنها أصوات ركض شعب الإنويت على الجليد أثناء لعبهم ركل جمجمة حيوان الفظ في الأنحاء.


الحقيقة العلمية للشفق

يعود أصل الشفق لسحابة من غازات الشمس الساخنة وما تتألف منه من الكترونات وبروتونات مشحونة ومجالات كهرومغناطيسية والتي تقذفها الانفجارات الشمسية إلى الفضاء وعندما تصل إلى الأرض تصطدم بمجالها المغناطيسي، وتتمكن بعض هذه الجسميات المشحونة من اختراق المجال وتتدفق نحو الأقطاب المغناطيسية للأرض وكنتيجة لاصطدام هذه الجسيمات بذرات الهواء في الغلاف الجوي ينتج الضوء الشفقي الراقص المبهر.

ويذكر البعض سماع أصوات هسهسة وطقطقة تصاحب العروض الضوئية فسرتها إحدى النظريات بأنها أصوات تفريغ الشحنات عند اصطدام الجسيمات المشحونة بجزيئات إحدى طبقات الغلاف الجوي التي تتكون في ظروف خاصة.

كما أن حدوث الشفق لا يقتصر على كوكب الأرض فحسب بل يحدث على كل كوكب بمجال مغناطيسي وغلاف جوي وتمت رؤيته على زحل والمشتري.


الأنماط والألوان

تتشكل أنماط الشفق نتيجة تفاعل جسيمات الشمس المشحونة مع جزيئات الغلاف الجوي بالإضافة لتأثرها بالقوى المغناطيسية فتظهر بأنماط عدة كالأقواس والأعمدة والأشرطة والأكاليل ،ويمكن رؤية العديد من هذه الأنماط في الليلة الواحدة ولكن لم يتوصل العلم لتفسيرها بعد.


أما الألوان فتنتج عن اصطدام وتفاعل الجسيمات إما بذرات الأكسجين أو النيتروجين في طبقات الغلاف الجوي وحسب ارتفاع التفاعل عن سطح الأرض، وتتنوع بين البنفسجي والأزرق في الارتفاعات الأقل، والأحمر بالارتفاعات العالية والأصفر والأخضر في الارتفاعات المتوسطة.


العواصف الشفقية

في فترات النشاط الشمسي العالي تزداد قوة وانتشار الشفق ويسمى حينئذ بالعاصفة الشفقية ، ومن ذلك ما حصل في سبتمبر عام 1859 حيث توهج الشفق ساطعا بعد منتصف الليل في الأجزاء الشمالية لدرجة استطاعة القراءة بدون الحاجة للضوء، واتسع انتشاره حتى وصل إلى معظم أرجاء أوروبا وأمريكا واليابان وأستراليا جنوبا وأدت هذه العاصفة لتعطل الكثير من خطوط التلغراف وخروجها عن العمل.


وفي إحدى ليالي مارس 1989م توهجت السماء بدرجات الأخضر والأحمر وأضاء الشفق مساحات شاسعة من السماء وشوهد في أوروبا وكوبا جنوبي أمريكا الشمالية واستمر حتى الفجر ،أما في مارس 2015 خلقت عاصفة شمسية عرضا شفقيا مذهلا شوهد في كل من كندا وأمريكا وأوروبا وأستراليا.


تأثير الشفق على التقنية

وعلى الرغم من جمال وروعة الشفق إلا أن التدفقات غير المرئية للجسيمات والمجالات المغناطيسية والتي تحدث في نفس الوقت يمكن أن تلحق الضرر بالعديد من التقنيات إلا أنه من رحمة الله أن ليس له أضرار على الإنسان وغيره من المخلوقات.

من الممكن أن يؤثر الشفق بانقطاع أو تأخر استجابة على  خطوط الطاقة الكهربائية والبوصلة المغناطيسية والرادار والاتصالات بين السفن والطائرات ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) كما قد يتسبب أيضا بحدوث خلل في أنظمة الأقمار الصناعية ومن المحتمل أن يؤدي إلى تغير مسارها وسقوطها الى الأرض اذا دخلت الغلاف الجوي .

لذلك حرص العلماء على فهم فيزياء الشفق القطبي والعواصف الشمسية ليتمكنوا من التنبؤ بتأثيراتها على العديد من تقنياتنا.


أفضل الأماكن لرؤية الشفق

لتعيش تجربة ساحرة مع الشفق فإن أفضل الأماكن في العالم لمشاهدته هي الأقرب للقارة القطبية الشمالية بما في ذلك ألاسكا وكندا وأيسلندا وغرينلاند والنرويج والسويد وفنلندا ، ويظهر الشفق أيضا في أقصى جنوب الكرة الأرضية خصوصا في تشيلي والأرجنتين وأستراليا ونيوزلندا وأنتاركتيكا إلا أن الأضواء الشمالية تتفوق جمالا على الأضواء الجنوبية.


ويمكنك مشاهدة الشفق بالعين المجردة في مكان حالك خال من الأضواء وسماء خالية من السحب.

  المصادر

1- Legends of the northern lights\ News interactives.cbc.ca

2- Auroras Make Weird Noises, and Now We Know Why\ nationalgeographic. com

3- What are the northern lights?\Library of Congress.Org

4- What is an aurora?\Spaceplace.nasa.gov

5- do the northern lights affect airplanes and cargoships?\ alaskaaircargo.com

6- Shapes and types of aurora\ aurora borealis observatory.com

7- Powerful solar storm sparks stunning aurora around the world\edition.cnn.com

8- لغز الشفق القطبي مصدر للخرافات والقصص المرعبة.العربية.نت


للمزيد تابعوني على