وابتدأ المشوار

أصبحنا وأصبح الملك لله والحمدلله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

وبعد؛ كيف أصبحتم؟

أما أنا فأصبحتُ مع رغبة عميقة بالكتابة قررت تفريغها هنا.

***

منذ فترة طويلة كانت تنتابني بين الحين والآخر رغبة بـ “ترتيب حياتي” ولكني لم أكن أعرف من أين أبدأ -من هول الفوضى التي كانت تعم المكان- وكنت أفشل مهما حاولت ولم أكن أعرف السبب حينها، أما الآن فأنا أعرفه تمام المعرفة! كما أني علمت أنها عدة أسباب وليست سببًا واحدًا فقط! وهذا أمر جيد؛ بل جيد جدًا والحمدلله.

بدايةً وقبل كل شيء، كان هنالك نماذج لأشخاص أراهم القدوة المثالية لما أود أن أصير عليه وأبني خطتي مُتّبعةً النقاط الرئيسية التي يتّبعونها ولكني ما زلت لا أعلم من أين أبدأ وما كل هذا وهل هو أمر واقعي وبإمكاني تعلمه واكتسابه أم أنه ضرب من خيالٍ مثالي وأني يجب أن أكتسبه في صغري وليس في شبابي؟

ومن شدة تعلقي بهذا الموضوع ورغبتي بجعله هدفًا أسعى لتحقيقه فقد كنت أتحدث عنه كثيرًا مما جعل العدوى تنتقل إلى أختي، وهنا بدأ مشوار البحث ينقسم بين اثنين بدلًا من واحد وخفّ العبء قليلًا. فقد كنا نتشارك ما نجده من معلومات ومصادر ونتشجع بعد كل فشل -كون أسباب فشلنا تعد واحدةً تقريبًا لأننا نعيش في البيت ذاته- وهكذا استمر الأمر بالتطور شيئًا فشيئًا حتى ذهبنا لزيارة لبيت خالي ودار بيننا وبين ما أحب تسميتهم “صديقاتنا المقربات”، دار حديث حول الإلتزام والتمارين الرياضية ومحاولة السعي والوصول إلى الهدف بلا شغف أو أي مما يثرثر به الناس هذه الأيام.

نريد الشعور بالمسؤولية والتحدي والرغبة بالوصول إلى الهدف ولو بأقل قدر من المتعة، فليس كل مهم في هذه الحياة بالأمر الممتع! مهما روّج له ذوي الأقلام المترفة ومهما امتلأت به وسائل التوصل الإجتماعي، تمامًا كالقراءة الحقة.

ومنذ ذلك اليوم بدأ مشوار آخر يضم أشخاصًا أكثر وأرواحًا متّقدة للتغيير والتحسين -كلٍ حسب أهدافه وخريطته الخاصة- وحينها فقط تغير مسمى “ترتيب حياتي” إلى مسمى “تعديل نمط حياتي” بعد اكتشافنا لحلقة البراء العوهلي حين اُستضيف في بودكاست ثمانية للحديث عن تصميم نمط الحياة وكيفية الوصول إليه.

لن أدخل بتفاصيل التحدي الذي بدأ بيننا حينها كونه لا يتعلق سوى بالالتزام ولكني أود القول أنه كان بذرةً مفعمة بالحيوية، بذرةً سُقيت بعناية وحرص شديدين حتى نمَت وما زالت تنمو وبإذن الله ستُزهر يومًا ما وستُثمر وسنجني قطافها فرحين.

بعد مدة من ذلك اللقاء شاهدت الحلقة المذكورة سابقًا -سأضع رابطها بالأسفل- وكان أن انتهيتُ منها بالأمس!

ويا إلهي! لقد خرجتُ منها شخصًا آخر، ألهمتني الكثير وفتحت لي أبوابًا كانت موصدةً في عقلي، بل إني لم أكن أعلم بوجودها أصلًا!

لقد كانت هي الحلقة الوحيدة التي نجحت وأمسكت فيها قلمًا وبدأت بالتلخيص! لكم أردت تلخيص حلقات عدة كنت قد استمعت لها ولكني أجّلت الأمر أما هذه الحلقة فلم أستطع التأجيل البتة، لقد كانت لي كنزًا يجب علي تقييده بالكتابة والحفاظ عليه. كيف وهي تتحدث عن هدفي الذي أسعى لتحقيقه منذ زمن!

ومن هنا ابتدأ مشوار آخر، ولكني هذه المرة أحمل مفاتيح ثمينة في يدي وبجانبي رفقاء -ممتنة لوجودهم حولي- وبعقل واعٍ أكثر ومتفهم لصعوبة التغيير والتحديات القادمة، عقل لم يعد يبحث عن المتعة الخالصة فقط! بل عن الاستقرار والسلام الداخلي وهو الأهم! وأنا متأكدة أن هذا الطريق لن يخلو من المتعة، كما أني أستمتع بالتحديات على كل حال.


حاولت أن أختصر الحديث بالرغم من استمتاعي -ووددت أني لم أفعل- ولكني سأحدّث هذه التدوينة أو ربما أكتب غيرها إن ارتأيت أني بحاجة للحديث باستفاضة عن هذا الموضوع.

وأخيرًا فإني أدعوكم جميعًا للتفكر في طريقة عيشكم وللتخطيط المستمر لها والمحاولة المستمرة فهو أمر لا يتم مرة واحدة في العمر فقط، إنه أمر متجدد ومتغير، بتغير الظروف والبيئة والعمر وغيرها فلا تيأسوا من المحاولة ولا تقارنوا خططكم بخطط غيركم ممن يعيش حياة تختلف عن حياتكم وفي بيئة وظروف لا تتناسب معكم.

كل منّا مميز في ذاته، ولكل منا نمط حياته الذي لا يشبه غيره.



طاب يومكم؛

ع. ز.

كيف تصمم حياتك وتعيش راضيًا عنها | بودكاست فنجان:

https://youtu.be/MT8mUsrShEk?si=rjf_NXD4yTyH8RL-

Join