الرسالة الخامسة ~
إلى صديق المدونة؛ إلى قارئ هذه الرسائل الخفيّة أكتب.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بدايةً وكعادة كل رسائلي؛ كيف حالك؟ كيف هي الحياة معك؟ ما تفعل بك هذه الأيام الثقال؟ أتحملها أم تحملك؟
أرجو أن تكون في أتم الصحة والعافية، جسدًا وروحًا، قلبًا وعاطفة، حسًا وفكرًا..
أما أنا فبخير ولله الحمد، فمهما أُثقلت قلوبنا بما يحدث لإخواننا المسلمين ومهما شعرنا بانعدام الرغبة بالعيش وممارسة حياتنا اليومية، سنظل بخير فأمر المؤمن “كله” خير! وإن شكرنا في السرّاء فلمَ لا نصبر على الضرّاء؟!
أما بعد,
وفي خضم كل هذه المعاناة ما زلت أحاول! وهذا ما يُقلقني -كون الصدمة تصبح أكبر حين تطول المدة-.
وأقول أن ما يقلقني هو أنني ما زلت أحاول، فعلى الرغم من انعدام رغبتي ومن توقعي الدائم لتوقفي عن المحاولة إلا أنني أجدني أستمر في كل مرة -وهذا منطقيًا أمر جيد-، وأردد “مازال باستطاعتي الحصول على مبتغاي.. ما زلت أستطيع تحقيق هدفي.. ما زال الأمر يستحق المحاولة.. استمري…”!
ولكن الحقيقة هي أنني لن أملك شيئًا إن توقفت، بل ربما سأخسر بعضًا أو كلًا مما أملك حاليًا.
لا أريد الحصول على المزيد ولكني أخشى فقدان ما لدي! إذن فأنا لا أستمر بالمحاولات لأمتلك المزيد؛ بل لأحتفظ بما لدي.
أخبرني ما هو شعورك حين ترى الأمور تتفلّت من بين يديك كالماء؛ أتجلس مرتاحًا تراقبها أم تحاول جاهدًا إعادتها لمجراها أم تصنع لها مجرى آخر وتُكيّف نفسك معه؟ أمر آخر غير ذلك؟ ما هو؟
ليس لدي شيء آخر لأقوله في هذه الظهيرة الهادئة، ولا أود قول شيء أندم عليه، فندم السكوت أهون من ندم الكلام. كما أني أشعر بالنعاس فلم أحظَ بنوم جيد طيلة هذه العشرين يومًا الماضية..
إلى هنا؛ أستودع الله إخواننا وأحلامنا وآمالنا وإلى لقاء آخر.
ع. ز.