الرسالة الرابعة ~

عزيزي قارئ هذه الرسالة؛

كيف حالك؟ وكما تعلم فلست أسأل عن حالك حتى تجيبني! بل لأتحدث أنا بدوري عن حالي وإن لم تسألني.

أنا بخير وصحة وعافية أسأل الله ألا يحرمني وإياك منها وأن يمتعنا بها حامدين شاكرين.

أدرس هذه الأيام استعدادًا للاختبارات النهائية المقبلة -تبقى ثلاثة أيام حتى بدايتها وستستمر اسبوعًا-، أدرس بجد واجتهاد شبه أخير متمسكة بما تبقى لي من قوة فقد استهلكت الكثير من طاقتي هذا الفصل لكثرة مشاكله التي ناء بحملها ظهري المسكين، ولكني بحاجة لأن أحافظ على تعبي وعرق جبيني الذي جنيت ثماره طوال الأربع سنوات الماضية وبغياب عاملتنا المنزلية أيضًا أجدني متعبة جدًا من هذا الحِمل الثقيل..


أمر بتقلبات نفسية صعبة جرّاء عدة أمور تحدث حولي وتؤثر سلبًا وبشكل واضح وكبير علي ولكني لم أستطع تفاديها فقد حصلت وليس لي يد فيها والحمدلله على كل حال، يأكلني التفكير كل ليلة إما لهذا الموقف أو ذاك، بسبب هذا الشخص أو ذاك. في عالم أناني طفولي بحت أنت بحاجة لقلب إضافي لتحمل هذه التصرفات اللاعقلانية.

مع كل هذا فأنا أستيقظ كل يوم وكأنه يوم جديد لا يمت للأمس بصلة، محاوِلةً أن أمضي قدمًا بأقل الخسائر وأقل المتعلقات السلبية فما زال للحياة بقية ومازال فيها من يستحق الاهتمام فليس من العدل أن أجعل من لا يستحقه أن يسحق حق من يستحقه!


بقي حوالي خمسة أيام لأُتِمّ شهرًا مذ غادرت وسائل التواصل الاجتماعي -عدا الانستقرام- ولست براغبة بالعودة البتة! لا لشيء بل لأني لم أفقد أي شيء سوى القليل خلال الأيام الأولى ولكني الآن لم أعد أشعر بأي شيء تجاهها ولا حتى الحنين الذي اعتدته معها، فباستطاعتي أن أتواصل مع صديقاتي اللاتي كنت أقلق من انقطاع تواصلي معهن إن أنا تركت حساباتي وخصوصًا في تويتر وياللمفاجأة؛ لم يحدث أي من هذا! فأنا أجدهن في أماكن أخرى، أستطيع محادثتهن متى ما أردت وأستطيع الاطمئنان عليهن بشكل خاص ومركز وليس بأن أقرأ تغريداتهن وأخبارهن وأطمئن عليهن في صمت وكذلك يفعلون. حتى بات الجميع يرى أن تواجدك أمر ضروري وأنه يجب عليك أن تكون أمام أعينهم ليتواصلوا معك وهذا ليس بالتواصل الحق.

لأصدقك القول لقد كان هذا الفعل يؤرقني ولم يعجبني البته!

أحب أن يكون التواصل فعالًا -كما يقولون- وليس أن أقرأك وتقرأني بلا تركيز ورغبة عميقة بالقراءة والسؤال والحديث المفصل، أن أفتح التطبيق متى ما أردتُ أنا الثرثرة وإن صادفت شيئًا مثيرًا تفاعلت معه وتجاهلت ما عداه كأنه لم يكن!

عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ..

وبهذا علمت مدى رغبتي بالاستمرار في استخدام هذه المواقع والتطبيقات وهذا أمر جديد على الرغم من أني قد جربت انقطاعاتٍ عدة ولكن مثل هذا لم أجرب ولم أستنتج.

وهنا يحضرني هذا الاقتباس الذي يمثل حقيقة ما أشعر به وأفهمه من التواصل:


التحدث باستمرار لا يعني بالضرورة أننا على تواصل

Constantly talking isn’t necessarily communicating

حسنًا، أعتقد أنه يجب علي أن أنهي هذه الرسالة هنا فقد استغرقتُ وقتًا طويلًا في الكتابة؛ ينتظرني الكثير من العمل والمحاضرات لأتجاذب أطراف الحديث معهم. تفعيل وضع الطاقة المنخفضة بات أمرًا لازمًا.


طاب يومك؛

ع. ز.

Join