أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر؟
من هنا بدأت
كانت مثل باقي الأيام أُكثر فيها من القراءة مع لحنٍ ينقلني إلى شرفة مطلة على جنة خضراء تصفو بها الفكرة و للحظة ظننت أنني في أقاصي السماء،دعوة الرب أن أرى أرض الله الواسعة أُحدق إلى الأفق بلا شروط أو قيود
قرأت عن بدر شاكر السياب و كتبت القليل عنه بشيءً من اللوعة.
عيناكِ
غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحر
أو شُرفتانِ راح ينأى عنهما القمر
عيناكِ حين تبسِمان تورِقُ الكُروم
وترقصُ الأضواء كالأقمارِ في نهر
يرجُّه المجداف وهناً ساعة السَّحر
كأنما تنبضُ في غوريهما النّجوم
أنشودةالمطر
“غلام ضاو نحيل كأنه قصبة، ركب رأسه المستدير كحبة الحنظل، على عنق دقيقة تميل إلى الطول، وعلى جانبي الرأس أذنان كبيرتان، وتحت الجبهة المستعرضة التي تنزل في تحدب متدرج أنف كبير يصرفك عن تأمله أو تأمل العينين الصغيرتين العاديتين على جانبيه فم واسع، تبرز "الضبة" العليا منه ومن فوقها الشفة بروزا يجعل انطباق الشفتين فوق صفي الأسنان كأنه عمل اقتسامي، وتنظر مرة أخرى إلى هذا الوجه "الحنطي" فتدرك أن هناك اضطرابا في التناسب بين الفك السفلي الذي يقف عند الذقن كأنه بقية علامة استفهام مبتورة، وبين الوجنتين الناتئتين وكأنهما بدايتان لعلامتي استفهام أخريين قد انزلقتا من موضعيهما الطبيعيين .”
إحسان عباس
أين جيكور؟
جيكور ديوان شعري
موعد بين ألواح نعشي وقبري
بدر السياب
مكان الولادة و مراتع الطفولة قرية جيكور التابعة لأبي الخضيب في محافظة البصرة و في سنة 1926م أنجبت (كريمة) رائد من رواد الشعر العربي الحر.
جيكور هي مصدر الإلهام التي ظَلَّت في ذهنه عالقة في جميع ملاحمه الشعرية فكانت هي والأم والحبيبة والشوق ،نسائمها تجري بين وجدانه لتُكَوِّن تلك العاطفة الجياشة فتمطر كالودق على قصائده.
فُجع بدر بوفاة والدته وهو في سن السادس من عمره مما أثر على حياته وكان ذلك انعكاس على حالته الشعرية ويقول في وفاتها وحزنه عليها:
أماه ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
لا باب فيه لكي أدق ولا نوافذ في الجدار !
كيف انطلقتِ على طريق لا يعود السائرون
من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار
وظل بدر حزين يبحث عن أمه التي غابت … متسائلاً عن ذالك..
“فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. لا بدَّ أن تعودْ وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ”
تابع بدر دراسته في سن مبكر في محافظة أبي الخضيب حتى أنهى مرحلة الثانوية في مدينة البصرة ما بين عامي 1938 و 1943م ثم انتقل بعدها إلى بغداد لإكمال مشواره التعليمي و التحق بدار المعلمين الذي أكمل فيها أول عامين في تخصص اللغة العربية و من ثم اختار تغيير التخصص إلى اللغة الإنجليزية لينهي مشواره التعليمي سنة 1948م.
بعد تخرج بدر من دار المعلمين أصبح مدرساً للغة الإنجليزية ومارس فيها التدريس حتى بداية سنة 1949م حيث تم اعتقاله ومنعه من التدريس لمدة عشر سنوات وبعد ذلك توجه إلى البصره ليقوم بأعمال مختلفة متنقلاً من واحدة للأخرى وفي هذه الأيام الصعبة ذاق الهم والفقر ولم ينشر شيئاً من أشعاره وفي سنة 1955م تحولت حياة بدر بارتباطه من إقبال شقيقة زوجة عمه التي منحته الاستقرار فأنجبت له غيلان وابنتيه آلاء وغيداء.
كان توجهه القومي الاشتراكي علامة بارزة في أدبه
سالم المعوش