ما بعد التخرّج : كيف تحدد مسارك المهني؟
قبل أسبوع، حضرت مؤتمر “Future Workforce KSA” والمهتم بجانب إدارة الموارد البشرية والتخطيط الاستراتيجي
كان الحضور والمحاور وحتى الجلسات مُلهمة جدًا، أدركت حجم الفجوة الكبيرة بين مُخرجات الجامعة، وبين الحياة العملية، وغياب المفهوم الحقيقي والاحترافي عن تخصص إدارة الموارد البشرية بمفهومه الدقيق، والذي هو جزء كبير من نجاح كل منظمة.
إذا تحدثنا عن تخصص “إدارة الموارد البشرية” يعني مفهوم أشمل وأدقّ من مجرد مهام روتينية، أو إدارة للموظفين وشؤونهم!
لكن السؤال الأصعب: كيف أحدد مساري الوظيفي أو اختار التفرّغ المتناسب مع اهتماماتي؟
الكثير من الاحتمالات، والخيارات التي تمكّن توجهاتنا، ولابدّ قبل هذه الخطوة، أن ندرك احتمالات كثيرة بناءً عليها:
نوع وحجم الشركة:
العمل في شركة ناشئة، مؤسسة صغير، تختلف بشكل جذري عن العمل في شركة لها سنوات كبيرة في السوق، موظفيها أكثر من ١٠٠
العمل في شركة ناشئة يمنحك مرونة كبيرة جدًا في تجربة تخصصات ومهام مختلفة، أداء عالي وشيّق، خبرات متعددة وضخمة في نفس الوقت!
بينما الشركت الكبيرة، تضعك في المكان المناسب لك أو لخبراتك أو مهاراتك وتخصصاتك، مهام روتينية متكررة، وخبرات أقلّ.
لذلك إدا كنت تحب التجديد المستمرّ، الخبرات بطريقة مختلفة، ابحث دائمًا عن الشركات الناشئة، حتى تعطيك الفرصة لتثبت ذذاتك!
كيف أعرف الأنسب لمهاراتي وشخصيتي؟
قبل كلّ شيء، لابد نؤمن أن الأمور تحتاج وقت طويل جدًا جدًا لتتضح، أحيانًا ما نعرف رغبتنا أو ميولنا إلا بعد سنوات من الخبرات العمليّة، ندرك بعدها أن هذا التخصص أو المنصب الأنسب.
السنوات العملية الأولى غالبًا ١-٣ سنوات هي اللي تحدد لنا رغباتنا، توضّح طريقنا والأنسب لنا.. العمل في شركة ناشئة يعني تعلّم أسرع، استفادة أكبر، ووضوح أكبر للمهام والمناصب..
كيف أعرف التخصصات، وطبيعة المهام؟
البحث والقراءة:
مؤمنة دائمًا أن كل الأمور تتجه للوضوح في حال أعطيناها فرصة لذلك!
أحبّ دائمًا أثري اهتماماتي بقراءة المقالات، أو حتى جديد الصحف المهتمة بهذي التخصصات، كل مكان لابدّ أن يكون إضافة لي.
لا يوجد مراجع معيّنة، العالم أصبح يتجه للإثراء بلا مُقابل، وذا ما يزيد حماسي للتعلم أكثر وبشكل دائم!
الشبكات المهنية:
الكثير لا يدرك أهمية لينكدإن مهنيًا، الأجمل أنها منصة مهنية فقط، تعطيك مساحة كبيرة جدًا جدًا لبناء شبكة علاقات بشكل احترافي، تتعرف على جديد الأخبار، المؤتمرات، الأنشطة المحلية والعالمية، البعض يمارس نشاطاته المهنية وآخر أخباره من خلالها؛ ولذلك هي جزء كبير من طريقة معرفة ماهو التخصص؟
تابع المتخصصين:
المعلومات صارت متاحة بشكل كامل دون مُقابل! المهتمّين والمتخصصين أصبحوا يقدّمون المعلومة والنصيحة بلا مُقابل أيضًا.ولذلك دائمًا أرى فاعلية متابعة الحسابات المهتمة، المُبادرات المتخصصة، الكُتّاب والمهتمين والممارسين للمجال، كل يوم هو فرصة للتعلّم بشكل أكبر.
تابع جديد المؤتمرات والورش المُتخصصة:
قبل أسبوع تقريبًا مؤتمر “Future Workforce KSA” واندهشت من كمية المعلومات والمتغيرات في هذا التخصص.
التحقيقة أكبر من مجرد إدارة للموظفين وتدريبهم في مقرّ أو خارج مقرّ الشركة
لذلك بيانات الموظفين وانطباعاتهم وبناء تجارب عملية وصناعة رضى الموظف في كافة العمليات والقرارات، أمر أشبه بالدهشة التي كانت بين
الحضور!
أنصح دائمًا بحضور الورش والدّورات، الحصول على أكبر قدر من المعرفة، اكتساب الخبرات، حتى لو كانت بمستوى أكبر، أو لغة مختلفة، تعلّم أن تكبر وتتطور بشكل مختلف وممتع!
لذلك أدركت أن المعرفة والإدراك تتطلب الكثير من الجهد للوصول إلى وضوح للرغبة.
ماذا يشمل تخصص “إدارة الموارد البشرية”؟
سابقًا كان التخصص ينحصر على أمور محددة، على سبيل المثال إدارة الموظفين وشؤونهم، رواتبهم، مستحقاتهم وما إلى ذلك.
الأمر تغيّر بشكل جذري، مثلًا، يوجد تخصصات متعددة تندرج تحته: إدارة التغيير، إدارة الرواتب، إدارة التدريب، إدارة التطوير، إدارة الاندماج، وغيرها الكثير.
كل هذه التخصصات تصنع رحلة مختلفة للموظّف، ولابدّ للموظف أن يمرّ على كل تلك الأقسام وأن يحظى منها بشيء!
فملًا، في إدارة الاندماج، تسعى الإدارة لتحسين تجربة الموظف من يومه الأول، ودمجه مع بقية العاملين بطريقة مرنة واحترافية وبأقلّ تكلفة، تعريفه بالعمل، الدليل الإرشادي، فترة التجربة، الأسبوع الأول للموظف وانطباعه.
أما إدارة التغيير، فتسعى الإدارة للموازنة وصناعة المرونة وتحسين الأداء بين المتغيرات السياسية والاقتصادية وبين المنظمة داخليًا وخارجيًا.
مثلًا لو تحدثنا عن إدارة التواصل الداخلي، فالأمر أكثر متعة ودهشة!
بناء وتحسين تجربة قنوات التواصل الداخلي، تحليل الموظفين ومتطلباتهم ورغباتهم، تحليل احتياجاتهم الروتينية، والموازنة بين رغبات الموظفين واحتياجاتهم وإمكانية الشركة.
أمور كثيرة تقف خلف كلّ رغبة، وخلف مهارات الفرد، بعض المهام تتطلب الإبداع أكثر، وبعض المهام تتظلب التنفيذ بشكل أكبر،
لكن المهم هو الاطلاع والبحث عن كل تخصص، طبيعة مهامه، دوره وتأثيره في الشركة… أمور كثيرة تحدد إمكانية أن نكون في هذا المكان!