قدّم نفسك مهنيًا، بطريقة إبداعية!
تُبدع الشركات الناشئة في استقطاب الموارد البشرية لديها، ونرى أن أساليب عرض الشواغر الوظيفية تفوّقت، حتى أصبحت تنافس القطاعات الكبرى، فلم تعد الحاجة الأكبر للمؤهل الأكاديمي، أو حتى الخبرات الكبيرة.. أو حتى المعدل الدراسي الذي أصبح هاجس لدى الكثير!
أصبحت طرق الاستقطاب تعتمد غالبًا على التواجد في منصات التواصل الاجتماعي، اهتماماتك وتوجّهاتك، ماذا تحب أن تعمل؟ وكيف تعمل؟ وكيف سيؤثر شغفك على المنظمة ومجالها؟
حتى أننا نلاحظ حاليًا أن الشركات بدأت تتوجه للعمل الحرّ “لا يهم كم ساعة ستقضيها، المهم كيف ستنجز؟” وأيضًا العمل عن بُعد! لأن المهم الإنتاجية والأداء والاحترافية.. لك حرّيتك التامّة، الجوّ الذي تحبّ للإنجاز.
السؤال المهمّ الآن: كيف تقدّم نفسك مهنيًا بطريقة مدهشة تضمن بها الوظيفة؟
تُعلن إحدى الشركات عن شاغر وظيفي -مثلًا- في مجال التسويق وصناعة المحتوى، وتتفاجأ بكميات هائلة من المتقدمين، دون أي وضوح للخبرات والاهتمامات.
رغم أن المجال مفتوح لجميع المؤهلات والخبرات.. المهم أن تصنع محتوى مدهش!
الكثير من الفرص المُتاحة أمامك، والشواغر التي تفتح لك مجالات ضخمة لتُبدع وتكتسب خبرات متعددة، لكن الخطوة الأولى: كيف تقدم نفسك، وسيرتك الذاتية بطريقة إبداعية؟
حاول إظهار شغفك في المجال، اهتماماتك.. كيف تقنع صاحب العمل بأن هذا المجال هو ما تستطيع أن تحدث فيه التغيير؟ ما أقصده عند تقديم السيرة الذاتية عبر البريد.
أبرِز خبراتك في سيرتك الذاتية، صنعت محتوى مدهش أو أسهمت به؟ ليكون نقطة تقوّيك وتحويها سيرتك.
أحيانًا -ومن الطرق الدكية- أن تبحث عن حسابات مهمّة لكنها غير نشطة أو متفاعلة، وتقوم بالتواصل معهم وعرض أبرز اهتماماتك وكيف تستطيع المساهمة في صنع حلول إبداعية لتقوية حسابهم.. أحيانًا قد يكونون في مرحلة البحث عن متخصص، لكن حماسك يكون نقطة التوقف والاختيار بالنسبة لهم!
احرص أن يكون البريد الإلكتروني بمسمى رسمي لك، واضح جدًا ،يظهر انطباع رسمي عنك واحترافي.
من الانطباعات السيئة لدى الجهات، أن تستقبل سيرة ذاتية بصورة مُرفقة عبر البريد بتصوير (Scan) عبر الجوال، دون أية وضوح للمعلومات!
اجعل مسمى ملف السيرة الذاتية يتحث عنك، مثلًا اسمك الشخصي/تخصصك.
قدم نفسك في العنوان بطريقة جميلة، تخيل أن تستقبل الشركة سيرة ذاتية وعنوان البريد (؟؟؟؟؟)!
حاول أن تُبدع أكثر في المجال الذي ترغب أن تعمل به أثناء تقديمك للسيرة الذاتية، كأن تثبت لهم أنك الأفضل والأكثر جدارة.
احرص على إرفاق حساباتك المهمة في وسائل التواصل، مثلًا (لينكد إن)، بطبيعة الحال فإن الشركة يهمها أن تعرف أكثر عنك، مؤهلاتك، خبراتك، اهتماماتك وأنشطتك المهنية أو حتى التطوعية.
مثلًا في مجال التسويق وصناعة المحتوى، تحدث عن أبرز إنجازاتك، عن المحتوى الي قمت بصنعة، الحملات التي قمت إعدادها، كيف حققت بها نجاحًا، انطباعات الناس حول المحتوى/الحملة.
كيف حققت مبيعات للشركة، كيف ربحت نسبة أرباحها، عدد متابعيها، الصورة الذهنية لها، كل هذه العوامل تزيد ثقة مسؤول التوظيف أو أصحاب الشركة بك! تثق بأنك متمكن وقادر ومتحمّس جدًا!
أو في مجال التصميم الجرافيكي، قدّم سيرتك بتصميم انفوجرافيك متميّز، وتحدث عن أعمالك عملاؤك، كيف حوّلت المحتوى التقليدي إلى محتوى أكثر جاذبية، انطباعات الناس عن أعمالك في وسائل التواصل -وكلّما كان الناس ذوي خبرة ومراكز أعلى- كلما زاد قوة تأثيرك!
من الأمثلة، (مشاعل) عندما قدمت سيرتها لشركة (STC) بتصميم موشن جرافيك رائع يظهر اهتمامها في التسويق، رغم أن تخصصها في تقنية المعلومات! لكنها استثمرت رغبتها في التسويق، بتسويق سيرتها بطريقة جميلة!
والنتيجة أن جميع الشركات بكافة مناطق المملكة أصبحت تتنافس لتكون مشاعل أحد موظفيها. فقط لأنها أبدعت!
في عصر التجارة الإلكترونية والحلول التقنية المتقدمة، والتنافس الكبير بين التطبيقات الخدميّة/المُنتجة، زادت الحاجة لشُركاء تكون مهتم مثلًا في التسويق وصناعة المحتوى الإبداعي للتطبيق، أو في التصميم الجرافيكي…
فلجأت بعض الشركات أن تستقطب شركاء لها لشغل هذه المهام، بطريقة حرّة غير مقيّدة بساعات عمل أو شروط أخرى، المهم أن تُنجز وتحقق الهدف المطلوب!
الصّمت في العصر الرقمي لن يجلب لك ما تتمنى وتطمح إليه -إلا نادرًا-.
فلذلك احرص على أن تكون الشريك/الموظّف المطلوب وعزز حساباتك وطرق تقديمك، وانطلق بكامل ضعفك وإبداعك، لتثبت ذاتك!
المجال أمامك، والفرص تزداد.. النقطة الفاصلة هي أنت.