ودك تتعلم
كيف تستثمر؟
أفضل معلم هو الطبيعة، ليس فالاستثمار فقط، بل في كل ما ينتجه البشر من اختراعات وأساليب للحياة، جميعها مستقاه من الطبيعة من حولنا.
خيال الإنسان محدود بواقعه ⇢ هذه الجملة تحتاج شرح ونقاش، سأترك لك البحث عن هل الإنسان يستطيع تخيّل أشياء جديدة كلياً عن واقعه؟ انتبه لواقعك! 404 Error
لهذا ستكون التدوينة عن الزراعة والبستنة وتقاطعاتها مع الاستثمار.
وفي نهاية التدوينة سأضيف تحديثات مستمرة على مشروع صغير بدأت فيه لزراعة حديقة المنزل.
كما يقول المَثَل اليوناني:
A society grows great when old men plant trees whose shade they know they shall never sit in
وترجمته تقول أن المجتمع ينمو ويزدهر، عندما يزرع كبار السنّ أشجار يعلمون أنهم لن يستفيدو من ظلها!
وهنا دلالة على أهمية بُعْد النظر وتقليل أهمية انتظار النتائج اللحظية، فكلنا يعرف النمو المركب/الأسيّ للأشياء في الطبيعة ومن ضمنها الاستثمار (تدوينة عن القوة المركبة، وهي أهم فكرة بالاستثمار على الإطلاق). ولكن النمو المركب يحتاج إلى الوقت، وهو أهم الموارد (طبعاً، الوقت هو فكرة اخترعها الإنسان عشان يرتب أموره يعني، للاجتماعات وكذا!!
أمزح 😂😂 ، لكن ترى فعلاً ما فيه شيء حقيقي اسمه وقت Time، لكنها فكرة مهمة، تقدر تقرأ عن الانتروبيا Entropy عشان تتصور جزء من الوضع الي حنا فيه، وش ذا الورطة!
نرجع للموضوع، يلا نتعلم كيف نستثمر باستخدام الزراعة والبستنة كمثال
فكّر معي في القمح كمثال، لنفترض أن القمح هو عبارة عن أحد الأدوات الاستثمارية المتوفرة لديك. استثمرت في شراء حبة قمح واحدة.
الآن ماذا ستحتاج لإنجاح هذا الاستثمار؟
كأي استثمار، تحتاج لعدة عناصر في الزراعة لنجاح الموسم الزراعي، وهو عبارة عن دورة حياة الاستثمار (تعرف دورة حياة المستثمر؟).
أولاً > الأصول:
باختصار تتطلب الزراعة أصول معينة لتتم عملية الزراعة بشكلها المعروف:
١. الأصول المكانية (مساحة معينة)
فلا يمكن أن تنمو النباتات في اللامكان
٢. الأصول الحيوية (بذور، تربة، سماد، مياه، ضوء…)
الماء سرّ الحياة، وبذرة القمح لكي تنمو ستحتاج لبعض الأصول الحيوية لتساعدها على النمو
٣. الأصول التشغيلية (عِدد وأدوات، أشخاص، آلآت…)
لصيانة النظام الزراعي وحصاد الانتاج
ما علاقة هذا بالاستثمار؟
عندما تستثمر فأنت تضع مدخراتك (التي هي عبارة عن ما حولته من جهد وفكر خلال وقت ما إلى أموال)، في استثمارات معينة. كل استثمار معين لديه أصول يقوم عليها لينتج ما ينتج. وهنا تتضح أهمية معرفة الكم والكيف وجودة هذه الأصول التي ستستثمر فيها.
ثانياً > الاستراتيجيات:
لا بد من وجود بعض الاستراتيجيات لتجنب بعض الأخطاء. ولاستخدام استراتيجية معينة، يجب فهم الاستثمار محل النظر.
فالقمح ذو الجودة الصالحة للزراعة مثلاً له نسبة إنبات 85% ، هذا يعني أن هنالك احتمالية 15% أن لا تنبت عشبة القمح. لهذا يجب أن تقلل من هذه المخاطر بزيادة أعداد البذور إذا أردت أن تنبت لديك عشبة واحدة على الأقل.
أيضاً، من المهم تنويع المزروعات في حالة نشوء أي مرض قد يؤدي لموت محصول القمح، أو هجوم جراد يأكل القمح. لهذا يجب البحث عن محاصيل تتحمل أنواع الآفات المتوقعة في المنطقة، أو التأمين على مزروعاتك باستخدام بعض المبيدات. مع ملاحظة أنه يوجد أدوات استثمارية مالية (عالمياً) لتأمين إنتاج مزرعتك من حيث فرق السعر السوقي عند الحصاد أو فقدان المحصول وغيرها.
ما علاقة هذا بالاستثمار؟
عندما تستثمر فأنت توزع مخاطرك الاستثمارية بامتلاكك لأكثر من أصل لنفس النوع من الأصول لتخفيض مخاطر هذا النوع من الأصول، وتوزع الاستثمارات بين مختلف القطاعات والأسواق. ويمكنك التأمين على استثماراتك باستخدام بعض أنواع العقود التي تخفف من خسائرك في حالة اختلفت توقعاتك عن أداء استثماراتك.
ثالثاً > الإدارة:
بالتأكيد ستحتاج لإدارة البستان أو المزرعة للخروج بأعلى مستويات للإثمار. من الإدارة الجيدة للمزرعة الحرث والتقليم والتسميد وإزالة التالف والري المنتظم وتدوير المحاصيل وغيرها. هذا يعني أنك ستحتاج لبعض الأنظمة التي ستساعدك لإدارة الانتاج مثل السجلات وأنظمة الري وتوزيع المسؤوليات والمهام الدورية… إلخ.
ما علاقة هذا بالاستثمار؟
إدارة الاستثمار لا تختلف كثيراً عن إدارة إنتاج بستان، ففيها يتم قياس أداء الاستثمارات وعوائدها وتدوير الاستثمارات وتعديلها بشكل دوري لصيانة المحفظة حسب العوائد والمخاطر المتوقعة.
رابعاً > التعلّم (do your homework):
للنجاح في أي شيء، يتطلب منك تعلّم المهارات ومعرفة تاريخ الشيء والتعلّم ممن سبقوك في المجال. أيضاً معرفة معلومات وحقائق عن المنتج التي تريد أن تزرعه وكيف تعتني به. هذا سيؤدي إلى تجنبك كثير من الأخطاء التي قد تقع فيها رغم أنه من السهل تجنبها.
ما علاقة هذا بالاستثمار؟
الاستثمار في مجال معين يتطلب منك القراءة عن المجال ومعرفة أحدث التقنيات في هذا المجال لتعرف أي الشركات لديها بوادر ومقومات النجاح.
أيضاً، القراءة والاطلاع على اقتصادات الدول لمعرفة طبيعة الأسواق ومخاطرها وهل تمثل منطقة جذب استثمارية بالنسبة لك.
مشروع زراعي
للخضروات بالمنزل
(تحديث مستمر)
لأن أفضل طرق التعلم هي التجربة، بدأت مشروع صغير في المنزل، بتحويل الحديقة (سابقاً) إلى مزرعة صغيرة للخضروات. بدأت ببعض الخضروات الشتوية.
هذا شكل المكان قبل البدء (مافيه إلا صبّارة صابرة وحيدة، في هذه الحديقة الصحراوية 🙃🙃🙃🙃)
وش سبب موت الحديقة؟
آفآت من الفئران وغيرها خربت مواصير الريّ، هذا يعني أنهم مخاطر متوقعة مستقبلاً للعودة على الخضروات. الحلّ المخطط له يكمن في الإناء الأصفر!
طبعاً الحديقة فيها نظام ريّ منتظم (RainBird) باستخدام عدة صمامات، كان لازم أتأكد من سلامتها من العبث وأيضاً أفهم طريقة عملها (طبعاً صديقي كان الكُرَيّك shovel و عربة نقل المواد):
هذا خلال مرحلة العمل على إزاحة التربة عن المواصير، وبعدها البدء بتقليب وخلط التربة، لأني اكتشفت أن التربة كانت غير متجانسة (في أماكن كان الرمل أكثر من الطين، وفي أماكن أخرى كان الطين أكثر من الرمل)
هنا شكل المزرعة المصغرة بعد الانتهاء من تسميدها ووضع اللمسات النهائية (باقي أحتاج أضيف بعض البحص لرفع منطقة الصمامات). مساحة المنطقة الترابية تقريباً ٦ م٢ (١.٥ متر في ٤ متر).
إذا تفكّر تبدأ بالزراعة، ممكن تشتري بعض المراكن الصغيرة وتزرع فيها بذور لخضروات أو زهور (تأكد من وقت زراعتها وهل هي خارجية أم داخلية). باقي تقريباً شهر في موسم زراعة البذور في الخارج (وقد يمتد إذا لم تشتدّ موجة البردّ)
بعدما انتهيت من وضع اللمسات النهائية، اكتشفت إن فيه مزارع صغير مندسّ بداخلي 😎😎، قد يتطور المشروع!