سحر الموسيقى
بداية اطلب منك ايها القارئ حين تشرعُ في قراءة هذه التدوينة المتواضعة، ارجوا ان تسمع اكثر اغنية تحبها وتعني لك بشكل خاص، وهذا رجاء مني شخصيًا، وعن نفسي الان اكتب وانا ابتسم لأغنية”بيني وبينك يا هالليل”لمي نصر، قم بذلك هيا، احب ان الاحظ اذواق البشر في الموسيقى واحلل شخصياتهم حسب ذائقتهم الموسيقية، في كل صباح سائقنا الخاص عند ايصالنا يسمع اغنية و اصابعه تتراقص معها ويدندن على موسيقى غريبة بلغته، لا افهمها لكن من الواضح انه تروق له الى درجة ان يبتسم ويرفع الصوت مرات عديدة في حماس منه! اصبحت اركز فيها حتى ارى ما يحبه فيها فلم ارى ما يميزها او ما يولد كل هذه الابتسامات و الحماس لديه، في يوم سألته، فقال انها اول اغنية سمعها مع زوجته-حبيبته-في نادي للرياضة، فقال انه يشعر بالحماس كلما سمعها لانها تذكره بها، وهي تفعل نفس الشيء، فتعجبت، كيف للموسيقى تأثيرًا واضحًا في حياتنا؟كيف لأغنية واحدة ان ترتبط بشخص فنبتسم عند تشغيلها او العكس..ومن هذا التساؤل خطر ببالي ان اكتب هذه التغريدة، واتأمل تأثير الموسيقى في حياة كل شخص حولي، فبدأت من والدي إذ انه يحب الشعر اكثر من الموسيقى فالشعر لديه يعمل بنفس مفعول الموسيقى لدينا، يجعله يبتسم، يدندن، ترقص اصابعه، ويكاد لسانه لا يتوقف عن قول”الله الله”وعندما يعجبه بيت شعري يسمعه في السيارة يوقفها جانبًا، غير مهتم بموعد الوصول الى عمله، او المكان الذي يذهب اليه، يوقف السيارة ويعيد المقطع مكررًا معه بإبتسامة من لؤلؤ، فأصلي بداخلي ان تدوم هذه الابتسامة، ان لا تنتهي ابدًا، وادعوا للشعراء والشعر ودوام دهشتهم على قلب والدي، اما امي فما ادراك ما تفعل الموسيقى بها، بل قل مالا نستطيع ان نفعله نحن، تفعله الموسيقى، عندما اعود في الظهيرة من دوامي المدرسي، واغلق الباب، اسمع صوت صدى لأغنية”اهواك”فأعرف ان امي تُعد الغداء على صوت عبدالحليم، فأدندن معه الى ان اصل الى الدور الثاني”وبتمنى لو انساااااك”فأدخل المطبخ واراها تتحرك حسب الاغنية، تتمايل تارة وتارة ترفع الشيء الخشبي الذي تحمله بيدها لتحرك به الطعام ليصبح”مايك”للغناء، فأقول ان صوت حليم يليق بشخصيتها وبها، فهي مثله، حنونة هادئة مبتسمة مسالمة، تستشعر الكلمات وتعقد حاجبيها مثل حليم، وتكتب المذكرات بشكل يومي، لنا، لتصلنا هذه الرسائل في المستقبل، مثل حليم تحب التدوين والمذكرات، ربما في حياة ثانية كان من المناسب ان تكون ابنته او احد حفيداته مثلاً! اما عن اختي فتسمع دومًا ام كلثوم، دومًا بشكل غريب، لم اسمعها من قبل تغني وراء اي مغني او مغنية غير ام كلثوم، وتحفظ كل اغانيها ونبراتها غيبًا، حتى اني بتُ اعرف متى تكون حزينة، فعندما تحزن تغني مع ام كلثوم”كان صرحًا من خيال فهوى”وعندما تكون مليئة بنشوة الفرحة تردد معها بأعلى صوت يخطر ببالك الان عزيزي القارئ”و اذوووب في الحب صبح وليييييل”، وكم اراها تنعجب من حركات يد ام كلثوم، وملامحها، وكل شيء بها، ولدي معتقد خاص، ان كل محبين ام كلثوم يحملون بعضًا من القسوة و الشدة امام الحب، يعرفون كيف يتصرفون معه، ممسكين زمام الامور، اشعر ان لديهم سلطة ومسيطرين، هل ام كلثوم اثرت بهم في كل هذا؟لما لا؟.. ولدي صديق يعشق محمد عبده، اقصد انه يعشقه بالمعنى الحرفي، الى حد لو ان العبادة حلال لعبده، ياه..كم كرهت هذا المغني لكثرة محبينه المنتشرين تحت كل تغريدة وفي كل مكان يصرخون ان مغنيهم هو الافضل ويقمعون من حولهم، اما هو فكان في عالمه الخاص تمامًا، لا يحاول اقناع احدًا ان يحب صوته، ولا يكون تحت كل تغريدة ويقول محمد عبده هو الافضل، ولا يمقع احدًا، كان فقط يدندن”اذا بعدك قدر هذا نصيبي واذا حظي قدر يا طيب فالي”كنت اقول له ان الكلمات تعجبني، لكن الصوت لم اسمعه بعد، توقعت ان يقنعني لأستمع لمغنيه المفضل، لكنه قال كلمة واحدة”ماعليه”واكمل يردد في طرب اغنيته المفضلة”حبيب الحب”ارى ان ذوقه رفيع، في كل شيء، في الملابس، في كلامه رقي و ادب، حتى نبرة صوته اشعر انها مهذبة، فهل كل من أحب محمد عبده هذبه بصوته الشجي؟..لدي صديقة اخرى تحب طلال مداح، حب طبيعي وليس عبادة كصاحبنا الذي ذكرناه للتو، لم ارها قط تسمع لطلال ولا تغمض عينيها، دومًا تغمضها، كمن يريد ان يسافر عبر اغلاق عينيه، دون ان يقاطعها احد او يزعجه احد، تبتسم وهي مغمضة و تتمايل قليلاً، ثم حين تنتهي تقول”آآآآه”وتعيدها مرارًا وهي تضغط على جرحها، لان كلمات طلال لطالما خدشت جروحها الملتئمة، فكان يصيغ كل ما بداخلها، دون ان تعرفه او يعرفها، كل الذين قابلتهم ويحبون طلال يشتركون في صفة واحدة، الطيبة الساذجة، وكثرة التبسم، لا ادري اهذه تأثير ضحكة طلال الصافية؟ام انها مجرد صدف؟..اشعر انني لن اتوقف عن السرد، فحياتي مشبعة بأصدقاء و اغنيات عديدة ولا يمكن ان اكتبها جميعها حتى ان التدوينة طالت اكثر من المعتاد، ولم اتكلم عن فناني المفضل ووقعه على قلبي، اذ انني لا احب ان اتكلم عنه، احب ان يبقى مجهولاً، بالرغم من ان حسابي بالساوندكلاود مشبع بأغانيه، المهم هنا تنتهي قصة تأثير الموسيقى بمن حولي، حان دورك، قل لي انت، من فنانك المفضل؟كيف تُأثر الموسيقى في حياتك؟الى اين تأخذك؟جميعنا نشعر بالفضول..-لا مانع ان ارفقتم احدى اغانيكم المفضلة مع الاجوبة عن هذه التساؤلات تحت هذه التغريدة، بل احب ان ترفقوها وسأسمعها واقرأ بكل ود وحبّ-