لماذا لا توحّدنا وحدتنا؟

لماذا كل هذه الوحدة فينا؟لماذا لا توحدنا وحدتنا؟او هشاشتنا مثلما قال درويش..ما الفائدة من كل هذا؟لماذا الوحدة شعور فطري الى هذه الدرجة؟لماذا اشعر دومًا انني خالية مثل مقبرة من دون جثث، حتى بوجود شخص أحبه بجانبي يخالجني شعور الوحدة ويطفو على السطح، وكلما دفنته في اعماقي ازداد حجم الوحدة، هناك اسطورة قديمة تقول اننا كنا شخص واحد، وانقسمنا، وشعور الوحدة هذا بسبب الانقسام، عندما تجد نصفك الاخر الذي انقسمت عنه تلتحم الوحدة وتختفي، مثل قصة الصخرتان اللتان يقال أنهما كانتا صخرة واحدة، ويقال ان الانسان كائن اجتماعي بأصله، تخيل أن اصلك مزدحم بهم!ولكن لا احد يستطيع الوصول اليك..البعض يسمي الوحدة عزلة،والبعض يقول عنها خلوة..يطلقون عليها اسماء عديدة ومختلفة حتى يخففوا من وطأتها على أنفسهم، لكنهم في نهاية المطاف يجمعهم شعور واحد..ذلك الشعور الذي ينهش الروح ويقطعها الى قطع صغيرة..تؤلمني فكرة اننا دومًا وحيدين وسط هذا الحشد من العالم، مثل سفينة وسط البحر تغرق بهدوء ولا احد حولها..هل الوحدة وحيدة؟من اين اتت فكرة الوحدة؟من الرقم صفر لانه لا شيء؟هل يمكن توحيد الوحدة أصلاً؟هل فقدنا ذواتنا لذلك نشعر بالوحدة دونها؟..ان تعرف انك وحيد شيء جيد، المفجع استيعاب انك وحيد، انت الذي كنت تظن ان ذلك الشعور الذي تعجز عن تسميته شيء عابر..ترى فجأة انه يسمى بالوحدة، استيعاب الوحدة مفجع اكثر من الوحدة ذاتها، هل تأتيك تلك المخاوف الخاصة بالوحدة، ان يظهر على مظهرك انك وحيد، ان يلاحظ الجميع كم انت وحيد ومتروك، او ربما مثلما قال سارتر:”فضيع كم تبدو عليك الوحدة”!هل هناك من يجد البهجة في الوحدة؟ان وجد فهو بالتأكيد “وحش بريّ او إله”..في ختام هذه التدوينة القصيرة أعيد تأيدي لعبارة”الكائن الانساني ليس الا شعورًا بالوحدة..وحيد يحيط به وحيدون”.

Join