كيف شعور النهاية؟

دائمًا عند انتهائي من كوب قهوتي أو روايتي، أو حتى علاقاتي، اتساءل كيف شعور النهايات؟هل جميعنا في نهاية شيء ما نشعر بنفس الاحاسيس؟أم أنا وحدي أشعر بفجوة وغربة و أكون مثقلة بكل ما يدور حولي؟في بعض الاحيان اتخيل النهاية مثل تلك اللقطات في كل فيلم، لقطة هادئة خاوية لا تسمع فيها الا ارتماء علبة بيبسي على الارض وصدى صوت وقوعها في الممر، كيف يستطيع الانسان الصمود امام شعور كهذا؟كيف لا ينتهي مع انتهاء النهاية؟كيف يستطيع البدء من جديد؟بداية جديدة من دون ان تصاحبه فوبيا النهاية؟أتعجب من حجم الطاقة التي يملكها الفرد منّا، تخيّل أنك كلما انتهيت من أمر ما، تُعيد صناعته من البداية، من الصفر.. أيُّ صبر هذا! دائمًا أتخيل أن النهاية كالموت، يطرق الباب ويخطف من تحبه من دون أن يسألك عن حالك، ومن غير ان يهتم اذا كنت مستعد للخوض في وحل النهايات، يكمل مهمته ويمضي، ضاربًا شعورك بالوحدة بعد ان اختطف من تشبثت به مطولاً في عرض الحائط، هل تشعرون بزفرة هواء صامتة تمر بجانبكم عند النهاية؟، كيف شعور الليلة الاولى بعد النهاية؟أترافقكم الكوابيس حاملةً مخاوفكم بعد الانتهاء؟أم تنامون بخفة لأنكم تخلصتم ووصلتم للنهاية؟ألا تأتيكم نوبات حنين مفزعة وبسببها تستيقظون من النوم مع مخلفات دموع مثلي؟هل من الضروري أن يكون شعور النهاية دائمًا سيء؟هناك نهايات مبهجة كإنتهاء الالم والمرض، اتخيلها دائمًا مثل جدة حنونة، حفيدها يعاني من السخونة فتأتي وتضع يدها فوق رأسه وتهلُ على مسامعه بالآيات والدعوات، محاصرته بدفء يديها وصوتها، ويستيقظ اليوم التالي متشافيًا وكأن حاله لم يمسسّه ضرر، هذا ما أشعر به إتجاه النهايات السعيدة، ولو اني عشتها بقلة عكس النهايات الخائبة المفزعة، بالمناسبة، حتى نهاية اليوم تفزعني، أشاهد الليل وكيف يبتلع كل شيء حوله بسواده، كيف تهدأ المدينة بمجرد حضوره، وكأنه وحش ضخم دخيل على أهالي المدينة فيختبئون في منازلهم خوفًا منه أن يسحقهم بأرجله الضخمة، هل تعدُ هذه الخيالات لمجرد كلمة النهاية مبالغة؟وتهويل وتضخيم؟وإعطاء الامور اكبر من حجمها؟الاكيد نعم، ولكن هذا ما يجول داخل رأسي اللعين كل ليلة، كل شيء حولي أحمل له افكار و هلع وخيالات تنبت في جوفي القلق والأرق، وهذه التدوينة جزء بسيط منها، حتى انه من الظلم أن أصنفها كجزء، وأنتم؟هل النهايات تتجول في عقولكم مثلي؟ أم انها بالنسبة لكم نهاية فقط؟

Join