لا زالت السخونة مصاحبتني، و بالأمس نمت وأنا اسأل نفسي إن كنت أحبّك حقًا، أم أنني أحبّك فقط لأنك تُبعدني عن ذاتي ومتاهات روحي و افكاري، ظننت انها هلوسات هذا المرض، لكني استيقظت ولساني يردد نفس السؤال، أتحبيه حقًا؟الحب في اصله وعاء ندس في داخله كل شيء، فهل دسست ذاتي الحقيقية في وعاءك؟ حتى بتُ لا املكُ طريق يقودني الى ذاتي دون الاستعانة بك، هل احبك لذاتك؟لِما انت عليه؟ام احبك لأنك تجعل قلبي اقل دنسًا، وثقلاً، كنت أحسبُ أن الإنسان يحب لأجل هذا، لأجل أن يتخفف، أن يصبح اقل تخبطًا و اكثر استقرارًا، لكن حبك لي يصقل ذاتي عني، اصبحت اثنتان منفصلة تمامًا عني، انا شخص معك، وشخص آخر معي، هل هذا هو الحب؟ان تُغير من امامك حد انه لا يستطيع ان يتعرف على نفسه من دونك؟هل انتبهت للنبرة المترددة و المرتابة التي انطق بها حين اتكلم معك؟هل لاحظت ان الحب كالموت؟غضبت بالامس حين سألتني”تحبيني؟”فقلت اني لا ادري، هل يجدر بي الكذب؟اشعر ان حبك صيّرني شخصًا جديدًا، ولادة جديدة، اشعر اني كنت في مصيدة.. هل سيكون لديّ الوقت -بافتراض أنني سأمتلك الشجاعة- لأنفصل عنك واسترجع ذاتي المدسوسة في وعاءك؟ أحيانًا، وأنا مستلقية، اغوص في أعماقي، فأرى أني امرأةٌ تهربُ من الحب، في أعماقي أعرف أن قلبك مدينة كبيرة تتسع لي، لكن أعرف ان لا رغبة لي في ان اكون من سكانها، دومًا كنت اتجاهل هذه الافكار، قد أفعلُ ما تتمنى مني لأنني كنت اظن اني أحبك، لكنّ هذا الحب اصبح يدمر روحي، هل الحب في قلبي دوام جزئي؟هل سيمضي الحب في سبيله لو انفصلت عنك؟ أخاف كل هذا الحب. أخاف من الهشاشة التي يُصيِّرني إليها، يبدو لي ان الفرار هو الانتصار الوحيد في الحب، ذلك اليوم، قررت انها النهاية، ولكني اكتئبت، كيفَ لي أن أكتب لك بالأحرف الكسيرة و حبرها وداعًا تستحقه؟ثم تجرأت وقلت”وداعًا”ودعت معك تلك الغصات الملازمة مع كل ابتسامة، قلت لي حينها اني مجنونة، وان وظيفة الحب ان يغيرك فلماذا تهربين؟قلت لي ان الكتب التي اقرأها تزيد جنوني، وان تعمقي الزائد و وعيي في الحب يغرقني، حينها فطنتُ لما تقوله..لم اكن احبك يومًا.. كنت تخدر ما بداخلي حتى استمر معك و اعود إليك حاجةً لك لا رغبة بالبقاء معك، بعد هذه الضربة، شعرت ولأوّل مرةٍ بأنني صرت قادرة على الرؤية بوضوح، انزاحت غشاوة ما عن عينيّ، ولم أعد غارقةً في بركة التحيّز العاطفي، واقول لكم يا اعزائي، ان الحبّ كلمة مبتذلة في اللغة من كثرة استخدامها.