حُلْم؟
كثيرًا ما يراود منامي موقفًا أكون فيه وسط زحام شديد بينما يقترب أحدهم عابرًا بسرعة كبيرة جدًا ويومئ لي بالابتعاد عن طريقه..
في تلك اللحظات أتنبّه أنه مجرد حلم وأنه لا يلزمني التحرك فعلًا، لكنّ إلحاح الشخص واقترابه أكثر يجعلني في النهاية أتحرك بشكل لاشعوري، ويفهم استجابتي تلك من جرب حلم السقوط من مرتفع أو ما شابه.
تشبه تلك الحالة المنامية العقل اللاواعي في حالاتِ اليقظة معظمِها، كيف أنه يستجيب للمؤثرات بشكل لاشعوري -كما نسحب أيدينا سريعًا عند ملامسة ما نظنه ساخنًا وإن لم يكن كذلك-، ثم ندرك بعد انتهاء الموقف أنه ما كان بتلك الصرامة فنضحك على مبالغتنا.. يحدث هذا أيضّا على مستوى العقل الواعي وتفاعله مع أحداث الحياة؛ نستسلم للمؤثرات بعقلية المضطر، نعي حقيقة الأمر بعد زواله، ونضحك على أنفسنا!
…
ماذا لو استطعنا أن ننظر للحياة كحلم؟ ذلك الحلم الذي عندما يكون جميلًا نصحو منه بابتسامةِ رضى، وإن كان كابوسًا نجونا منه باستيقاظنا ومضينا باستعاذةٍ لا أكثر.
الانغماس الكلي في الحياة كأمر مصيري شديد الصرامة يضاعف حجمها الحقيقي مراتٍ ومرات، ويضاعف معها حجم مشاعرنا فتصبح مبالغة بشكل مؤذ، وحجم تصرفاتنا فنصبح أسرى حُلم يسمى "الحياة".
“ثم انقضت تلك السنون وأهلُها، فكأنها وكأنهم أحلام”
من جمال الحياة أن الله يبعث في طريقك ما يوقظك بين الحين والآخر.. أنت الذي ظننتَ لوقتٍ طويل أنك مستيقظ