بعض الناس يربطنا بهم خيط خفي؛ لا يشبهنا ظاهرهم لا فيما نحن عليه ولا فيما كنا عليه أو نريد أن نكون. لسنا محبين لهم أو معجبين بهم بما يعنيه الحب والإعجاب، غير أننا نميل لجوارهم في كل مرة.. تعنينا شؤونهم، ندافع عنهم، نفهم حماقاتهم، وننتشي لنجاحاتهم دون تفسيرٍ واضح لدوافع هذا كلِّه.
إننا مع كل خيط نتتبعه، يصل بنا طرفه إلى الشخص الآخر، ويتصل طرفه الآخر بعقدة مخبأة فينا، عروة، لا العقدة بمعناها النفسي.. ربما تكون فعلًا عقدة نفسية مشتركة لم تنحل، وقد تكون معنىً أو فكرةً جوهرية أو قيمةً أو عاطفة أو شعور..
ومع كل خيطٍ نتبعه، نكتشف فينا عروةً ظل وثاقها يشتد، ويشدنا نحوهم، ولم ننتبه..
كل أسرار قلوبنا غير قابلة للاندثار؛ كل ما في الأمر أنها تنطمس تحت سطح الوعي، وتتراكم في عقلنا الباطن لتظهر مرة أخرى في أشكال جديدة.. في زلة لسان أو نوبة غضب أو حلم غريب ذات ليلة..