ميلان .. والحاجة إلى بيولي
بعد فترة ليست بالقصيرة من تداول أنباء استبدال مدرب ميلان ستيفانو بيولي بنهاية الموسم الجاري، أصدر نادي ميلان بياناً يؤكد فيه تجديد العقد المبرم مع المدرب الإيطالي إلى نهاية موسم 2022/2021 مُنهياً كل التكهنات حول تعيين المدرب الألماني رالف رانجنيك كمدرب ومدير رياضي.
بالرغم من عديد التقارير التي أشارت إلى أنّ عدول ميلان عن تعيين المدرب الألماني نابع عن عدم رغبة النادي في سداد قيمة الشرط الجزائي للمدرب البالغة 7 مليون يورو، إلا أنّ قرار التجديد لستيفانو بيولي قد يكون الخطوة المناسبة – حالياً – لعدم عرقلة "مشروع ميلان" المستقبلي.
عاصر نادي ميلان تقلبات عديدة خلال العشر سنوات الماضية من عمليات بيع لملكية النادي، وتغيير مستمر للمدربين واللاعبين وحتى الإداريين أثرت بشكل كبير جداً على استقرار النادي وأدائه داخل الملعب. فمنذ رحيل المدرب كارلو انشيلوتي في 2009، انتقلت ملكية النادي في مناسبتين، وتعاقب على تدريب النادي في الدوري 10 مدربين في 11 موسم. خلال هذه المواسم، لم يكن هناك ما يستحق الإشادة من ناحية النتائج في الدوري باستثناء الموسمين الأوليين للمدرب ماسيميليانو اليجري. ولكن منذ إقالة اليجري في بداية 2014، وفي مقارنة بين مدربي ميلان ممّن أتموا عاماً كاملاً على الأقل في قيادة النادي في الدوري (38 مباراة)، كانت أفضل النتائج – نسبياً – تحت قيادة اللاعب السابق لميلان جينارو جاتوزو والذي حقق معدل للنقاط في الدوري (1.81 نقطة/مباراة) يفوق معدل النقاط لإجمالي المواسم التي تلت مغادرة انشيلوتي (1.74 نقطة/مباراة). وبالرغم من ذلك، تم استبعاد جاتوزو من تدريب النادي في نهاية الموسم الماضي في قرار لم يكن صائباً على الإطلاق!
حالياً، وفي ظل "الفورمة" الرائعة لميلان، يحتاج النادي 6 نقاط على الأقل من المباريات الثلاث المتبقية في الدوري ليعادل بيولي معدل النقاط المحققة من قبل جاتوزو في الدوري. بالإضافة الى ذلك، وحتى في حال صيام ميلان عن التهديف في المباريات الثلاث المتبقية، فالنادي تحت قيادة بيولي سيحقق أعلى معدل أهداف منذ إقالة اليجري. بكل تأكيد، بيولي لن يكون العامل المؤثر الوحيد في استقرار ميلان، ولكن علاقته مع اللاعبين – خصوصاً مَن مُستقبلهم مرتبط ببقائه كمدرب -، علاوة على قدرته في استخراج أفضل ما لديهم هي عوامل مهمة لميلان (حالياً)، ولا اعتقد بأن إدارة النادي ترغب في تكرار خطأ استبعاد جاتوزو والعودة إلى نقطة الصفر مرة أخرى.
ستيفانو بيولي – في نظري الشخصي - ليس بالمدرب المناسب لقيادة "مشروع ميلان" مستقبلاً، ولكنه حتماً الرجل المناسب في الوقت الحالي لخلق الاستقرار الفني الذي يبحث عنه النادي.
22/07/2020