ايش راح يكتب عنّا؟
تجيني أحيانًا خيالات أننا بـ 2050 مثلا ..
ونتذكر 2020، كورونا، الحجر والماسك واللي صار..
ايش راح يكتب عنّا؟
هذا السؤال مثير.
من جهة، 2050 يبعد عنا ثلاثين سنة من الآن. بعيدة، صح. لكنها نفس الفترة التي تفصلنا عن حرب الخليج، مثلَا.
هذا أول مثال ظهر ببالي، باستثناء الأحداث الكبرى: تهديدات صدام بالكيماوي، استضافة السعوديين للشعب الكويتي، تغطية النوافذ بالأكياس والشطرطونات.
بدون التوثيق الفردي، بدون حكايا من عاصرها، يكاد يندثر التاريخ الإجتماعي.
أعني، على مستوى الأفراد:
- ما الذي كان يحدث؟
- كيف رأوا تصاعد الأحداث في البداية؟
- شعورهم الأيام الأول؟
- المبادرات الصغيرة على مستوى العوائل، مثلا، أو الأحياء؟
- وحكايا لا تليق إلا بقهوة عربية، شبة ضو، وسؤال: “يبه، وش كنت تسوي يوم دخل صدام الكويت؟”
عودة لكورونا.
على الأغلب، سيذكر الناس الأحداث الكبرى: حظر التجول، وقف الصلاة في المساجد، ، وقف الطيران، تعليق الدراسة. وربّما، الصيني الذي أكل الخفاش.
الأكيد أن التفاصيل الصغيرة سيتناسها الأغلب. كيف أنه تصاعد الأنباء بدأ في يناير، كأخبار صغيرة عن حالات إنفلونزا. بينما احتاج 3 أشهر ليأخذ ردة فعل أو صدىً محلي.
ستنسى المشاعر الأولى وقت إعلان حظر التجول. أو التوتر وقت محاولة رمي القمامة خلال وقت الحظر.
ستنسى فترة الضغط التي مر بها الكادر الصحي، والانهيارات التي مر بها الأشخاص في الصفوف الأمامية.
ربما تنسى ليالي الكيرم، كيكة البرتقال، ثم كيكة الليمون، ثم المعمول.
وستنسى بالتأكيد، المشاعر التي شكلت شخصيات الناس، أو التي ساهمت في اتخاذ القرارات على المعلومات المتوفرة، ليأتي من يرى الوباء بعد 30 سنة، ويقول ويشرب سبانيش لاتيه (أفترض هذا مشروب العجايز وقتها): “ياخي واضحة! وباء يعني صكوا كلش واعزلوا العالم مرة وحدة.”
ما الهدف من التدوينة؟
لا شيء.
أكتبها لأني لا أريد أن تضيع مثل هذه الذكريات، كما حدث مع حرب الخليج ، باستثناء محاولات بسيطة لتوثيق.
لأنه لدي فضول عن أحداث لا تهم أحد، ولم توجد الوسيلة لتوثيقها.
أكلمنا كم، 5 أشهر من كورونا في السعودية؟ ولا نزال نعيشه.
أخشى أن ننسى هذي الفترة، أو أن يقتصر ذكرها على “سنة الكورونا، يوم قفلوا الجوامع والمدارس.”
انتهى.