لماذا لم تنجح بدائل واتس اب؟

بداية 2021، ظهرت تقارير عن دمج فيسبوك لبيانات تطبيق واتس اب مع قاعدة مستخدميها التي تتجاوز ملياري مستخدم (25% من عدد الأحياء على الأرض).

لم يكن هذا التصرف الأول، فمنذ الاستحواذ واتس اب في 2014 بمبلغ فلكي وفيسبوك تحاول دمج هذه البيانات. الذي تغير هو ردة الفعل العنيفة تجاه هذه التغيير. اقرأ هنا وهنا وهنا وهنا… إلخ، وحتى أعلنت شركة سعودية عن تطوير بديل للتطبيق، مع دعوات لهجرة جماعية إلى Signal and Telegram.

السؤال هو: هل تغير شيء فعلا؟

فعليًّا، من 2016 وواتس اب يشارك بيانات المستخدمين (بدون طريقة للانسحاب من المشاركة) مع فيسبوك لأغراض تحليلة؛ كيف يستخدم التطبيق ومحاربة السبام + عرض إعلانات مناسبة واقتراح أفضل للأصدقاء على الفيسبوك.

ومن 2016، استطاع واتس اب مضاعفة قاعدة مستخدمي إلى ملياري مستخدم.

نظريًّا، ظهور تطبيق بديل لتطبيق مهيمن على قطاع كامل هي فكرة صعبة جدًّا، أو ع الأقل، بدون تدخلات تشريعية.

لعدة أسباب:

  • أولها: ظهر واتس اب في وقت كان اللاعبين المهمين في السوق (سوق الهواتف الذكية) هي شركات الاتصالات بخدمة الرسائل القصيرة، وبلاكبيري (التي كانت تترنح وتراوح مكانها، بين نكران لقدوم الآيفون من جهة، والانغلاق على ذاتها).

    قدم الواتس اب نفسه كبديل للرسائل القصيرة، واستطاع في فترة قصيرة اختراق السوق بخطى ثابتة. اقرأ عن تطور الواتس اب. خلال هذه الفترة نجح في بناء قاعدة مستخدمين، هم السبب في تربعه على القمة.

  • ثانيًا: الموثوقية. التواصل يعتمد على رقم الجوال.

  • الثالث: سهولة التطبيق؛ دائما يقارن الواتس اب بـ تليغرام، ويعاب على الأول ضعفه من ناحية المزايا أو تأخره في تبنيها.

        لكن من جهة أخرى، التطبيق سهل !!

            قدم نفسه كبديل للرسائل القصيرة، ولاحقًا كبديل للنشرات البريدية. ونجح تمامًا في هذا بأبسط صورة.

            وله دور فعال في تبني المستخدمين مزايا مثل: مشاركة الموقع والملفات، بدون العناء الذي كان يصحبها سابقًا.

            ولعل انتشاره الحالي وقاعدة المستخدمين، هي أهم ميزة يتمتع بها الآن.


    من جهة ثانية؛ التطبيقات الأخرى، Signal وتليغرام، تلعب على وتر ما "تظن" أن المستخدم يهتم به.

    الخصوصية، الأمان المزايا الإضافية، نقاط مهمة عند الحديث عن تطبيق. وتكون ذي علاقة أكثر عندما يكون النقاش عن اختيار أو المفاضلة بين تطبيق وآخر. فعليًّا ، المستخدم العادي، هو آخر من يهتم بمسائل مثل الخصوصية، أو بالأحرى "يهتم لكن ليس لدرجة تجعله يتصرف بشأنها." خصوصًا عندما يكون هناك مقابل لهذه الخصوصية.

    وكما يقال "early bird gets the worm." ظهور الواتس اب المبكر ، وتبنيه من المستخدم جعل من التطبيقات الأخرى في ماراثون طويل.

السبب الرئيس لانتشار الواتس اب هو: وجود كل من تعرفه أو تحتاجه على التطبيق. نفس الشيء تكرر مع الجيل الثالث من البلايستيشن واكس بوكس مثلا. كلا المنصتين تقدمان أداء مماثل (مع تفوق للاكس بوكس من ناحية المزايا)، لكن تجد السؤال عند اختيار أحدهم: "أخوياك وش يلعبون فيه؟"


أمر آخر، 99% من مجموعات الواتس اب، هي مجموعات عائلة/عمل/أصدقاء، المعرفة مباشرة وشخصية.

أقول هذا لأذكر أنه أحد اسباب قوة/انتشار تلغرام هو وجود مجموعات متخصصة لأشخاص لا تجمعهم معرفة شخصية - جزء منها لعدم اعتماده على رقم الجوال، ونوعا ما (حسب منظورك لهذا) جعل من تلغرام برنامج شبابي، أو لنقل أبعده عن الرسمية التي تحيط بالواتس اب.



للأمانة، بدأت هذه التدوينة ولا أعرف كيف اختمها. لكن، أفترض أن السؤال المتروك هو: هل يمكن أن يتغير شيء؟ لا أظن.


ما رأيك؟

Join