أنا وفتاة منغوليا

جواز ومقال 8


في عام ٢٠٠٩ كنت لاول مرة اخوض تجربة اكتشاف الانسان الاخر الذي لايشبه هويتي وانتمائي الثقافي، وكانت المصادفة انه لاول مرة ألتقي بفتاة من دولة منغوليا.


في البداية شككت بوجود دولة بهذا الاسم، كنت اعتقد ان المغول انتهى وجودهم واصبحوا ضمن كتب التاريخ او انهم اندمجوا في احدى الدول الشرق اسيوية، لكن تبين انهم موجودين ولهم دولتهم المستقلة والمستقرة لذلك نادرا ما يرد اسمهم في نشرات الاخبار التي لا تنقل لنا سوى الكوارث والمصائب!!.


وبالطبع كشأن اي عربي مأزوم يحمل التاريخ على ظهره ويظن ان كل الحياة تقاس فقط على هذا الماضي التعيس، سألت الفتاة المغولية ذو الخد الممتلىء الفاتن: ان كانت تعرف جانكيز خان!!. أجابت بالطبع أعرفه.


فجنكيز خان لا يزال بالنسبة لهم بطلا قوميا يحتفون به لدرجة انك تجد صورته على عملات منغوليا النقدية والمعروفة (توقروق). فهو الذي ساهم في اخراج المغول من عزلتهم والتمدد نحو اقاصي الارض. انه تماما كشخصياتنا التاريخية التي نحتفي ونتفاخر بها ونضيف عليها رونقا وهالة من العظمة تجعلنا نتقاضى عن كل مساوئها.


سألتني الفتاة المغولية ان كنت زعلان لان جنكيز غزانا !! في الحقيقة لم استطع ان اخفي مشاعري تجاه شخصية مزعجة حسب قراءتنا الخاصة للتاريخ. وهنا يعيد في ذهني تساؤلا كيف نقرأ الشخصيات التاريخية ؟ وكيف نتعاطى معها ؟. هل الصورة الذهنية عنهم هي بالفعل صورة واقعية ام مجرد ادلجة لمعلومات مغلوطة؟!. لماذا نعتبر فتوحاتنا مقدسة وفتوحات غيرنا عدوانا !! ولماذا الشعوب تعظم ابطال الحروب والغزوات والفتوحات اكثر من تعظيمها لابطال الفنون والاداب !!.



25/08/2019

Join