في حضرة ممتهنة المساج !!
جواز ومقال 9
عندما تزور احدى دول شرق اسيا من الملفت جدا أن ترى لافتات المساج. في هونج كونج استطيع أن أقول ان بين كل محل مساج ومساج محلين مساج. الأمر نفسه ينطبق على ماليزيا واندونيسيا وغيرها، بحيث تستطيع ان ترى الزبائن مستلقيين على كراسي أو على الأسرّة في المحلات و الاسواق العامة المفتوحة وهم يتلقون تدليكا من الرأس وحتى أخمص القدم.
فقد اعتادت شعوب شرق اسيا على وجه التحديد على ممارسة التدليك (المساج). البعض أرجعه إلى ما قبل الميلاد بدأ من الهند اذ كان يعتبر نوعا من العلاج الطبيعي وتخفيف الآلام فهو يعيد الجسم الى حالة التوازن مع البيئة، اذ كان يعتقد حسب فلسفة (الايورفيدا) أن المرض يحدث نتيجة خلل بين الأخلاط الاساسية الماء والهواء والنار. وان التدليك والتأمل تعيد التناغم بين العقل والجسد مع الروح من أجل تحسين الصحة العامة.
ومن الهند انتقل الى الصين الذين اضافوا عليه نمطهم الخاص. وتعاملوا معه بحرفية وفن مع دمجه باليوغا الروحية عند البوذيين. وحتى الاثار المكتشفة اثبتت ان الفراعنة عرفوا التدليك واستخدموه كعلاج. وعلى هذا فان التدليك ارتبط ارتباطا وثيقا بالصحة الجسدية والنفسية اذ يعيد تنشيط الدورة الدموية والعضلات ويحارب الاكتئاب والأرق، ولربما لهذا السبب يرتدي أغلب المدلكون قمصانا بيضاء تشبه ما يرتديه الأطباء.
وفي العقود الأخيرة أصبح المساج جزء من الرفاهية وتدليل الجسد من ضغوط العمل والحياة او جهد الرياضة والسفر، و صار ملازما للفنادق خاصة فئة الخمس نجوم التي أضافت له رونقا خاصا بعد دمجه مع الحمامات التركية والمغربية وغرف السونا. وأصبح للمساج تقنيات مختلفة باستخدام الاعشاب او الاحجار الساخنة او الزيوت الطبيعية، وحتى طين البراكين وهي أغرب أنواع المساج التي رأيتها في نيوزلندا، ففي مدينة رتروا التي تقبع تحت حمم بركانية بحيث انك تستطيع شم غازات ثاني اكسيد الكبريت، يتم استخدام الطين الكبريتي في التدليلك كونه غني بالمعادن المفيدة للجسد.
الممارس لفن التدليك يجني في امريكا سنويا ما يتجاوز ٤٠ ألف دولار، فهو عمل كأي عمل له حقوق وواجبات، وقد كان البعض من الطلبة الصينيين يجني ماله الخاص بالعمل الجزئي في احدى محلات المساج لدفع تكاليف دراستهم ومعيشتهم، وكانت احداهن ممن عملن في احدى مدن الخليج المزدهرة حين سألتها عن العمل هناك، قالت بنبرة حزن: كنا نعمل كالكلاب دون اجازات أو تقنين لساعات العمل. وهي المشكلة الكبرى التي يعاني منها أي أجنبي عامل في دول الخليج!.
28/08/2019
أصبح المساج جزء من الرفاهية وتدليل الجسد من ضغوط العمل والحياة او جهد الرياضة والسفر