كيف تفهم الفن؟
مقال مترجم لـ د.لورا جين فولاي
لأخبرك سرًّا: لا توجد إجابة خاطئة عند الحديث عن الفن.
أنا شغوفة كمورخة بإيصال حبي للفن إلى جمهور أوسع، -ولهذا بدأت مدونة صوتية بعنوان: الأعمال الفنية المفضلة لدي-. أستضيف كل أسبوع شخصية معروفة لتشارك عمل فنّي له معنى خاص بالنسبة لها، إنها معنية بالقصص الشخصية حول الأعمال الفنية، والقوّة العاطفية للفن، أود جعل الفن محور لأحاديثنا، وأود غرس الثقة في مشاهدين الأعمال الفنية.
يتساوى الكلّ أمام العمل الفنّي، ولا توجد إجابة خاطئة
يبدو الفن في بعض الأحيان صعبًا أو ليس في المتناول، لكن لا داعي للنفور، في جوهر كل اتصال بعمل فنّي يكمن السؤال: هل يعجبك أم لا؟
حتى مع كون العديد من المعارض والمتاحف مجانية في المملكة المتحدة، يعرض الكثير من الناس عن زيارتها خشية ألّا يفهموا الفنون المعروضة. هناك قلق من أن الزوّار الآخرين أكثر دراية، وأن الجميع هناك يفهم ما تعني الأعمال الفنية، لكن ذلك ببساطة غير صحيح.
يتساوى الكلّ أمام العمل الفنّي، ولا توجد إجابة خاطئة.
عند الحديث عن تحديات فهم الفن، أتذكر عادةً قصة (هانس كريستيان أندرسون): ثياب الملك الجديدة.
وعد ناسجان بحياكة بدلة سحرية وفاخرة للإمبراطور لا يراها إلا الأذكياء والناجحون، أما بالنسبة للبقية فالبدلة غير مرئية. حينما تبختر الملك أمام رعيته بملابسه الجديدة، امتدح الجميع الحلّة الجميلة، ولم يجرؤ أحد على قول أنه لا يرى شيئًا. احتاج الأمر لطفل ليقول الحقيقة: "لكنه لا يرتدي شيئًا البتة!" فاستوعب الحاضرون..
"استمع لصوت البرائة" هتفت الرعية.
والأمر ذاته قبالة العمل الفني، عليك محاولة أن تبدو بريئًا. قد يكون الفن المعاصر تحديدًا عصيًّا على الفهم والاستيعاب، إلا أن الاستمتاع بالعمل الفنّي إحساس غريزي، هل يعجبك أم لا؟ هل تجده ملفتًا للنظر أم لا؟ هل ترغب باكتشاف المزيد أم لا؟ الأمر بهذه البساطة فعلًا. إن لم يعجبك فهذا مقبول، لا يهم ما يقوله الآخرون أو يعتقدوه.
مؤرخ تاريخي محترم ومعروف يدعى (إرنست غومبريش) كتب حول شيء يسمى "حصّة الرائي"، لقد اعتقد غومبريش أن الناظر (يكمل) العمل الفنّي، أن جزء من معنى العمل الفني يستمد من الشخص الذي ينظر إليه. لذا كما ترى، لا توجد حقًّا إجابة خاطئة، حيث أنك (الرائي) من تكمّل العمل الفني.
لكن هناك ما يمكنك القيام به لتفهم وتستوعب الفنّ أكثر بقليل. عندما أنظر إلى عمل فني، أشرع بتحليل بصري.
أنظر للعناصر الأساسية أولًا: اللون، الملمس، الحجم.
أنت الناقد الوحيد المعتبر
تخيّل أننا نتأمل لوحة، أنا أنظر للون (ماهي الألوان المستخدمة؟ مشرقة أساسية؟ أم درجات لونية رقيقة؟ هل تستثير الألوان أي مشاعر جارفة؟ هل تذكرني بشيء آخر؟)، أنظر إلى ضربات الفرشاة (هل هي واضحة؟ كبيرة أم صغيرة؟ هل تبدو أنها افتعلت على عجل؟)، هل اللوحة كبيرة أم صغيرة؟ لماذا قد تكون رسمت؟ أنظر إلى ما تصوره إن كانت تصوّر شيئًا (ما هو؟ هل أعرفه؟ هل يذكرني بشيء -في التاريخ، في الحاضر، أو حتى في حياتي الشخصية)، بشكل عام: هل تذكرني اللوحة ككل بشيء؟ (رسام آخر ربما، أو مقطوعة موسيقية أو شعور أو عاطفة ما). هذا النوع من الأسئلة هو ما قد يسأله مؤرخ فني عندما يواجه عملاً فنيًا.
إن كنت تنظر إلى عمل فني في معرض، فاقرأ النص الموجود على الجدار بجانب العمل، إذا كان الطاقم موجودًا فاطرح أسئلة، اسأل مرافقينك ماذا يعتقدون، طرح الأسئلة هو المفتاح لفهم المزيد -وهذا ينطبق على كل شيء في الحياة لا الفنّ فحسب-. لكن قبل كل شيء، تحلّ بالثقة أمام العمل الفني، إن كنت تتأمل عملًا فنيًّا فأنت الرائي المعني وما تعتقده مهم، أنت الناقد الوحيد المعتبر.
لقراءة المقال الأصلي:
https://www.readersdigest.co.uk/culture/art-theatre/how-to-understand-art