المركز العالمي لرعاية النساء وقت الأزمات: خدمات الدعم والرعاية لضحايا العنف المنزلي والجنسي

"منذ ثلاث سنوات بدأت كمتطوعة في الخط الساخن، لقد كان الأمر مرعبًا في البداية إلا أنني شعرت أن هؤلاء النسوة بحاجة لمن يسمعهنّ ويصدّقهنّ، في محيط غالبًا ما يرميهنّ بالكذب، وهكذا شعرت أن التجربة مجدية وأنني أشكّل فرقًا، فواصلت المشوار، وأنا الآن أقدم مساعدات على المدى البعيد، الأمر يستحق العناء فعلًا، لقد ساعدنا بأمور كثيرة مثل مساعدة نساء على إدخال أبنائهن للمدارس وغيرها".

هكذا تتحدث إحدى المتطوعات في " المركز العالمي لرعاية النساء وقت الأزمات"، عن تجربتها في التطوع للمركز.

مركز غير ربحي يقدم خدمات على مدار الساعة

ماهو المركز تحديدًا؟ وكيف بدأ؟

هو مركز غير ربحي يهدف لمساعدة ضحايا العنف المنزلي والجنسي من النساء على مدار الساعة عن طريق الخطوط الساخنة باللغتين العربية والانجليزية، تقدم المساعدة أكثر من 100 متطوعة بعد حصولهن على التدريب.

مثل هذا المركز موجود بنيويورك، فقررت (ماري-جستن تود) التي كانت تعمل هناك أن تفتتح مثله هنا في البحرين، وهذا ما كان في عام 2015، وبنهاية العام كانت قد دربت حوالي 70 متطوعة.


ما هي الخدمات التي يقدمها المركز؟

نقدم خدمات متنوعة منذ لجوء المتضررة للمركز حتى تصل إلى برّ الأمان، ففي حال احتاجت العميلة لمأوى يمكننا أخذها لمركز الشرطة ليقوموا بإيصالها لدار الأمان، أو إن رغبت في إقامة مؤقتة يمكننا حجز غرفة لها في فندق لليلتين مدفوعتين من قبلنا، ويمكننا تقديم المساعدة في أي وقت خلال النهار أو الليل.

بالإضافة إلى أننا نمنحهنّ بعض النصائح العملية السريعة، فنحن نعبئ مع عميلاتنا "safety plan"، أي خطة سلامة، نعلمهم بموجبها في حال تعرضن للعنف أي مخارج المنزل يمكنهن الفرار منها، أو ننصحهنّ بترك مبلغ احتياطي عند الجيران، إلخ.

وفي حال كانت مقيمة فمن الممكن أن نساعدها في استخراج الفيزا والعودة إلى بلدها.

كذلك نتيح لهن الحصول على مساعدات قانونية ولوجستية والحصول على علاج نفسي أو إيجاد عمل، كذلك ساعدنا بعض الحالات للحصول على طعام عبر جمعية حفظ النعمة مثلًا.


من يدفع لهؤلاء المختصين؟ المركز أم المتضررة؟

بعض النساء يملكن المال ويستطعن دفع هذه التكاليف، إلا أن الغالبية لا تستطيع، فيتصدى لهذه الخدمات متطوعين ومتطوعات نبرم معهم عقودًا.

الغالبية ضحايا تعنيف لفظي أو اقتصادي.. والمشكلة مشكلة ثقافة ووعي

ماهي طبيعة الحالات التي تصل؟ وهل تقومون بإحصائها؟

بالنسبة للبحرينيات والمقيمات من جنسيات عربية فإن الغالبية ضحايا تعنيف لفظي أو اقتصادي من الزوج، وأحيانًا يصل للتعنيف الجسدي والجنسي. وفي حالات أقل فإن المعنّفين هم الأهل.

أما المقيمات من جنسيات أخرى مثل الشرق آسيويات فإنهن غالبًا ما يكنّ ضحايا تعنيف وسوء معاملة رب العمل.

كما أن المقيمات غير المسلمات يصعب تحصيل حقوقهنّ مثل الحصول على الطلاق.

بالنسبة للإحصائيات فلا، لا يوجد، لكننا في هذا العام تلقينا حتى اليوم (الاثنين الموافق 26-11-2018) 522 اتصالًا، يمكن تخمين أن بعض هذه الاتصالات متكررة من طرف واحد، إلا ان الرقم يبقى كبيرًا.


باعتقادك أين تكمن المشكلة التي تسمح بتزايد حالات العنف؟

المشكلة بالنسبة للبلاد العربية مشكلة ثقافة ووعي وعادات، فعلى الرغم من أن القوانين في البحرين تجرم العنف ضد المرأة إلا أن النساء مازلن يلاقين المزيد من القسوة بسبب الخجل من اللجوء للمساعدة وخشية "الفضائح"، وكذلك المجتمع من حولهنّ لا يشجعهن على التبليغ بل يحثهن على الصمت.


ماهو البرنامج التدريبي الذي تخضعون المتطوعات له؟

يجب ان تكمل المتدربة 40 ساعة تدريب، نبدأها بتوعية حول العنف ضد النساء في العالم، ثم نرشدهنّ إلى كيفية التعامل مع الاتصالات التي تردهنّ، ويكون التدريب في الغالب عملي عن طريق إعطائهن سيناريوهات والإشراف على كيفية استجاباتهنّ والتصحيح لهنّ..

بعدها يمكنهنّ استقبال الاتصالات في الخطوط الساخنة.


هل يمكن للنساء اللاتي لجأن للمركز التطوع بعد حل مشكلتهن وتعافيهن؟

في الواقع لا، وقد رغبت بعضهنّ في ذلك إلا أننا رفضنا، إذ أنه من غير الصحي لهنّ أن يتلقين مشكلات النساء اللاتي قد تتشابه مع مشاكلهنّ السابقة، فحتى لو شعرت السيدة بأنها بخير، قد يضرها ذلك.


زر الموقع الالكتروني

زر صفحتهم على Instagram

الخط الساخن للغة العربية: 66710901

الخط الساخن للغة الإنجليزية: 38447588

Join