مفاهيم سياسية..
سابقاً كنت أقوم بكتابة وتدوين بعض المفاهيم أو الاقتباسات من مقررات دراسية في تويتر على شكل سلسلة من التغريدات "ثريد" وحفظًا للمجهود و اِستمراريّة للمشاركة المعرفية فكرت بجمعها هنا، والإضافة عليها من حين إلى حين..
في البداية أود الإشارة إلى مفهوم الدولة ومفهوم الحكومة، والاختلاف الكبير بينهما، والتي أرى أنها من المفاهيم التي يخلط بينهما، ويُعتقد بتَشابُهها.
الدولة :
يجب التأكيد على ظهور العديد والعديد من الأفكار التي حاولت تفسير أصل الدولة ونشأتها، وفي ظل نبوع تلك الأفكار من وجهات نظر متعددة وفقاً لاتجاهات المفكرين والمحللين وتبعاً لنشأتهم السياسية وخلفياتهم الثقافية.
يقدم الدكتور إسماعيل صبري تعريفاً أكثر شمولاً لمفهوم الدولة بأنها "مجموعة كبيرة من الناس توجد بصفة دائمة فوق إقليم معين وتتمتع بالشخصية المعنوية والنظام والانتقال".
ويعرفها الدكتور بطرس غالي بأنها "مجموعة من الأفراد يقيمون بصفة دائمة في إقليم معين وتسيطر عليهم هيئة منتظمة استقر الناس على تسميتها بالحكومة".
وفي تعريف أخير لديفو يصفها بأنها "مجموعة من الأفراد مستقرة في إقليم محدود، وتخضع لسلطة صاحبة سيادة، مكلفة أن تحقق صالح الجماعة، وملتزمة في ذلك بمبادئ القانون".
الحكومة أو السلطة السياسية:
الجهاز الذي تعتمد عليه الدولة في تكوين وتطبيق ومتابعة سياستها العامة، وتنظيم شؤون الدولة ككل، وعلى ذلك فأن الحكومة تمثل الجانب التنظيمي للدولة، والذي يتولى شئونها الداخلية والخارجية، وتقوم بوظيفة الضبط السياسي.
وبناء على ماسبق فأنواع الدول تختلف عن أشكال الحكومات، فالدول من حيث النوع مختلفة وعديدة، لكن ابرزها واهمها..
١-الدولة الموحدة : تتكون من انضمام دولتين في شكل اتحاد دائم تحت قيادة رئيس واحد او ملك واحد، والسلطة تتمركز في يد سلطة مركزية واحدة ويحكمها دستور واحد.
٢-الدولة الفيدرالية : يتكون الاتحاد الفيدرالي من انضمام مجموعة من الدول او الولايات او المقاطعات او الجمهوريات او الامارات في شكل اتحاد دائم ويترتب على ذلك..
تفقد الدول الاعضاء شخصيتها الدولية لتكون كلها شخصاً دولياً واحداً ، الولايات الاعضاء في الاتحاد الفيدرالي لها جنسية واحدة ، الامارات العربية نموذج والولايات الامريكية.
٣-الدولة الكونفدرالية: مجموعة من الدول تتفق فيما بينها بمقتضى معاهدة دولية على إقامة هيئة مشتركة تمنح سلطات سياسية خاصة تمكنها من الاشراف على سياسة حكومات الدول الاعضاء..
-ليس لها شخصية دولية.
-ليس لها سلطة مباشرة على الدول الاعضاء.
-لا تملك تنفيذ قراراتها بل توصي بالأخذ بها.
-تحتفظ كل دولك عضو بشخصيتها الدولية المستقلة.
-الحرب التي تقع بين الدول الاعضاء لاتعد حرباً اهلية كما هو الحال للاتحاد الفعلي.
اما اشكال الحكومات مختلفة في المعايير ومتشعبة
تقسيم ارسطو مثال من حيث عدد القائمين بالسلطة وجودتها.
من حيث مصدر القوة ومدى شرعيتها: حكومات ديمقراطية وحكومة غير ديمقراطية.
من حيث الاساس الاقتصادي: حكومات رأسمالية ، اشتراكية.
من حيث العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية او من حيث كيفية صنع القرار ، حكومة الجمعية النيابية ، الحكومات البرلمانية ،الحكومات الرئاسية وهكذا.
يشيع استخدام تعبيري السياسة الدولية والعلاقات الدولية كمترادفين مع أنهم في الحقيقة ليسا كذلك...
ينصب اهتمام السياسة الدولية على محاولة التعرف على الكيفية التي تتعامل بها الدولة مع السياسات الخارجية والاطراف الفاعلة في النظام الدولي.
اي مواقف التعاون او الصراع من خلال قنوات الاتصال والتنسيق والتشاور والتفاوض بالوسائل الدبلوماسية المتعارف عليها دولياً.
أما العلاقات الدولية كل صور العلاقات والتفاعلات التي تتم بين الشعوب والجماعات إلخ .. سواء كانت سياسية او غير سياسية، رسمية او غير رسمية.
يختلف وضع "الحياد" عن "عدم الانحياز" في التوجهات السياسية الخارجية للدول، اي ان الدولة التي تتخذ الحياد مختلفة عن عدم الانحياز ..
الحياد: يشير الى الوضع الدولي القانوني للدولة ،والذي يمتنع فيه على الدولة اتخاذ موقفاً منحازًا او متحيزًا إلى أحد طرفي صراع دولي مسلح ينشب خارج حدودها الإقليمية، كما يمتنع عليها بموجب هذا الحياد القانوني المنصوص عليه في معاهدة دولية أن تكون طرفا في علاقات من التحالف العسكري مع غيرها من الدول، بمعنى آخر الدولة المحايدة تكون ملتزمة بأن تبقى محايدة بحكم ما يفرضه عليها القانون الدولي والدول الأخرى من إلتزامات وتعهدات صارمة يجب ألا تخرج عليها حتى لا تكون عرضة للمساءلة.
اما عدم الانحياز في سياستها الخارجية ، فأنها هي التي تختار هذا النهج الخارجي بمحض إرادتها ودون أن يكون إلزام قانوني دولي بأن تفعل ذلك.
ختاماً أود شكر أحد أساتذة قسم السياسية والتي قمت بإستخدام ملزمتها كمرجع رغم حجمها الكبير جداً إلا أني ورغم مرور سنتين أفضل العودة إليها والاحتفاظ بها مع بقية المقررات المميزة في رحلتي الجامعية.
-د.علياء أحمد فرغلي،مقرر مقدمة في علم السياسة.
-نظام بركات واخرون “مبادئ علم السياسة”، الرياض،العبيكان”،2016.
-اسماعيل صيري مقلد، محمد محمود ربيع،موسوعة العلوم السياسية،الكويت،جامعة الكويت1990.