ضيف الطفولة العزيز
لطالما كان عيد الفطر ضيف الطفولة العزيز المقرون بالإبتهاج، والسرور، والحلوى، ومظاهر الاحتفاء الجميلة، وفي كل عام ننعم بترقب هذا الضيف العزيز دون أي أدنى شعور برتابة أو ملل يخالج شعورنا بانتظار ضيفنا المحبب.
مواسم الأعياد فرحة واستشعار جميل للغاية، مهما كانت بساطتها، أشخاصها، مكانها، الأهم أن مافي دواخلنا قادر على أن يشعر، ويرى، ويلتمس هذه المظاهر.
ربما يرى البعض أن ذلك من بديهيات الأمور، لكن سيقرأ مابين السطور من مرت به محنة أو شِدَّة، جعلته يدرك أن الشعور بجماليات الأمور ثمين ونعمة لاتُقدر.
كنت أعتقد أن صبيحة العيد الماضي ماطرة بغزارة ولكنها كانت أمراً آخر وصَدعًا عميق يصعب شرحه يقول الشافعي -رحمه الله- عن تلك الأمور التي تشعر بها واضحة في نفسك ولاتستطيع الإبانة عنها "إني لأجد بيانها في قلبي ولكن ليس ينطلقُ بها لساني! وهذا اقسى اعتلال داخلي، حينها تذكرت بيت المتنبي "عيدٌ بأية حالٍ عُدت ياعيد" ولامستني كلمة وديع في شعر خلف بن هذال عندما قال "وشلون أوادع من معه قلبي وديع" والوديع تعني المستريح الهادئ أو الساكن.
ولكن تمر المحن بنا مرور المِنح ندرك ما غفلنا عنه من نِعم بخلاصة أن "النعيم لايُدرك بالنعيم" وأن جميع ماحولنا نِعم تستوجب الحمد والشكر سائلين الله أن يردنا إليه رداً جميلاً،وبعد كرم الله ولطفه بي أخذت عهداً أن أثئر للمشاعر التي لم أشعر بها بالعيد السابق.
ختاماً:"لم تعطني يا رب ما أشتهي كما أشتهيه ولا بمقدار مني، وجعلت حظي من آمالي الواسعة كالمصباح في مطلعه من النجوم التي لا عدد لها، ولكن سبحانك اللهم لك الحمد بقدر ما لم تعط وما أعطيت، لك الحمد أن هديتني إلى الحكمة وجعلتني أرى أن نور المصباح الضئيل الذي يضيء جوانب بيتي هو أكثر نوراًً في داخل البيت من كل النجوم التي ترى على السطح وإن ملأت الفضاء".
الرافعي