التعريف بالفنان
كلُّ ما في الكون يدري من تكون!
محمد صرخوه
الفنان الكويتي محمد صرخوه، فنان وشاعر وراعي قهوة، متفلسف وصاحب مزاج وكيف، ينحدر من عائلة نواخذة ومن أصول فارسية انحدرت من إقليم خوزستان، ولد في الكويت وعاش فيها، متزوّج، ومن أسرة متدينة شيعية، تعلّق بالإمام المهدي منذ طفولته، درس الفلسفة وعلوم الإنسان على يد الأستاذ محمد عبدالله السعيد، في ورشة السهروردي وكان من أبرز تلامذته.
عانى من أيام عصيبة أدّت إلى غرابة أطواره واتجاهه إلى الوحدة والعزلة، ونتج منها نظرة سوداوية إلى الحياة وتعلّق بالأمل الغيبي المتمثّل في المخلّص، ملتزمٌ بتقديم قصيدة مهدوية في كل عام للإمام المهدي يصاحب هذا الالتزام عزلة قد تمتد إلى أسبوعين لولادة النص المهدوي.
صاحب مركز المشرق الثقافي، وهي عبارة عن أخوية تدرّس الفلسفة بشكل جماعي تنظر إلى الواقع المعيشي كمسرح للفلسفة، حيث ينظر إلى الفلسفة على أنها حياة وليست مجرّد أفكار تدرّس بالتربية وليس بالتعليم وهي فكرة أفلاطونية في الأساس.
له دواوين كثيرة أهمها: في حضرة السهرورد، روح القدس، وقطب الرحى.
وكتب في التأملات الفلسفية منها: هناك حيث يستوي خبزك، كتاب اللوتس.
قدّم العديد من الورش والمحاضرات النقدية والفلسفية في العديد من المنصات الثقافية في الكويت ومثّل الكويت في العديد من الدول ونال العديد من الجوائز المحلية والإقليمية منها جائزة توليولا الإيطالية بالمركز الأول عن قصيدته المهدوية (الركبة الهشّة للضوء) لعام ٢٠١٩م.
اللوحة
قطب الرحى
التعريف والمعنى
قطب الرحى أيضًا مصطلح ينتمي إلى التصوّف حيث يعتبر القطب هو أعلى مرتبة يصل إليها السالك، وهو من ملك الطلسم الذي يشرح الكون، ومن خصائصه أن يكون أكمل الناس ولا حدّ لعلمه، ويمكنه الانتقال حيثما شاء في الزمان والمكان فيتصرف في الكون كيفما شاء.
قطب الرحى في اللغة هو اسم الآلة التي تطحن الشعير ليستوي خبزًا، ويتكون من حجرين دائريين مثبتان في الوسط بمحور قائم على الطبق الأسفل من الآلة ليدور عليها الطبق الأعلى.
يشير مفهوم القطب على وجود طرفي نقيض تتمثل في إدارة القوى بين الأشياء لتعود إلى نقطة ثابتة واحدة (قطب الرحى)، متحكمة فيها وغير متأثرة.
ودلالتها في وجود الصراع بين النقائض (الخير والشر) (البارد والحار) (الجنّة والنار) (الإيمان والكفر) (الهداية والغواية) … إلى آخره.
واجتماع النقيضين يولّد لنا اللوجوس (Logos)
تعد لوحة (قطب الرحى) تابعة لسلسلة من النتاجات الفكرية والفلسفية للفنان، تضم في مجموعتها كتاب اللوتس في التأملات الفلسفية وهكذا حيث يستوي خبزك، وديوانه الأخير قطب الرحى، يطرح فيهم رؤيته الكونية الخاصة في خضوع الكون كله لإمامة العقل المتمثّل في شخصية المهدي المنتظر وفق منظور فلسفي وليس مذهبي، ففي كتاب اللوتس يبدأ تأمله من مفهوم المكان والزمان وصراع الحواس مع العقل في معرفة الحقيقة بتتبع المتغيرات والمتحولات والبحث عن الثبات والسكون ليحكم بقاعدته ومقياسه على المتغيرات بمعنى آخر التفتيش عن القانون العام الذي يحكم كل شيء، فيتوصل إلى ضرورة حضور الإمامة والقيادة في شخص يُحتكم إليه فيقاس به كل شيء ولا يكون هذا الشخص المحاكي لإمامة العقل إلأ بأن يكون ممسوسًأ في ذات الأحدية، وهو تمامًأ ما توصّل إليه في كتاب (هكذا يستوي خبزك) بطريق آخر منطلقًا فيه من مفهوم الطاقة (الشاكيرا) في أداء الصلاة.
ولقراءة هذه اللوحة لابد من الانتباه إلى هذه النتاجات كونها تمثّل التعبير والتأويل لفكرة الفنان كخلاصة معرفية فلسفية، بينما ديوان قطب الرحى الذي يعتبر مجموعة شعرية بما يسميه (طقس الشعبانية) وهي حوليات يكتبها في ١٤ شعبان ذكرى ولادة الإمام المهدي قطب الرحى، كان لها نصيب في أن تكون مثقلة بهذه الرؤية وممكن ملاحظة ذلك بشكل واضح.
في المنفى ينخبز المعقول بأفران اللهب العاقل
ويحقق ملحمة القمح
في المنفى هندسة القمح
محمد صرخوه