حائط المبكى ينظر في عينيك
ويقول لك يا شيخ:
"إخلع نعليك"
كما في كل وجه تجاعيده
تجاعيدي أبواب التاريخ، وصدى الرمال المبحوح..
وأنت هنا، وهناك أنت ولست أنت
والذي بين المسافة
سراب السنين
..
حائط المبكى يسمع ما في أذنيك
وأنت تضرب بيديك،
سيرًا في نزيف الوهم
محرقًا كما الدم
تقتات الألم
ويقول لك:
افتح في آخر لحظة من حياتك لهواء رئتيك مكبّر الصوت
واكشط أثر الدواب عن وجه مقبرتك
ثم اسمع ما تهافت بين نيران المرافئ العامرة، وقضبان رمال الصحراء.
كن فيها الدليل إذا تشاء، أو إذا شاء الدليل أن تكون.
واشيًا
عن بيضة العنقاء
...
حائط المبكى يسند على رجليك الحياة
ويهمس في قلبك الملول
ما تراءى له من سراب
يجرّ خلفه صوت أولاد الباحة
يلتقطون الحجارة
يرمونها إلى السماء
فتسقط على الباحة
فتعيد على ناظريك ما تراءى لهم من خيال
وأنت يا شيخ
ضلّيل
وعلى هذا الحال
دليل