حينما تتحول أحلامك الى أسوأ كوابيسك

للطموحين فقط

كشخص طموح، حالم ومؤمن بقدرات نفسه أجد أن الأحلام والطموحات في بعض الأحيان قد تكون هي أسوأ الكوابيس التي نصنعها لأنفسنا باحترافية عالية جدا. في ظل الظروف الراهنة لوضع الوظائف المؤسف فأنك قد تجد نفسك راضيا بأقل عرض وظيفي ممكن خوفا من كابوس العطالة معلقاً الأمآل على الترقية أو الخبرة التي قد تفتح لك بابا في طريق المهنة الصعب المحفوف بالمافيات والواسطات والعلاقات. 

مررت في مرحلة من الإحباط بعد حصولي على درجة الماجستير في تخصص صعب ومُتعب وبمرتبة الشرف الأولى، الماجستير الذي تذوقت معه مرارة الغربة وألم فراق أمي التي كانت تحرص على تعليمي وعلى نيلي أعلى الشهادات ولا زالت تدعم وتحفز وتساند، كانت التوقعات عظيمة والآمال كبيرة. بعد الشهادة واجهت الصعوبة الحقيقية في أن أجد من يستفيد من خبراتي ومن شهاداتي ومن حبي للعمل وأن يطوّر من معرفتي ويرفع من رصيد خبرتي.

تحوّلت أحلامي الوردية وطموحاتي الى كوابيس أثرت حتى على حياتي الزوجية التي لم تتجاوز عمر الستة شهور. الا أن الزواج يحتاج الى عقبات تختبر قوة الحب وصلابة العلاقة بين الزوجين وأستطيع القول بأن زوجي حاول بالأقوال والأفعال أن يثبت لي بأن أحلامي سترى النور وتغدو واقعا وأن الفرصة المناسبة ستجد طريقها اليكِ بالتوّكل على الله ثم العمل بالأسباب.


تلك الفترة من حياتي لا تنسى وكل ماأرجو ايصاله من سطور هذه المقالة هو أن لا نفقد الأمل، وأن نتمسك بمن يؤمن حقيقة بنا ويعرف حقيقة من نكون. لا زال بحثي جاريا عن وظيفة مناسبة ولكنني غدوت أفضل من السابق وظللت أردد في ذاتي أنني أنعم بالكثير من فضل الله عليا وأن الحياة جميلة ولا داعي لأن أدع أحلامي الجميلة تتحول لكوابيس تدمّر عليا صفو وجمال الحياة.

Join