تحديات الرضاعة الطبيعية

الرضاعة 90%ارادة و 10% ادرار

مجهول

مرحلة الأمومة مرحلة مليئة بالتحديات. وبعد كل تحدي تشعر كل أم بالفخر والإنجاز بأنها كانت على قدر المهمة وعلى قدر المسؤولية. علّ أولى التحديات هي تحديات الرضاعة الطبيعية وفي هذا المقال سأجعل من تحدي الرضاعة الطبيعية أولى انجازاتك. 

لماذا تُعد الرضاعة الطبيعية تحدي؟ 

  1. الرضاعة؛ تعلّم وممارسة.
    ضعف تواجد المحتوي العربي المستند على الإثبات العلمي والبعيد عن الشائعات و ردود المنتديات هي من أكبر العقبات التي تواجه كل أم جديدة. المحتوى العربي فقير جدا في تقديم مادة دسمة عن تعليم الرضاعة. ضعف الثقافة عند الأم يجعل من الرضاعة صعبة للغاية وتتسبب للأم الجديدة بالصدمة. بل بعض النساء تستسلم عند أول شق من شقوق الحلمة.

    لتجاوز هذا التحدي: تثقيف النفس وحضور الدورات والقراءة المكثفة عن الرضاعة تخفف من شدة التحدي وتجعل العملية سهلة ومتوقعة. سأخصص مقال عن بعض الصفحات على انستقرام بالمحتوى العربي ساعدتني وساعدت أمهات غيري على تجاوز تحديات الرضاعة. 

    ممارسة الرضاعة منذ الساعة الأولى لولادة المولود، تقفز بك خطوات كبيرة في رحلة الرضاعة لا تتهاوني أبدا في هذه الساعة ولا تتنازلي عنها وأصرّي عليها لأنها ساعة محورية في الرضاعة.  

  2. الرضاعة التزام وملازمة 
    الكثير من الأمهات و انا أولهم، في البداية أرهقتني ملازمة الطفل لي وعدم قدرتي على الإبتعاد عنه. على عاتقك كأم وزوجة وموظفة في بعض الأحيان الكثير من الواجبات و الإلتزامات والتي زادت بوجود طفل في حاجة دائمة لك. لا ننسى أنكِ أيضاً لا زلتي في مرحلة التعافي من الولادة وقد تبدو فكرة طفل يصرخ جائعا كل ساعة ونصف أو ساعتين في أحسن الأحوال فكرة مرهقة جدا ولا أخفيكي سراً هي بالفعل تحدي حقيقي. 

    كم مرّة راودتني فكرة أن أستسلم للرضاعة الصناعي وأتناول قسطا كافياً من النوم أو على الأقل أخذ حمام دافئ أو تناول وجبة دافئة دون أن يقاطعني صوت طفلي باكيا جائعا. وكم مرة بكيت من شدة التعب وكم مرة تناقشت مع زوجي في فكرة أن أعطيه رضعة صناعي. 

    ولكن، دعم زوجي لي وتذكيري بأهمية الرضاعة الطبيعية لمولودي ولنفسي على المدى الطويل جعلتني أستمر بل وأقسم لكم بأن جلسة الرضاعة الآن أصبحت جلسة استرخاء وتأمل وراحة من متاعب الحياة الأخرى. أصبحت جلسة الرضاعة هي الجلسة التي أتواصل فيها مع ابني و أستشعر فيها عظيم أجر الأمهات وكيف أن الله سخّرنا لأطفالنا غذاء وحنان وطمأنينة. 

    لتجاوز هذا التحدي: الصبر، الصبر والدعم النفسي من أقرب الناس لكِ. 

  3. تحديات متعلقة بالحلمة وإدرار الحليب 
    في بداية رحلة الرضاعة، يتحجر الثديين لإمتلائهم بالحليب، ولأن جسمك لم يتعرّف بعد عن الكمية التي يحتاجها طفلك. تحجّر الثديين مؤلم ومزعج ولكنه فترة مؤقتة قد لا تتجاوز الـ ٤٨ ساعة بعد بدء عملية الرضاعة. لأن جسمك سيتعرف على الكمية التي يحتاجها طفلك بالتالي سيقوم بانتاج الكمية المناسبة دون أن يتسبب لك بتحجر الثديين.

    لتجاوز هذا التحدي: استخدام الكمادات الباردة يخفف من شدة الإمتلاء وارتداء حمالات الصدر القطنية “لا تستخدمي حمالات الصدر المرفوعة أو التي بها سلك حديد”. 

    بعد أسبوع تقريبا من بداية الرضاعة، قد تتعرض الحلمة للتشققات وقد تنزف أحيانا ولكن أيضا هذه المرحلة مؤقتة.

    لتجاوز هذا التحدي: الترطيب الجيد للحلمة والإستمرار على الرضاعة سيخفف من إحتقان الحلمة. أيضا حاولي أن تبدأي الرضاعة بالثدي الأقل احتقانا حتى تعطي فرصة لإلتئام الحلمة في الثدي الأكثر احتقانا. لا تستسلمي عند هذه المرحلة لأنها مؤلمة قليلا وتذكري بأنها مؤقتة ومجرد احدى تحديات البداية. 

    لإدرار الحليب قاعدة عامة وهي: كلما زاد الإحتياج كلما زاد الإدرار. وزيادة الإحتياج تأتي من رضاعة طفلك المتكررة. في أول شهر من حياة الرضيع يحتاج من 8 الى 12 جلسة رضاعة في اليوم. احرصي في البداية على تناول مدرات الحليب مثل شوربة الشوفان مع الدجاج. وسأتحدث في مقال منفصل عن مدرات الحليب ومستخلصات اعشاب تساعدك على الإدرار. 

ختاماً، ماهي التحديات التي واجهتك أو تواجهك الآن في رحلة الرضاعة؟ وماهي الحلول التي ساعدتك على تجاوز المصاعب والتحديات. 

Join