إعادة تعريف 

نورٌ وتنوير

 

خلال حضوري برنامجاً تدريبياً طُلب منا في أحد التمارين إعادة تعريف مفهوم الشغف والسعادة بنا، خلال الكتابة ظهرت معي تعاريف خاصة بي عظيمة وملهمة،مفاهيم مختلفة تماماً عن مفاهيم عائلتي ومجتمعي،مفاهيم لا تقيد الحياة أو تنمطها، مفاهيم أستطيع منحها لأبنائي دون خوف من مدى صلاحيتها أو جودها.


ومن هنا ظهرت معي شرارة إعادة تعريف العديد من المفاهيم ومشاركتها في مدونتي.


خلال شهر أكتوبر سنمضي معاً رحلة إعادة تعريف المفاهيم والمصطلحات لتتناسب مع حياتنا وأفكارنا نحن وليس الآخرين، وخلال هذه الرحلة سيكون التحدي هو إعادة تعريف المفهوم من رأيك الخاص وليس رأي الآخر.

 

سأشارك كل يوم مفهوم مع رؤيتي وتعريفي الخاص بها، وأسعد أن تشاركني تعريفك الخاص لكل مفهوم.

أعتقد بأن السّعادة شعورٌ داخلي بالرضا والأمان بغض النظر عن كل المؤثرات الخارجية، ومنها القدرة على تجاوز الصعوبات والتحديات والتشافي منها دُون حدوث انفصال عن الذات والرغبات، وهي متعة عيش اللحظة دون أية أحكام، وتكمن السعادة بالتحرر من المعتقدات الموروثة حيث أن الخلاص منها يمنحنا اتساعاً داخلياً للأمان والطمأنينة.

وأرى بأن السعادة لا ترتبط بأمر محدد إنما هي شعور شمولي تجاه مراحل حياتنا المختلفة، تخبو في أيام وتعود في أخرى لكنها لا تتلاشى.

السعادة شعور عميق ترتقي فيه النفس والعقل إلى أسمى مستوياتهما، فتكون أفكارنا في قمة التدفق والسريان.

أعتقد بأن البهجة تجمع في داخلها العديد من المشاعر العميقة كالرضا،السعادة،عيش اللحظة، كما أنها من أسمى الحالات الشعورية التي يصل إليها الإنسان فيستقر بها داخلياً ويعيش السلام واليقين التام.

البهجة لا تنشأ من أمر لحظي يحدث الآن إنما هي تحدث لتُشعرك بما حولك الآن وتجعلك تستمتع به.

قد تكون من أكثر المشاعر وضوحاً وأكثرها تعقيداً في الوقت نفسه، فأستطيع التعبير عن شعوري بالبهجة ويصعب عليّ تفسير تشكّل هذا الشعور.

النجاح برأيي أمر نسبي يختلف من شخص لآخر ومن وقت لآخر، لذلك لا نستطيع وضع مقاييس عامة له، وهو لا يتحقق فقط بوجود العمل، أو تحقيق راتب مرتفع أو أملاك معينة، بل يرتبط بأثر أفعال ومعتقدات الإنسان على حياته، فكلما كان أثرها إيجابياً تحقق النجاح في كل المستويات والمجالات.

وأؤمن أن الإنسان يظلم نفسه حين يحصر نجاحاته في جانب العمل فقط متجاهلاً نجاحاته في المجالات الأخرى المختلفة.

أؤمن بأن الفشل هو عدم إتمام أمر ما بطريقة مناسبة تحقق النتائج المرجوة، وهو وسيلة لاكتشاف صواب الطُرق من خطئها، فلا نستطيع معرفة مدى صلاحية الطريقة دون تجربتها فإن حدث وفشلت فذلك يعني عدم مناسبتها وبالتالي نبحث عن طريقة أخرى جديدة، وذلك ينطبق على كل أمور حياتنا، فقد يكون الهدف الذي نسعى له لا يتواءم مع قدراتنا الحالية، وبذلك يكون الفشل وسيلة للمعرفة والتعلم.

الثقافة بالنسبة إلي هي مقدار وعي الإنسان وانفتاحه تجاه العلوم المختلفة، وهذا لا يعني أن يُلم بها جميعاً لاستحالة الأمر مهما طال سعي الإنسان، وللثقافة دلائل وإشارات تظهر على الفرد منها: طريقة الحوار، تقبل الأفكار والآراء المتنوعة، السعي للمعرفة والبحث، الاعتراف بعدم اكتمال العلم، فالثقافة لا تعني مقدار العلم فقط إنما كيف تستخدمه؟وأين؟ ولماذا؟، الثقافة ليست قراءة كتاب ثم ترديده بلبلةً إنما رتل الكلام فيما أدركت وتعلمت.

كلمة حرية تم تجريدها من حقيقتها في وطننا العربي، وأُلبست رداءً لا يتناسب معها، سُلبت إرادتها وتم وصف مرتاديها بأبشع الأوصاف، تم تضخيمها رغم بساطتها، فهي تعني قدرة الفرد على اختيار قراره بنفسه دون أية مؤثرات خارجية، ويدرج ضمن هذا القرار تفاصيل الحياة منذ الطفولة وحتى نبلغ من العمر عتيّاً.

يعدُّ اللطف من أقرب الصفات إلى قلبي وأتمنى حقيقةً أن تكون صفةً ظاهرةً لدي. فهو باعتقادي مدى مراعاتك لذاتك والآخرين من حولك، ويتضح من خلال تفاعلك مع المواقف المختلفة، مثل حالات الغضب،التوتر، القلق والخوف. كيف تكون ردة فعلك؟ هل تتسم بالمراعاة والحنان؟ أم تكون جافة وغير متعاطفة، وهو أيضاً يتضح من خلال طريقة الكلام وفعل الأشياء، اللطف صفة عظيمة تُضفي على حياتك البهجة والسرور.

أرى أنه ازدواج بين الثناء والتعظيم للأشياء المادية والغير مادية، كتمجيد الآراء والمعتقدات، وتمجيد الأشخاص والمؤسسات والحكومات، والتمجيد فعل محمود حين يكون في المكان المناسب، وهو ليس خطأً إطلاقاً، الخطأ يكمن في طريقة استخدامه فقط، وأؤمن بأن التمجيد زائل بزوال الدافع له.

Join