قدمتي على التعليم؟!
قد يكون هذا أكثر سؤال وصلني خلال الأسبوعين الماضيين! ويعود الفضل إلى وزارة التعليم حيث أعلنت عن وظائف لعدد من التخصصات بما فيها تخصصي (الفيزياء)، أتفهم دافع من يبعث بمثل هذه الرسائل وهو حرصهم على الاستفادة من شهادتك الجامعية وذلك من خلال الحصول على وظيفة في تخصصك تمنحك مالاً يُحسّن مستوى معيشتك، دون التفكر ولو لثوانٍ إن كانت هذه الوظيفة تناسب مبادئك واختياراتك في هذه الحياة.
ربما لا نتفكر في اختياراتنا على اعتبار أنها خيارنا الوحيد أو فرصتنا الوحيدة للنجاة والعيش، نتوارث ذات الطرق والأفكار ونورثها لمن حولنا دون وعٍ أو إدراكٍ منا، الخيارات واسعة وعديدة متى رغبنا برؤيتها، فربما ترغب المرأة بالتركيز على ذاتها وعائلتها، ربما لا يناسبها هذا المجال، ربما تمتلك عملاً خاصاً يناسب رؤيتها وحياتها -والأمر ذاته للرجل-.
الوعي بمبادئك يُسيّر حياتك.
حصه الربيعان
في عالم الأعمال تبدلت مفاهيم وآليات العمل فما كان غير مقبول أصبح الآن خياراً متاحاً يمنح البعض الراحة لتحقيق النجاحات المختلفة وفق نمط الحياة المناسبة له.
أتساءل هل فكرت يوماً بوقع مثل هذه الرسالة على الآخرين؟؛ منطقياً إن كان الشخص مهتماً بالعمل في هذا المجال فهل ستفوته مثل هذه المعلومة القوية؟ بكل تأكيد لا.
في الحقيقة لا أفضل بعث رسائل حول وظائف لمعارفي إلا في حالةٍ واحدة وهي حين يخبرني أحدهم ببحثه عن فرصةٍ أفضل في مجاله فأسعى ما استطعت للربط بينه وبين أصحاب العمل، لأني لا أعلم هل لديهم الرغبة أم لا؟ وبعثي لهذه الرسالة يحمل أبعاداً - قد لا ترضي البعض رغم حقيقتها - فأنت بذلك تحكم على الآخر بأن خياراته الحالية تطلب تغييرا؛ مما قد يسبب له حرجاً وارتباكاً!
سابقاً كنت أجيب على هذه الرسائل بارتباك وتوتر وفي مرات كثيرة شعرتُ بالامتعاض إذ أن هذه الرسائل تحمل حكماً وعدم رضا مبطنةً بالحب والاهتمام كما نظن؛ وبذلك تصبح هذه الرسائل وسيلةً للضغط عوضاً عن كونها وسيلةً للمساعدة. وفي هذه المرة أجبتُ بوضوح وصراحة بعدم رغبتي خوض هذه التجربة، فذلك المكان ليس بمكاني ويوجد من يستحقه تماماً ومؤهل أكثر لخوض هذه التجربة والحصول على هذه المكانة، وبالمناسبة فأهلية العمل تكون نفسية وصحية.
تلميحة: الحب يكمن في تقديرنا لاختيارات من حولنا.