رأس نعامة..
من أغرب الأفراد الذين قد تقابلهم في حياتك من يتلون بحسب الموقف وهنا لن أتحدث عمن يتلوّن لأجل مصلحته، إنما من يحاول إرضاء الآخرين على حساب حياته وقراراته ، يظن بأنه يعمل الأصلح ومع مرور الوقت يبدأ بفقد حياته دون أن يعي السبب الحقيقي.
يتنازل عن كثير من أرائه ورغباته، حتى اختياراته البسيطة في حياته اليومية يتخلى عنها، مبادئه تجاه الحياة يخبئها مثل خطيئة يخشى أن يعلم الآخرون بها! يدسّ رأسه في هذه الحياة مثل نعامة.
يستسلم لما يحدث حوله ولمن يتدخل في اختياراته ومن ثم يندب الحظ والحياة ؛أنها لم تنصفه!
يتناسى أنه استسلم لما يحدث،وفتح باباً لمن يتدخل،واندس خلف ضعفه تحت مبررات ودوافع غير مقبولة وغير منطقية وتنم عن عدم تحمل لمسؤولية حياته.
يواجهني العديد من الأشخاص المتذمرين تجاه حياتهم في أبسط تفاصيلها وبعد جلسة قصيرة اكتشف بأن لديهم مشاكل عالقة تتطلب قراراً شجاعاً وصدقاً مع ذواتهم ومن ثم مع من حولهم لأجل تحقيق وعيش رغباتهم الحقيقية لا رغبات الآخرين حولهم.
الإنزواء خلف قناع وهمي والصمت عن اختيارات مشروعة لا يمنحك حياة أفضل بل ضياعاً روحياً وسخطاً مستمراً قد يصل بك إلى لوم الآخرين على ما يحدث لك ، التنازل المتكرر عن اختيارات بسيطة يؤدي إلى فقدانك ذاتك ومن ثم حياتك.
أما الخبر الأسوأ يا صديقي أن يكون قناعك هو منظورك لهذه الحياة فتظل غارقاً في دوامة الأمنيات متجاهلاً أسباب ضياعك، متناسياً أنك تستطيع الكشف عن هويتك الكاملة دون زيف وتستمتع بحياتك.
ولنكون أكثر صراحة الغالبية العظمى تختار الانزواء خلف الأقنعة بسبب معتقدات مجتمعية أو خوفاً من نقد وغضب “شعبي” أو خوفاً من تصنيفات متنوعة تنبع من جماعتهم المحيطة.
المعتقدات والعادات قابلة للتغيير والتخلّي، والتعبير بوضوح عن اختياراتك بالحياة وعيشها لا يعني سوءك بل يعني :
خروجك من مطبعة النسخ.