.. تحديّات كتّاب المحتوى ..

في مجتمع صناعة المحتوى يواجه الكاتب باعتقادي الضغط الأكبر كون مهامه غير واضحة لدى الجميع، حيث يتم التعامل مع الكاتب كما لو كان (سوبر مان)،فنجد الكثير من الشركات حين الإعلان عن وظائف كتّاب المحتوى تتجاوز المهام فيها مجال الكتابة إلى التصميم أو حتى إدارة الحسابات، وأرى أن وظيفة (كاتب محتوى) لابد أن تكون منفصلة عن أي وظيفة أخرى؛ ليسخر الكاتب قدرته الكتابية للمشاريع المتنوعة فيبتكر ويبدع، وفي حال عمِل الكاتب بشكل مستقل فالاختيار يكون لديه، فمن الممكن أن يصمم أو يدير حسابات وغيرها، كونه يقبل المشاريع بما يتناسب مع وقته وجهده وقدراته، بعكس الكاتب الموظف فهو مرتبط بالمشاريع التي تعمل عليها الشركة مما يُحيجه إلى مساحة كافية للتفكير والإبداع. لذلك اخترت أن تكون تدوينتي لهذا اليوم موجّهه لمن يتعامل مع صنّاع المحتوى بشكل عام والكتّاب بوجه خاص سواء شركات أو أصحاب مشاريع.

كل تساؤل هو بوابة لفكرة ومعرفة جديدة

حصه الربيعان

نستعرض معاً أبرز التحديات التي تواجه كتّاب المحتوى:

1.     (معلوماتك ناقصة يا الطيّب!):

يعتبر نقص مصادر المعلومات الخاصة بالمشروع من أول المشاكل كون نقصها يُلقي بضرره على جودة العمل والأفكار المقدمة من قبل كاتب المحتوى، ويتضح النقص في نواحي كثيرة، مثل: عدم توضيح العميل جميع تفاصيل المشروع من خدمات أو فئة مستهدفة أو الهدف من العمل. وهذه المشكلة تزداد صعوبتها في حال وجود وسيط/منسق لا يتمتع بالكفاءة العالية ما بين الكاتب والعميل، فيُضعف بذلك عملية التواصل، وقد يؤدي إلى تأخير تسليم المهام بسبب تأخير وصول التفاصيل من قبل المنسق مثلاً! وفي هذه الحالة (وجود وسيط) من الجيد تحديد الأسئلة التي تساعد في فهم العميل وتكون بمثابة حلقة وصل ممتازة ترفع كفاءة التواصل وتحقق النتيجة المرجوة من العمل.

                                   …………………


2.     (مو جالس معاكم!):

 يعمد بعض أصحاب المشاريع إلى معاملة كاتب المحتوى كما لو كان ضمن بيئة العمل/المشروع، فتصل المعلومات بشكل مبسط غير دقيق على افتراض أن كاتب المحتوى يعي خلف الكواليس، وهنا ينبغي على صاحب المشروع أن يراعي هذه الملاحظة خلال إيصال المعلومات للكاتب، وبالنسبة لك ككاتب اطلب من العميل توضيح كافة التفاصيل واسأل دون تردد فهذا لا يُعيبك أو يقلل من مكانتك وعملك، فكل تساؤل هو بوابة لفكرة ومعرفة جديدة، الجهل هو ما يضعف عملك.

                                   …………………

3.     (فكرتك مجهولة!):

 عدم وضوح الفكرة العامة أو الرئيسية للعمل لدى بعض العملاء يؤدي إلى ضياع الكثير من الجهد والوقت دون فائدة، لذلك بالنسبة إلي اعتمدت تحديد الفكرة الأولية بنسبة 70% مع العميل ثم بدء العمل وتسليم نسخة أولية لأجل التأكد من صلاحية الفكرة ومن ثم تبدأ سلسلة التعديلات حتى ننتج النموذج النهائي للعمل، وبالنسبة للتعديلات تختلف من كاتب لآخر فالبعض التعديلات لديه مفتوحة والبعض الآخر يقننها بوقت وهذا الأفضل باعتقادي.

            …………………


4.     (بدري طال عمرك!):

 من المشاكل التي تواجهنا في مجال صناعة المحتوى هي أعمال اللحظات الأخيرة والتي تُطلب خلال وقت قصير رغم معرفة العميل بتوقيت المناسبة مسبقاً، مثل الأعياد، الأيام الوطنية والعالمية، لذلك ينبغي ادراج المناسبات ذات التاريخ المعلوم ضمن جدولة المحتوى لأجل تنظيمها وإخراجها بأفضل صورة بعيداً عن المفاجآت.

                                   …………………

5.     (كان صبرت شوي!):

يؤدي التأخير في تحديد الملاحظات للنموذج الأولي من قِبل صاحب المشروع إلى تأخير  التعديلات وينتج عن ذلك تأخير تسليم (إجبارياً) أو تسليم عمل بجودة غير عالية، وفي كلا الحالتين يحدث ضغط عمل.

                                   …………………

6.     عفواً (الملف مقفل!):

 إحدى أسوأ المشاكل التي تواجهني ككاتبة محتوى أن تكون المعلومات في ملفات مقفلة (غير قابلة للتعديل أو النسخ) مما يتطلب مجهوداً مضاعفاً لإعادة تكوين العمل من الصفر.

  

                                   …………………


7.     (ممكن تنظم صح!):

 في حال العمل كفريق تكون الصعوبات أكبر، فالعمل يتطلب إدارة احترافية لأجل تنظيم وتوزيع المهام بطريقة تتناسب مع الجميع دون أن يؤثر ذلك على جودة العمل، والقائد الواعي يعي أهمية تحفيز أعضاء الفريق ومساعدتهم في مختلف التفاصيل لأجل الخروج بأعمال إبداعية ينعكس أثرها على كامل المشروع.

وحين يركز القائد على الإنتاجية ويتجاهل أعضاء الفريق ومستوى راحتهم أو المشاكل التي تواجههم فإن ذلك سيؤدي إلى ضعف الإنتاجية وربما سوء الأعمال المقدمة، فالأعمال الإبداعية تتطلب ارتياحاً نفسياً وعقلاً منفتحاً ومساحة كافية للإبداع (يعني بدون تكسير مجاديف !).

                                   …………………

8.     (اتفقوا !):

 في حال وجود أكثر من رأي لأصحاب المشروع الواحد يؤدي ذلك إلى التباين في الأفكار والرغبات (واللي يضيع بهذه الحالة هو صانع أو كاتب المحتوى!) لذلك لابد أن يتم الاتفاق من قِبل جميع أصحاب العمل وتحديد الرؤية والتوجه حتى يتسنّى للكاتب تحديد أفكاره بدقة،كذلك في حال العمل ضمن فريق لصناعة المحتوى لابد أن تتوحد الفكرة النهائية لدى كامل أعضاء الفريق ليتم تطوير الأعمال تبعاً لها وليس وفقاً للرغبات الشخصية أو النظرة الفردية.

                                   …………………

9.     (شكراً حتى لو ما أعجبك !):

  يتعامل بعض العملاء مع كاتب المحتوى كما لو كان آلة إنتاج دون مشاعر أو حتى حياة اجتماعية وشخصية، وحين لا يعجبه العمل أو لا يرتقي لتوقعاته يقلل من قدرة الكاتب أو من جهده دون احترام أو تقدير مما قد يسبب إحباط لكاتب المحتوى.

                                   …………………

10.     (عطني حقي!):

 يواجه العاملين بشكل مستقل صعوبة في حفظ حقوقهم ومن الممكن أن يحدد كل شخص منهم الطريقة المناسبة له فالبعض يعمد إلى تسليم جزء من المبلغ قبل بداية العمل (كعربون) ومن ثم يستلم بقية المبلغ بعد التسليم النهائي، وهكذا!

                                   …………………

11.     (قدّر وقتك صح!):

 يواجه الكتّاب المبتدئين صعوبة في تحديد الوقت المناسب لتسليم الأعمال كونهم يجهلون قدراتهم لذلك من الجيد في البداية تحديد وقت أطول مما هو متوقع ومع الممارسة يستطيع الكاتب تحديد الوقت المناسب.                              …………………

12.     (اكتب برا الصندوق!):

 من الجيد بين فترة وأخرى أن يجرب الكاتب قوالب مختلفة من الكتابة، فتارة يكتب مقالات وأخرى محتوى لبرامج التواصل، وذلك ليكون على استعداد للمشاريع المختلفة، لأن التركيز على جانب واضح يُضعف من قدرة الكاتب ويجعله في حالة توتر حين يعرض عليه عمل جديد.                       …………………


وهذه التحديات تختلف من كاتب لآخر ومن وقت لآخر تبعاً للمهارات والقدرات لدى الكاتب، وكلما سعى الكاتب إلى تطوير ذاته من خلال الملاحظات التي تصله من العملاء ومن خلال الصعوبات التي يتعرض لها ساعده ذلك على تحقيق نجاحات مميزة وصُنع اسمه المميز في سوق العمل ويكون أشبه بـ (علامة مسجلة!).


Join