سيجموند فرويد

لا طالما تردد إسم فرويد على مسامعي وتحديدًا في سنوات دراستي الأولى وكُتب علم النفس ونظرية التحليل والأنا والهو والشعور وسنوات الطفولة الأولى والتنشئة الإجتماعية الصحيحة ، لم أكن مهتمة بفرويد ونظريته إلا قبل عدة أشهر أثناء حضوري لإحدى الدورات المتعلقة بالتحليل السلوكي الجنائي ومن شدة دهشتي بما قد يكشفه لنا التحليل النفسي لسلوك بعض الأفراد عزمت على الخوض في هذا المجال والقراءة المكثفة والبحث والإطلاع على أمل أن أتقنه يومًا ما .. 

من هو سيجموند فرويد؟

سجموند فرويد مولود سنة ١٨٥٦م في تشيلسوفكيا ، يهودي ودرس الطب في النمسا وكان مختص بعلم الأعصاب ومن أشهر الأطباء النفسيين على الإطلاق

مؤسس نظرية التحليل النفسي ، هذه النظرية المتكاملة تتحدث عن نشأة الإنسان وتطوره وعلاقة الإنسان بمحيطه بشكل عام

هدف هذه النظرية أن تُعرف أسباب الأمراض النفسية للإنسان وكيفية علاجها

فرويد كان من المعجبين بنظرية التطور لداروين ، وكان ملم بالأدب والفلسفة ونستطيع معرفة ذلك من خلال بحثه الدائم عن الأساطير والقصص أثناء نشوء نظرية التحليل النفسي وإسقاط هذه الأساطير على نظريته وإستخدامه لبعض الأسماء اللاتينية لبعض الشخصيات التي وصف الأمراض تيمنًا بها مثل عقدة “أوديب” للذكور وعقدة “أليكترا” للإناث.


الشيء الأساسي الذي آمن به فرويد في نظريته أن الحياة تدور حول التوتر واللذة


يعتقد فرويد أن التوتر الذي يتعرض له الفرد في حياته سببه الطاقة الجنسية!

وأن تفريغ هذه الطاقة الجنسية تحقق اللذة للفرد وتساهم في تشكيله الصحيح 


يشدد فرويد أيضًا على أهمية أول ٥ سنوات في حياة الإنسان التي اعتبرها الأساس في تشكيل جوهر شخصية الفرد عندما يصبح بالغ ، ومع هذا النمو الجسدي أثناء حياة الفرد تصبح بعض المناطق أكثر أهمية من المناطق الآخرى على إعتبار أنها مصادر لذة أو إحباط أو الإثنين معًا .. 


فالمراحل الجنسية التي يتحدث عنها فرويد كل مرحلة تمثل الليبيدو وهو مصطلح جدًا مهم لأنه يعني الرغبة والغريزة الجنسية وكل مرحلة لها ليبيدو خاص بها ، هذا الليبيدو الموجود في مناطق مختلفة في الجسم بإختلاف المرحلة العمرية لأن كل مرحلة لها فترة من الزمن وكل مرحلة مسماة بالعضو الجسدي الذي يجلب أكبر قدر ممكن من اللذة وهي كالتالي :-


المرحلة الأولى

الفموية

تبدأ من اليوم الأول لولادة الإنسان حتى عمر سنة ، يرى فرويد أنه في هذه المرحلة الفم هو الأساس في الشعور باللذة عند الأطفال

فالطفل يبدأ بوضع كل الأشياء في فمه حتى يُشبع الليبيدو والغرائز الجنسية بشكل عام ، يفسر فرويد هذا السلوك ويقول أنه ينعكس عند الأطفال الصغار وحُب الطفل لأمه بسبب نجاح المرحلة الفموية ، فالطفل عندما يتجاوز هذه المرحلة بشكل سليم ويرضع من ثدي الأم بشكل سليم تتكون لديه صفات إيجابية مثل القراءة ، حُب العلم ، المطالعة ، الرياضة .. 

لكن عندما يحدث خلل عند الطفل كعدم حصوله على كفايته من الرضاعة وإشباعه سوف يكتسب عادات تمثل نكوص! 

والنكوص يعني أن الفرد سيعود للمرحلة الفموية لإشباعها حتى لو تقدم بالعمر باللجوء للتدخين أو بقضم الأظافر أو بمص الإبهام أو حب التقبيل أو شرب الكحول!


أو أن يصبح شخص كثير السباب لأنه عن طريق الفم أو السخرية من الآخرين

هذه جميعها مظاهر من مظاهر النكوص والتي هي تعويض لعدم الإشباع عند الفرد عندما كان طفل لعدم كمال لذته بالمرحلة الفموية.

المرحلة الثانية

”الشرجية”

تبدأ هذه من عمر سنة لحد ٣ سنوات ، فالشرج هو المخرج للطفل وهو الليبيدو الخاص بهذه المرحلة وحسب فرويد فإن الطفل بهذه المرحلة يستمد اللذة من التغوط!

فعندما يتعلم الطفل التغوط بالأماكن المخصصة سيبدأ بتعلم السيطرة على حاجاته الطبيعية وسلوكيات جسمه وتتطور حتى يكبر ويصبح مستقر ولديه إستقلالية بآرائه وأفكاره وقادر على إنجاز الأمور بشكل مستقل ، فالنجاح في هذه المرحلة يكون بسبب الأهل لأنهم عندما يقابلون نجاح الطفل بالثناء والتشجيع سوف يكتسب الثقة بالنفس ويصبح إنسان سوي.


وفي نظر فرويد عندما ينجح الطفل في هذه المرحلة سوف تتكون لديه شخصية بناءة ومستقلة ومؤهل كإنسان سليم ومعافى ، لكن عندما يستخدم الأهالي الضرب والإهانة والتجريح على الطفل الذي يتغوط على نفسه فتتكون لديه شخصية معاكسة للطفل السليم على جانبين :- 

الأول في أن الأهل متساهلين مع الطفل عندما يتغوط على نفسه وذلك سيؤدي إلى تكوين شخصية شرجية إنفجارية أي فوضوي ومدمر وعبثي!

الثاني في أن الأهل شديدين ومتسلطين على الطفل عند تعليمه وهذا سيؤدي إلى أن يصبح متعصب ومتشدد وبخيل وجاد وإنسان متقيد بالنظام وغير مرن.

المرحلة الثالثة

“القضيبية”

تبدأ هذه من ٣ سنوات وحتى ٦ سنوات تقريبًا ، وهنا يتركز الليبيدو في القضيب أو الأعضاء التناسلية بشكل عام ، ويرى فرويد أنه في هذا العمر يبدأ الطفل بإكتشاف الفرق بين الذكر والأنثى

ويعتقد فرويد أن الأطفال الذكور في هذه المرحلة يبدؤون بالنظر لأبائهم على أنهم منافسين لهم في حُب الأم! ومن هنا تنشأ أهم عقدة عند فرويد وهي عقدة”أوديب”

في هذه المرحلة القضيبية عقدة أوديب هي الأكثر إثارة للجدل في نظرية التحليل النفسي ، وأوديب هو أحد الأساطير اليونانية حيث أنه قام بقتل والده والزواج من والدته دون أنها والدته وأنجبت له ٣ أطفال ثم قام بإكتشاف ذلك لاحقًا وقام بضرب عيناه بخنجر حتى يصاب بالعمى! … الخ


الخلاصة أنه من هذه الأسطورة إستمد فرويد مشكلة الطفل الذي يعشق أمه ، ويقول فرويد أن هذه العقدة تظهر عند الذكر نتيجة لتطور رغباته الجنسية تجاه والدته وأن الطفل يريد أن يستحوذ على أمه لوحده ويريد التخلص من الأب!

لإعتقاده بإنه إذا اكتشف الأب حبه للأم فسوف يقطع عضوه الذكري! ويسمي فرويد هذا الإعتقاد “الخوف من الإخصاء” لأن العضو الذكري هو أثمن شيء يملكه الطفل في هذه المرحلة وهو القضيب!

فيحاول الطفل إيجاد حل لهذه المشكلة بينه وبين نفسه فيظن أن الحل بمحاكاة وتقليد سلوك والده الذكوري وهذا يسمى بـ”التقمص” فينتج عن هذا التقمص إكتساب صفات الدور الذكوري وهذه تتطور تدريجيًا حتى تصل للأنا العليا وهي الضمير ولأنه طفل يقوم بكبت هذه المشاعر!

عقدة أليكاترا

وحسد القضيب

عقدة أليكاترا مناقضة تمامًا لعقدة أوديب وتتعلق بالإناث وهي شخصية إغريقية أسطورية قامت بقتل والدتها لأنها شعرت بأنها تريد خيانة والدها!


يقول فرويد أن المرأة في كل المجتمعات أقل وأدنى منزلة من الرجل ويرى بأنه عندما تبدأ الفتاة بالتعرف على جسدها ونفسها تصاب بخيبة أمل لأنها لا تمتلك قضيب!

و”حسد القضيب” هو عندما ترى الفتاة بأن الصبي يملك إمتيازات لأن لديه عضو ذكري وهذا بدوره يؤدي إلى تمنيها لو كانت تمتلك عضو ذكري!

وهذا يؤدي إلى عقدة أليكاترا .. 

فالفتيات المصابات بعقدة أليكترا يقومون بتخطيها عبر كبت المشاعر تجاه الأب وإستبدال الرغبة بالحصول على عضو ذكري بالحصول على ذكور عن طريق الإنجاب!

ويعتقدن الفتيات أن الأم هي السبب في عدم إمتلاكهم لعضو ذكري وهذا ما يؤدي إلى كبتهن لهذه المشاعر التي تسبب توتر والبدء بتقمص شخصية الأم والرغبة بإنجاب الذكور تعويضًا للرغبة بإمتلاك عضو ذكري.

المرحلة الرابعة

“الكمون”

Join