تساؤل التدوينة : 

من أين بدأ القلق؟

قال فرويد المؤسس الشهير للتحليل النفسي عام ١٩٤٩م في محاضرته الخامسة والعشرين من المحاضرات التمهيدية في التحليل النفسي :- “ لست في حاجة إلى تقديم القلق لكم. فكل منا قد ابتُلي بهذا الشعور، والحق أقول لكم أنه حالة وجدانية نشعر بها بأنفسنا وتعاودنا مرة تلو الأخرى”.



يعد نموذج التحليل النفسي واحدًا من أقدم النماذج المفسرة للقلق وأكثرها تأثيرًا

وقد كان لهذا النموذج تأثير هائل على الفكر الغربي والحضارة الحديثة مساهمًا في كل من المصطلحات الإكلينكية والممارسات العلاجية.(Pervin,Cervone&Jhon,2005)

ولقد كان سيغموند فرويد مؤسس التحليل النفسي أول من لفت الإنتباه إلى الدور المحوري للقلق في ديناميات الشخصية والنظريات الارتقائية(Freud,1949)

وفي حقيقة الأمر فإن فرويد يعتبر القلق إحدى الدعائم الأساسية في نظرية التحليل النفسي، وقد نظر إلى هذا الإنفعال على أنه العرض الأساسي في الممارسة العلاجية.

ومن المثير للإهتمام أن نلاحظ أن فرويد توصل إلى هذه النتيجة من خلال خبراته الخاصة، نظرًا إلي أنه عانى بصفة شخصية من نوبات القلق والرهاب - الخوف من القطارات- والاكتئاب، كما أنه اعتاد أيضًا تناول الكوكايين لتهدئة ما يعانيه من استثارة وتوتر.


ويرى فرويد أن القلق شعور ينشأ تلقائيًا كلما طغى على النفس وابل من المثيرات الشديدة التي لايمكن السيطرة عليها أو التخلص منها، والقلق شعور غير مريح قد يُعاني منه شخص ما.


مما قد يدفعه إلى السعي إلى الحد من هذا الشعور أو القضاء عليه، مثلما يقوم أحد الأشخاص بمحاولة لتقليل الشعور بالدوافع المماثلة مثل الجوع، أو العطش، أو الألم.


وفي إطار هذا السياق يعتقد فرويد أن القلق يمكن التعامل معه إذا ما كان الإنزعاج الذي يتزامن معه من شأنه استثارة دافعية الأشخاص لتعلم طرق جديدة لمواجهة تحديات الحياة.


ومع ذلك فإن الشعور بالقلق الشديد والمزمن في ظل عدم وجود مصدر واضح للتهديد أو الخطر أو الضرر في البيئة، يعتبر أمرًا غير طبيعي بصفة عامة.


وقد أشار فرويد في محاضراته التمهيدية في التحليل النفسي، إلى أنه يمكن فقط من خلال تقييم مصادر تعامل الشخص القلق معه، والتي تمثل نقاط قوة له مقارنة بحجم التهديد، يمكن للشخص أن يقرر في ضوئها ما إذا كان الهروب أو الدفاع أو حتى الهجوم هو أفضل وسيلة للتعامل مع القلق.


وهذه المفاهيم تماثل بوضوح نموذج لازاروس المعرفي (1966) للضغوط والانفعالات، والذي يرى في ضوئه أن التعامل مع القلق يعد نوعًا من التفاعل الدقيق بين عمليات التقييم الأولية والثانوية.


ميز فرويد بين ثلاثة أنواع من القلق (1926-1959) : 

القلق الواقعي الفعلي 

القلق العصابي

القلق الأخلاقي


وقد ساعد هذا التمييز بين الأنواع الثلاثة للقلق في توضيح متى يكون القلق تكيفيًا ومتى يكون ضارًا من الناحية النفسية كما هي الحال في القلق العصابي.

لا تستطيع أي عاطفة أن تسلب بشكل فعال من العقل قدرته على التصرف والتفكير مثل الخوف

إدموند بيرك1757

مؤسس علم الوراثة 

غريغور مندل والقلق!

غريغور مندل مؤسس علم الوراثة الكلاسيكي والرائد والمشهور فيه كان إبنًا لوالدين فلاحين فقيرين، فقد كان يعيش في المنطقة التي تسمى الأن سلوفاكيا.


في وقت مبكر، قال معلمو مندل إنه طالب موهوب و واعد للغاية، وبسبب سجله الأكاديمي الصرف قُبل في جامعة فيينا الشهيرة لمواصلة أبحاثه ودراساته في العلوم الطبيعية.

وفي أثناء وجوده هناك، حصل على تعليم من الدرجة الأولى من بعض الأكاديميين الأعلام في عصره.


وعلى الرغم من ذلك أظهر مندل حالة شديدة من القلق نسبيًا، ففي كل مرة كان عليه أن يواجه امتحانًا جامعيًا مهمًا، كانت تسوء حالته الجسدية، مستغرقةً شهورًا ليتعافى تمامًا ويعود إلى عمله الأكاديمي ونتيجة لهذه الحالة الخطيرة والموهنة أصبح مندل غير قادر على إكمال عمله الأكاديمي، واضطر إلى ترك الجامعة من دون استكمال درجته العلمية.



الخلاصة من قصة مؤسس علم الوراثة مندل هو أنه يمكن للقلق أن يكون له عواقب وخيمة على صحة الشخص العقلية والجسدية فضلًا عن إنجازاته التعليمية وتقدمه المهني.

في الآونة الأخيرة..

كان هناك المزيد من وسائل الإعلام التي تحدثت عن القلق وانتشار القلق ونوبات الهلع واضطرابات القلق، ومع زيادة الوعي من الأشخاص بوجود اضطرابات القلق أصبح هنالك اهتمام أكبر بالعلاج المناسب لهذه الاضطرابات.


إن اضطرابات القلق الأن تحمل وصمة أقل حيث يزداد عدد الأشخاص من مختلف الجنسيات والأعمار الذين يبادرون لإخبار المختصين الصحيين عن حالتهم وبالتالي يباشرون خطة العلاج.


غالبًا ما كان يعتقد أن اضطرابات القلق ونوبات الهلع هي “مشكلة المرأة”

وهذا غير صحيح، فعلى الرغم من أن الرجال أكثر ترددًا في طلب العلاج، فإن كلا من النساء والرجال يتأثرون بهذه الاضطرابات على حد سواء.


وعلى الرغم من أن اضطرابات القلق قد تم التعرف عليها رسميًا مؤخرًا إلا أنها كانت موجودة طوال تاريخ البشرية.

أفاد العديد من الأشخاص والعظماء والمؤثرين في التاريخ أنهم يعانون من نوبات الهلع واضطرابات القلق!

والعلاجات المختلفة التي تلقوها متنوعة وفي كثير من الحالات كانت العلاجات المقدمة غير فعالة وأحيانًا خطيرة للغاية على الشخص، وفي بعض العلاجات التي تم استخدامها سابقًا كانت متنوعة من الأعشاب والبلسم في العصور القديمة الوسطى، والاستحمام في الأنهار والجداول شديدة البرودة، وتدفق الدم بإستخدام العلق … والخ

القلق بالأرقام

يعد اضطراب القلق من الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يصيب ٤٠ مليون بالغ من سن ١٨ عامًا أو أكثر

أي ١٨.١٪ من السكان كل عام. 


يمكن علاج القلق بشكل كبير لكن!

٣٦.٩٪ ممن يعانون من القلق يتلقون العلاج الصحيح.


يزداد احتمال ذهاب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق إلى الطبيب ثلاث إلى خمس مرات، وتزداد احتمالية دخولهم إلى مستشفى الأمراض النفسية ست مرات أكثر من غيرهم الذين لايعانون من اضطرابات القلق.

يتطور اضطراب القلق من عدة عوامل مجتمعة، بما في ذلك علم الوراثة وكيمياء الدماغ والسمات الشخصية وأحداث الحياة.

دوافعي للكتابة.

إن ما يدفعني للبحث عن القلق هو أنني أجد وفرة معرفية في كيفية معالجة القلق والعوامل التي تؤدي للقلق ونتائج القلق! لكنني لا أجد مصادر بنفس الكمية حول تاريخ القلق! وأصول القلق في التاريخ! 

أول حالة شخصت بالقلق؟

على يد من؟ 

في أي عام؟ 

وماهي ظروف الحياة ذلك الوقت؟ 


لذلك قررت أن أبحث وأشارك من تراوده تساؤلات مثل تساؤلاتي.

تاريخ القلق

يعود مفهوم الخوف والرهاب الاجتماعي-القلق- إلى ٤٠٠ قبل الميلاد حين وصف أبقراط الشخص الخجول والمفرط الخجل بأنه شخص “يحب الظلام كحياة” ويعتقد أن الكل يلاحظه.

في اوائل القرن العشرين، استخدم الأطباء النفسيون مصطلحات مثل الرهاب الاجتماعي والعصاب الاجتماعي للإشارة إلى المرضى الخجولين للغاية. 


في ١٩٥٠م

مهد الطبيب النفسي في جنوب أفريقيا جوزيف ولب التقدم اللاحق في العلاج السلوكي للرهاب من خلال عمله على تطوير تقنيات إزالة التحسس المنهجية.

Join