هل تعلم

أين تختبيء الكنوز!

رحلة مستمرة بحثًا عن الكنز وجزيرته؛ رحلة ربانها الجشع، وقرصانها الطمع، وساقيها الرذيلة، مغرورة كامرأة حافية القدمين تسوق خطاها بحذر بعد أن بلل ثوبها الحريري الماء، وببراءة طفل يبحث عن حنان أب في أطلس الحياة المتلاطم الأمواج، حزينة كما أغاني البحّارة، تحاول الصمود وسط ظلمات ثلاث!

 لن تستمتع بالنور مالم تخض الظلام 


ظلمة النفس

عمرٌ متراكم، وهمٌ متلاطم وعينان أبيضهما عمًا وأسودهما عزاء، ونفسٌ كقصيدة رثاء لم تكتمل! عن ظلمة النفس، عن وفاءٍ بوجه طمع، و كرمٍ بطعم خيانة، عن يد عون تكسر مجداف نجاة، عن القصد مع حرق المقصود، وعن استماتة كبرٍ أمام شمس الحقيقة.


لها وجهان؛ حين تغرق في سواده تفنى، وحين تعسف لصفاءه تبقى، حين تفتح لسواده في قلبك بابًا تتنفس نارًا ورمادًا، وحين تفتح في وجهه دعاءً… تغدو ضحكاتك نغمًا، وخطواتك أثرًا، ولمساتك زهرًا، ونفحاتك عبير، ويصبح طريقك وردًا، وظلامك نورًا، وهمك سعة، ورزقك بركة، وعينك تسبيح، ولسانك جبر، وقلبك طهر، وروحك غيث، فترى ظلام عينك ستر ونورها احتفاء.   


ظلمة الوقت

لا لموت أحد ولا لحياته، لا لغرق أحد ولا لنجاته، لا للحب والمحبوب، لا لاشتياق أرض لماء، ولا لكل عقارب الساعة المتوقفة عمدًا أو دون عناء، لا لقلبك المحزون، ولا لجسدك المتعب، لا للروحك التائهة ولا لذهنك المشغول، لن يقف الوقت لا احترامًا ولا تحقيرًا!


وفي مؤامرة باردة يتحالف الوقت مع نفسك… عليك! فتصبح لحظات الغدر سنين، وأنين المرض مخاض، دعاء الرزق هم، تقادم العمر مشيب، زحام الحب عبيء، كرم التخلي نسيان، انتظار رسالة فقد، حديث جانبي أرق، والقائمة في هذا تطول…


بطيئة هي دقائق الانتظار بثقل موقفها على قلبك، سريعة جدًا بخفة ظلها عليه. 


ظلمة الموقف

تسير كما تريد بالعين التي تراها أنت، ولكن سطوتها مجحفة في حسن ظنك، وحجمها يربك اركانك، وتفاصيلها تزعزع قناعاتك و مبادئك.

لا عيب في خسارة نزال لتربح المعركة، عليك أن تغمض عينيك في وسط الظلام لترى بقلبك، عليك بأن تجيد العبور خلال ضعفك ليقوى وقوفك، لا بأس أن يزل لسانك ليصدق فعلك، لا بأس بأن ترمى بالغرور لتقوى عزيمتك، ولا بأس بأن ياكل منك ظلام الموقف لتنير الحياة.


جواب

في سمو النفس، خلف ضحكات الأصدقاء، في تجليات المصائب، بين المساعي وحصادها، العقارب ودقائقها، بين الكاف والنون، بين الدعاء والمعجزة، بين الصبر والفرج، بين حسن الظن والدهشة، بين التوكل والطمأنينة، من تلعثم الكلام إلى المنبر، من مرض الجسد إلى شفاء الروح، من بكاء العين إلى سرور القلب، من حركة الجسد إلى حراك الروح. 

حررت في الدمام 07.2023

Join