تمر عليك الأيام وتختلف بمرورها المشاعر وتذبذب، فتصعد يومًا في سعادتك كأنك حزت الدنيا بما فيها، وترقص على جثمان المصائب وكأنها يومًا لم تكن! تتبختر، تختال نفسك قارون المال، وهامان القوة، وفرعون السلطة! وغدًا يأتي… ليخسف بدارك الأرض ويغرقك في يم أحزانك ويرميك جثة بالية على شواطئ الحزن والهموم وكأنك الوحيد الذي تجرّع ألمًا أو ذاق مرًا وهكذا تمضي الحياة، ولكننا نريد حياة فردوسية المشاعر، مقدسة النوايا، دنيوية اللذة!

متضادات لا تقبل الاجتماع ومع ذلك نصرّ على بلوغها وكأنها ممكنة لأحد.   

نظن أننا ندرك مداها لكنها كفراشة حرَّكت جناها في شرق الكوكب فأثارت اعصارًا في غربه! أبالغ؟ ربما انا كذلك.

اختلف موعد نومي. نسيت تدوين مهامي. لم يتسع الوقت لممارسة تماريني اليومية. أخفقت في أحد اختباراتي. لم أنجز عملي بالدّقة المعتادة. استخدمت الهاتف أكثر من المعتاد. لم ولم ولم…. كل هذه الأمور قد تبدو توافه لأحدهم ومصائب كبرى لشخص آخر؛ إذًا فأنت وحدك من يحدد تأثيرها عليك. حجّم كلَّ الأمور بأصغر مما يراه قلبك،أقل مما يقيّمه عقلك، وأحقر مما تهابه نفسك، فتحجيمها سلّم نحو السلام. 

ليست كل المصائب صغيرة، وبعضها لا يقبل التحجيم، فعند تلك المصائب لا بأس أن تسقط عاجزًا إلا عن البكاء والانهيار. تقبّل ضعفك فلست مطالبًا بأن تكون قويًا! انهزم لحزنك وتعامل معه كما تحب فهنا لا قوانين سوا ما تضعه أنت لنفسك، فترفق بها وكن لها الأب الحكيم، الأم الحنون، الأخ السند، والصديق الأمين. وتذكر أن الوقت ترياق المصائب مهما كبرت؛ فاصبر يومًا لنفسك، ويومًا لمن يحبك.